ألترا صوت - فريق التحرير
نشرت لجنة الحريات الأكاديمية التابعة لجمعية دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية Middle East Studies Association of North Amreica، بيانًا صحفيًا، شجبت فيه افتراء وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" على المفكر العربي، ومدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، عزمي بشارة.
يعد الدكتور عزمي بشارة مفكرًا عربيًا وكاتبًا سياسيًا بارزًا وهو الذي أسس المركز العربي للأبحاث الذي يشتغل بحثيًا بالعديد من القضايا بالغة الأهمية
وحسب البيان الذي نشره موقع الجمعية، فقد عبرت المؤسسة "عن خيبتنا الكبيرة بعد اطلاعنا على المقال الذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية في 5 حزيران/يونيو 2018. فهذا المقال، والذي يتعرض للدكتور عزمي بشارة والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومقره العاصمة القطرية الدوحة، الذي أسسه ويترأسه الدكتور بشارة، قد اشتمل على العديد من المغالطات والافتراءات. وقد كان وجود مثل هذا المستوى من خرق المعايير الصحفية الأساسية في مقال نشرته وكالة الأنباء الفرنسية أمرًا مثيرًا للقلق في حد ذاته، فكيف وقد نُشر في هذه الفترة التي تشهد توترات سياسية في الشرق الأوسط، إذ قد ينجم عن هذا التجاهل للمعايير الصحفية المهنية عواقب جدّ خطيرة".
اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يرد على وكالة الأنباء الفرنسية ويطالبها بالاعتذار
وقد تأسست جمعية دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية (MESA) بهدف دعم الجهود البحثية والتعليمية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تنشر هذه المؤسسة الرائدة في هذا المجال المجلة العالمية لدراسات الشرق الأوسط (The International Journal of Middle East Studies) والتي تضم 2500 عضو من مختلف أرجاء العالم. وقد أخذت جمعية MESA على عاتقها واجب الالتزام بالدفاع عن الحريات الأكاديمية وحرية التعبير، ولاسيّما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفيما يخص دراسة هذه المنطقة في أمريكا الشمالية وغيرها.
وتابع البيان: "يعد الدكتور عزمي بشارة مفكرًا عربيًا وكاتبًا سياسيًا بارزًا وهو الذي أسس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2010. ويشتغل المركز بالعديد من القضايا بالغة الأهمية التي تمسّ الشأن العربي الراهن، من بينها مسألة التحول الديمقراطي، والمجتمع المدني، والطائفية، والنزاعات في المنطقة. ويجذب المركز الذي يقع مقره في الدوحة الباحثين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يوفر لهم المركز البيئة البحثية التي تقيم وتعزز البحث العلمي الحرّ والتعاطي الفكري الجادّ. وقد نظم المركز منذ تأسيسه عددًا كبيرًا من المؤتمرات العلمية، كما أطلق عددًا من المجلات الأكاديمية المحكمة ونشر مئات الدراسات العلمية والفكرية والمتعلقة بدراسة السياسات. وقد توسع المركز في الأعوام الماضية، وافتتح مكاتب له في بيروت وتونس وواشنطن، ويشهد المركز بكافة فروعه نشاطًا بحثيًا جادًا تتواصل فيه النقاشات الأكاديمية والإصدارات المحكمة ذات العلاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
واعتبرت المؤسسة الأكاديمية المعروفة، في بيانها، أنه "حري بالذكر أن قدرًا كبيرًا من النجاح الذي حققه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عائد للنشاط الفذ والنزاهة الأكاديمية لدى مؤسس المركز، الدكتور عزمي بشارة. إذ يمتلك الدكتور بشارة رؤية تحرص على وجود بيئة أكاديمية مستقلة وديمقراطية وغير طائفية، واعية بالغنى الحضاري الذي تتمتع به المنطقة. وبفضل هذه الرؤية تمكن المركز، ومعهد الدوحة للدراسات- والذي يترأس الدكتور بشارة مجلس الأمناء فيه، من جذب الأكاديميين والباحثين والطلبة من مختلف الدول في المنطقة، دون تفريق على أساس الجنسية أو العرق أو الدين أو الطائفة".
اقرأ/ي أيضًا: افتراء فرانس برس على عزمي بشارة.. هنا الإمارات!
وقالت إنه "ليس مستغربًا أن وجود مثل هذه البيئة من البحث الحر والعمل النقدي ليس موضع ترحيب من قبل بعض أنظمة الحكم المستبدة في المنطقة. فلا يصعب أبدًا تلمس الجوانب القاسية لانتهاك الحريات الأكاديمية في العديد من دول المنطقة، وما يتعرض له الأكاديميون من مضايقات وحالات اختفاء قسري واعتقالات وطرد من العمل وأحكام بالحبس والتعذيب، بل وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى أحكام بالإعدام".
يتضمن مقال فرانس برس افتراءات تطال واحدًا من المراكز القليلة التي تمتاز بالحرية الأكاديمية في المنطقة العربية
وأوضحت المؤسسة المهتمة بالأبحاث حول الشرق الأوسط، إنه وفي "هذا السياق حيث تتزايد الانتهاكات ضد الحرية الأكاديمية في المنطقة وما يجري من استمرار للحصار على دولة قطر من قبل السعودية والإمارات ومعهما مصر والبحرين، تتجلى فداحة التهديد الذي يمثله المقال المتحيز سياسيًا والمليء بالمغالطات الذي كتبته شذى يعيش والذي يتناول الدكتور عزمي بشارة والمركز العربي".
وتابعت أن "هذا المقال الذي يتضمن افتراءات تطال واحدًا من المراكز القليلة التي تمتاز بالحرية الأكاديمية في المنطقة، ومؤسس هذا المركز، يضع وكالة الأنباء الفرنسية في خانة واحدة مع أنظمة الاستبداد في المنطقة الساعية لخنق الرأي الحرية والعمل الأكاديمي النقدي. إن هذا المقال، في أفضل الحالات، يعطي مصداقية لموقف القوى المناهضة للديمقراطية ومصالحها في المنطقة. لذلك فإنه يتوجب على وكالة الأنباء الفرنسية أن تعمد إلى حذف هذا المقال عن منصاتها الإلكترونية وتقدم اعتذارًا للدكتور عزمي بشارة والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. كما أننا ندعو وكالة الأنباء الفرنسية إلى إجراء ما يلزم من مساءلة داخلية لمعرفة الملابسات التي سمحت بتمرير مقال بهذا المستوى من الإسفاف المهني ليجد طريقًا للنشر في وكالة يفترض أنها تتمتع بقدر عالٍ من الاحترام".
اقرأ/ي أيضًا: