أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستخصص 1.5 مليار دولار لمساعدة عدد من الولايات في التعامل مع أزمة انتشار المخدرات والمواد الأفيونية التي تفاقمت خلال السنوات الماضية، وبعد ارتفاع قياسي في عدد الوفيات بسبب الجرعات المفرطة، والتي بلغت من 107,000 حالة وفاة، وذلك خلال العام 2021 فقط، وفقًا للبيانات الصادرة عن الهيئة الأمريكية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، في الولايات المتحدة.
يموت في الولايات المتحدة شخص واحد كل خمس دقائق بسبب جرعة أفيون مفرطة
وبحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن الدكتور راهول جوبتا، مدير السياسة الوطنية لمكافحة المخدرات في البيت الأبيض، فإن الأمريكيين يفقدون شخصًا واحدًا بسبب الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية كل خمس دقائق، على مدار الساعة.
ومن المقرر أن تعلن إدارة بايدن عن نطاق من الاستثمارات والإجراءات العاجلة الكبرى للحد من الوفيات الناجمة عن الجرعات المفرطة من المخدرات، وضمان حصول مسؤولي الصحة العامة وإنفاذ القانون على الدعم اللازم والموارد التي يحتاجونها، بالإضافة إلى توفير سبل التعافي والنقاهة للمرضى والتغلب على "الوباء"، بحسب البيت الأبيض.
كما قالت ميريام دلفين ريتمون، مساعدة وزير الصحة لشؤون الصحة العقلية والمخدرات، إن بايدن سيعلن عن منح ما يقرب من 1.5 مليار دولار من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية للولايات والأقاليم والأراضي القبلية، حيث ستخصص الأموال لعلاج اضطرابات تعاطي المخدرات، وتيسير الوصول إلى الأدوية الرئيسية اللازمة، ولاسيما دواء "نالوكسون"، وهو دواء يمكنه عكس أثر الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية وإنقاذ الحياة.
ونقلت رويترز عن مسؤولين في البيت الأبيض، فإن هذا الإعلان مؤشر على إدراك إدارة بايدن للتأثير المدمر بظاهرة "الجرعات المفرطة" القاتلة من المواد الأفيونية، التي تودي بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص سنويًا، والتي توصف بأنها وباء يتفشى على نحو متزايد في المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة والأراضي القبلية ومناطق مختلفة في الولايات المتحدة، وينذر بكارثة إنسانية واقتصادية وخيمة.
كما سيموّل هذا المبلغ خدمات دعم التعافي، وجهود التعليم والتوعية بشأن الجرعة المفرطة، بالإضافة إلى دعم الأخصائيين في أقسام الطوارئ للتعامل مع هذه الحالات، وتطوير آليات رعاية متعاطي المنشطات ومن يعانون من اضطرابات سوء الاستخدام، بما في ذلك متعاطي الكوكايين والميثامفيتامين.
يشار إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات في الولايات المتحدة قد ارتفع بنسب مقلقة في السنوات الأخيرة، حتى تضاعف أربع مرات بين العام 1991 و2019. وتصنف هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ظاهرة "الجرعة المفرطة" من المواد الأفيونية باعتبارها "جائحة"، تطوّرات عبر موجات ثلاثة منذ العام 1999، وبلغت ذروتها في العام 2021.
ما هي المواد الأفيونية
بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن "المواد الأفيونية" تشمل جميع المركبات المستخرجة من بذور الخشخاش وكذلك المركبات الاصطناعية وشبه الاصطناعية ذات الخصائص المماثلة التي يمكن أن تتفاعل مع مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ. وفي حين يشيع استعمال المواد الأفيونية لعلاج الآلام، عبر أدوية تشتمل على المورفين والفنتانيل والترامادول، إلا أن استعمال هذه المواد لأغراض غير طبية دون إشراف رسمي، يؤدي إلى إدمانها، وهو ما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية شديدة الخطورة.
تصنف ظاهرة "الجرعة المفرطة" باعتبارها جائحة صحية في الولايات المتحدة
فالمواد الأفيونية، نظرًا إلى مفعولها القوي، قد تحدث صعوبات شديدة في التنفس، كما قد تؤدي الجرعات الزائدة منها إلى الوفاة الفورية.
