كشف تقرير لموقع مسبار المعني بالتحقق من صحة الأخبار، عن تفاصيل حول كيفية عمل الصحفي الإسرائيلي، إيدي كوهين، لإثارة الجدل وتضليل الرأي العام العربي.
يذكر التقرير أن كوهين، المقرب من الدوائر الأمنية في دولة الاحتلال، حقق شهرة واسعة في العالم العربي ليصل عدد متابعيه على موقع إكس (تويتر سابقًا) إلى أكثر من نصف مليون متابع.
ويعزو التقرير هذه الشهرة إلى استضافة وسائل إعلامية عربية عديدة له، من أهمها قناة الجزيرة وروسيا بالعربي والحرة، بالإضافة إلى اتباعه أسلوب إثارة الجدل وتعمد استفزاز الجمهور من خلال استهداف العرب وحكامهم مباشرة في تغريداته، بالإضافة إلى نشر الكثير من الأخبار المضللة والشائعات وخلطها مع بعض الأخبار عن قضايا إشكالية في الوطن العربي.
إيدي كوهين، المقرب من الدوائر الأمنية في دولة الاحتلال، حقق شهرة واسعة في العالم العربي ليصل عدد متابعيه على موقع إكس (تويتر سابقًا) إلى أكثر من نصف مليون متابع.
كما يشير التقرير إلى أن كوهين يستخدم اللغة العربية في 98.9% من تغريداته وهو يركز على قضايا يهتم بها المواطن العربي مثل الاستبداد والفساد والأوضاع الاقتصادية، كما أنه دائم الانتقاد للنظامين المصري والأردني ويتعمد تشويه سمعة الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.
جيش من الذباب الإلكتروني
في السياق ذاته، يروج كوهين للتطبيع بين دول الخليج ودولة الاحتلال، كما يشهد تفاعلًا كبيرًا من قبل حسابات بأسماء عربية تروج للتطبيع وتمدح دولة الاحتلال لكن كثيرًا منها وفقًا للتقرير حسابات وهمية.
التقرير يكشف قائمة بحسابات بعضها حقيقية ولكن معظمها وهمية تحمل أسماء عربية وهي الأكثر تفاعلًا مع حسابه. من بين هذه الحسابات حساب موثق لبدر السعدون، الذي يعرف عن نفسه بأنه سعودي يقيم في الرياض، ولا يعرف عنه الكثير لكنه ظهر على إحدى وسائل الإعلام العبرية بصفته ناشطًا.
ووفقًا لتحليل أجراه التقرير، فإنه رغم أن الحساب يعود لشخص حقيقي ينشر من السعودية، إلا أن 4% فقط من تغريداته أصلية، في حين أن 20% منها إعادة تغريد وحوالي 76% مجرد تعليقات. ويركز هذا الحساب على الترويج لوسوم من قبيل "فلسطين ليست قضيتي" و"المجد لإسرائيل".
من الحسابات الأخرى التي يروج لها كوهين حساب يعود لشخص يدعى صفوك الشيخ، وهو يعرف عن نفسه بأنه "قائد ثورة التنوير في القرن 21"، كما يعرف عن نفسه بأنه صهيوني سوري الأصل.
الحساب الذي يتابعه حوالي 35 ألف متابع كانت قد روجت له حسابات إسرائيلية عديدة مثل إسرائيل بالعربية، وهو يغرد بشكل أساسي من الولايات المتحدة والسعودية.
القائمة التي نشرتها مسبار تضم أيضًا كلًا من الكاتب الصحفي الكويتي المثير للجدل جاسم الجريد، ولؤي الشريف الذي يدعي أنه من البحرين، وحامد مطشر، مؤسس حزب الأحواز الليبرالي، والصحفي الإماراتي محمد تقي، بالإضافة إلى مئات الحسابات الوهمية التي لا توجد لها بيانات واضحة وبعضها أنشئ حديثًا، ولا تنشر أي تغريدات ولا تتابع إلا شخصيات معروفة وهي على علاقة بالحكومة الإسرائيلية، "ما يرجح وجود شبكة حسابات وهمية إسرائيلية تقف وراء حساب كوهين وتدعمه هو وحسابات مماثلة"، وفقًا للتقرير.
إيدي كوهين، واسمه الأصلي إدوارد حاييم كوهين حلاله، وجذوره تعود إلى لبنان، تصفه الجيروزاليم بوست بالشخص غير المعروف نسبيًا للجمهور الإسرائيلي، لكن بالنظر إلى حسابه على تويتر تجد أغلب أو جميع متابعيه من العالم العربي، كما وصفته الصحيفة بأنه مثير للجدل.
يصف كوهين في المقابلة نشاطه فيقول: "بالطبع أنا صريح، لأن هذا ما يحبه العرب"، مضيفًا "هذا هو الأسلوب الذي نحتاجه. إنه لا يصدر عن وزارة الخارجية.. أنا على العكس، بالطبع صنعت بعض الأعداء، وإذا استمعت إلى رواية وزارة الخارجية، فإنهم يقولون إنني أؤذي هاسبارا، لكن هذا غير صحيح. فأنا أجعله أقوى".
كما يقول كوهين إنه "كان لدى العرب شعور بأننا متعالون، لذلك طورت أنا وأصدقائي حوارًا لإظهار الكثير من الأمور المشتركة دينيًا وسياسيًا". موضحًا "قبل ثلاث سنوات كانوا خائفين من الإعجاب بتغريداتي، وهنا كسرنا هذا الحاجز".