تتزايد الأدلة والمؤشرات على أن ناخبي الحزب الديمقراطي من فئة الشباب يعيدون النظر في دعم إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن في عام 2024، على خلفية موقفه من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، والتي يصفها خبراء بأنها غير مسبوقة على مستويات عدة في نطاقها ووحشيتها ووتيرة تدميرها في القرن الحادي والعشرين.
شير العديد من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى تراجع حادّ في شعبية الرئيس بايدن على خلفية تأييده للحرب على غزّة
فتشير العديد من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى تراجع حادّ في شعبية الرئيس بايدن، ولاسيما بين الفئات العمرية الشابة من الديمقراطيين والليبراليين، حتّى أن عديدين بدأوا بنبز الرئيس الأمريكي بقلب "جو الإبادة الجماعية" (GenocideJoe)، للتعبير عن رفضهم للدعم المطلق الذي تقدمه الإدارة الأمريكية الحالية للحرب التي تشنّها دولة الاحتلال على القطاع، والتي يتفق عديد من المختصين في دراسات الإبادة الجماعية على وصفها بأنها حرب إبادة.
أحد الطلبة الذين شاركوا في استطلاع رأي أجرته صحيفة الواشنطن بوست قال: "لا أستطيع أن أرى كيف يمكنني أن أتجاوز ضميري بعد عام من الآن، للمشي إلى صندوق الاقتراع والتصويت لهذا الشخص الذي كان مسؤولا بشكل مباشر عن الكثير من الأذى"، في إشارة إلى التواطؤ الرسمي للبيت الأبيض مع الجرائم الإسرائيلية في فلسطين.
من جهته، وصف البيت الأبض اللقب الجديد للرئيس الأمريكي، والذي تصدّر الوسوم على منصّة "أكس"، بأنه "غير لائق"، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “لا نقلق بشأن الألقاب والملصقات، فهذا أمر تضمنه حرية التعبير في البلاد، ولكن الرئيس يريد التأكد من أننا نستطيع الاستمرار في دعم إسرائيل في حربها ضد حماس”. كما رفض كيربي التلميح إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزّة، وأصرّ على حصر هذا الاتهام بالمقاومة الفلسطينية في غزّة، والتي قال إنها تريد "حذف إسرائيل عن الخارطة".
وقال كيربي: "بوسع الناس قول ما يحلو لهم في الشارع، ونحن نحترم ذلك... لكن كلمة الإبادة الجماعية يجري طرحها بطريقة غير لائقة إلى حد كبير من قبل الكثير من الأشخاص".
وتيرة القتل في غزّة غير مسبوقة في القرن ال21
بحسب تقرير نشر مؤخرًا في نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الفلسطينيين يُقتلون في غزة بسرعة ووتيرة أعلى حتى مما حصل خلال المراحل الأكثر دموية للحروب المدمرة التي شنتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان. وبحسب التقرير، فإنه يستحيل إجراء مقارنات دقيقة بين قتلى الحروب، لكن خبراء ضحايا الصراع ما يزالون يعبرون عن ذهولهم عند تحليل عدد المدنيين الذين يتم الإبلاغ عن تعرضهم للقتل في قطاع غزة، ومعظمهم من النساء والأطفال، ومدى سرعة وتيرة ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم، والتي لم تهدأ إلا خلال الهدنة الإنسانية المؤقتة التي بدأت الجمعة الماضية.
وبحسب التايمز فإن الأمر لا يقتصر على ضراوة الحرب ونطاقها الواسع، والتي استهدفت بحسب ما أوضح جيش الاحتلال نفسه أكثر من 15,000 هدف، بل يشمل كذلك طبيعة الأسلحة التي استخدمت في هذه الحرب، والتي تدلّ على أنها تستهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. فبعض القنابل التي ألقيت على مناطق سكنية شديدة الازدحام في القطاع قد بلغ وزن الواحدة منها 1000 كغم تقريبًا، وهي جميعًا أسلحة أمريكية.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإنه قد تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال في قطاع غزة خلال أربعين يومًا مقارنة بعدد الضحايا من نفس الفئة في أوكرانيا خلال عامين من الحرب مع روسيا.