الترا صوت - فريق الترجمة
قبل يومين، جلس العالم مشدوهًا على الشاشات، يتابعون ببث مباشر، حريقًا هائلًا في كاتدرائية نوتردام بباريس، والتي اشتعلت النيران العنيدة فيها لمدة تجاوزت ثماني ساعات، حتى تمكن رجال الإطفاء، في فريق مكون من 400 شخص، من السيطرة عليها وإخمادها تمامًا.
تعد كاثدرائية نوتردام من أقدم الكنائس الرومانية الكاثوليكية في العالم، وأحد أهم نماذج العمارة القوطية في أوروبا
وكان الحريق قد بدأ في وقت مبكر مساء يوم الإثنين 15 نيسان/أبريل، ووصل إلى أجزاء عديدة منها حولها إلى رماد. كل ذلك والناس يقفون على مقربة من الكاتدرائية التاريخية يراقبون بأعينهم ما يجري لها من دمار، مع إحساس كبير بالعجز.
اقرأ/ي أيضًا: 8 وجهات في "أندلثيّا".. أطلال العرب والرومان في إسبانيا
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تابع الملايين حول العالم، احتراق الكنيسة وتحطم برجها الشهير، معبرين عن حزنهم وصدمتهم للدمار الذي لحق بهذا الإرث الإنساني المهم الذي يتجاوز عمره 855 عامًا، والمدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1991.
بعد هذا الحادث الأليم، ربما تستدعي الحاجة التعرف على هذه الكاتدرائية التي تمثل أثرًا إنسانيًا وتاريخيًا مهمًا، لذا نستعرض لكم هنا بعض الحقائق عن كاتدرائية نوتردام، نقلًا بتصرف عن موقع "Discover Walks".
1. أقدم الكنائس الرومانية الكاثوليكية في العالم
تعد كاتدرائية نوتردام من أقدم الكنائس الرومانية الكاثوليكية في العالم، وأحد أهم نماذج العمارة القوطية في أوروبا. بدأت أعمال إنشاء الكنيسة عام 1160 على الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين، في قلب باريس التاريخي. وانتهت أعمال بنائها عام 1260.
تم التعديل على البناء وإضافة أجزاء جديدة إليه في مناسبات مختلفة. وقد كانت الكاتدرائية عرضة للدمار بعد اندلاع الثورة الفرنسية، حيث دخل إليها الناس ودمروا الكثير من آثارها ومعالمها.
2. المعلم الأكثر زيارة في باريس
فرنسا هي الدولة الأشهر بين السياح في العالم، وهي الأكثر زيارة على الإطلاق، لكن المفاجأة هي أن برج إيفل ليس المعلم الأكثر زيارة. ففي باريس، يتبوأ المرتبة الأولى في عدد الزيارات، ديزني لاند باريس، أما المعلم التاريخي الأكثر زيارة في المدينة فهو كاتدرائية نوتردام.
ويزور الكاتدرائية سنويًا أكثر من 13 مليون زائرًا، يعبرون من البوابة الرئيسية للكاتدرائية كل عام، أي أن الكاتدرائية تستقبل يوميًا ما معدلة 35 ألف زائر!
3. بنيت الكاثدرائية في موقع مقدس
بنيت كاثدرائية نوتردام في موقع أول كنيسة في باريس، وهي بازيليك "القديس إستيفان"، فوق أنقاض معبد جوبيتر الغالوروماني على "إيل دو لا سيتي"، أو جزيرة المدينة، وهي جزيرة صغيرة على نهر السين في قلب باريس.
ولا يمكن تخيل جزيرة المدينة دون كاتدرائية نوتردام التي ما تزال صامدة منذ القرن الـ12 ببنائها القوطي العظيم، الذي يبدو أنه قائم فيها من قبل ذلك بكثير.
4. شاهدة على أحداث تاريخية مهمة
شهدت الكاتدرائية عددًا من الأحداث المهمة في تاريخ أوروبا، ومنها تتويج هنري السادس، ملك إنجلترا، ملكًا على فرنسا عام 1431.
كما شهدت عام 1804 تتويج الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت. وفي عام 1944، تم الاحتفال داخل الكاتدرائية بتحرير باريس من الاحتلال النازي.
5. أسماء أجراسها الـ10
للكاتدرائية 10 أجراس، جميعها تحمل أسماء، وأكبرها يدعى إيمانويل، ويقع في البرج الجنوبي من الكاتدرائية، ويزن 13 طنًا. ومن الأجراس المهمة الأخرى: ماري، وغابرييل، ودينيس، ومارسيل، وإيتيان، وموريس، وغيرها.
وبعد الثورة الفرنسية، في عام 1791، تم الاستيلاء على معظم الأجراس في نوتردام من أجهل صهرها واستخدامها في أغراض أخرى، وتم وضع أجراس جديدة للكاتدرائية في منتصف القرن الـ19، كما تم استبدال الأجراس مجددًا في العام 2013، في احتفالية ضخمة في الذكرى 850 لإنشاء الكاتدرائية.
6. فكتور هوغو وأحدب نوتردام أنقذا الكاتدرائية!
لحق بالكاتدرائية بعد الثورة الفرنسية دمار هائل، فهدم الثوار الغاضبون الكثير من التماثيل ونهبت الأجراس وصهرت، وظلت مهملة تمامًا حتى بداية القرن الـ19، حيث باتت مكانًا للتخزين ولم تعد مكانًا للممارسة الطقوس الدينية.
لكن في عام 1804، شهدت الكاتدرائية تتويج نابليون، ما أعاد بعض الاعتبار للكاتدرائية ودفع للعودة إلى الاهتمام بها وإحيائها. ثم في عام 1831، كتب فكتور هوغو روايته الخالدة، أحدب نوتردام، ما رفع شهرة ومكانة الكاتدرائية المنسية.
أنقذت رواية أحدب نوتردام لفكتور هوغو، كاثدرائية نوتردام، بعد أن جذبت الانتباه لها فبدأ ترميمها وبناء أبراجها الشهيرة
ثم بدأت تتزايد الدعوات المطالبة بترميمها والحفاظ عليها، فتم إطلاق مشروع ترميم ضخم بين عامي 1844 و1864، حيث أضيفت في تلك الفترة أبراج الكاتدرائية الشهيرة. وكانت الرواية من أهم العوامل التي أسهمت في تسليط الأضواء من جديدة على كاتدرائية نوتردام العظيمة.
اقرأ/ي أيضًا:
7 أمور ينصح بالانتباه لها خلال زيارة فرنسا
مذبحة المباني الأثرية في الإسكندرية.. مقاولون يُجرّفون وشباب يرصدون ويوثقون