يفتتح "أتيليه العرب للثقافة والفنون - غاليري ضي" بمنطقة الزمالك في العاصمة المصرية مساء الأحد القادم، الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، معرضًا استعاديًا للفنان التشكيلي المصري شاكر المعداوي (1944 - 2011)، يستمر حتى الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
يضم المعرض الاستعادي 500 عمل فني بين لوحات واسكتشات، تمثّل مراحل مختلفة من مسيرة الفنان الراحل منذ بدايتها وصولًا إلى عام 2010. وقد رسم المعداوي أعماله هذه باستخدام الألوان المائية، التي يُعد واحدًا من أبرز الفنانين المصريين والعرب الذين استخدموها في إنجاز لوحاتهم.
يقدّم شاكر المعداوي في أعماله الفنية ما يمكن اعتباره رؤى وتصورات جديدة حول الحياة اليومية في القرية المصرية
ويُعرف المعداوي بكونه صاحب مدرسة فنية قائمة بذاتها. وعدا عن أسلوبه الفريد في استخدامها، أعطى الراحل للألوان المائية، بحسب مواطنه الفنان التشكيلي محمد عبلة، أبعادًا جديدة وأضاف لإمكاناتها آفاقًا أخرى تستدعي الكثير من البحث والدراسة.
واشتُهر المعداوي بطريقته في رسم مظاهرة الحياة اليومية في الريف المصري، القرية تحديدًا، عبر استخدام الألوان المائية، وبأسلوب غالبًا ما يميل إلى الرمزية ويحرص على إبراز الهوية المصرية. ويقدّم الراحل في لوحاته ما يمكن اعتباره رؤى وتصورات جديدة حول الحياة اليومية في القرية التي تُعد مصدر إلهامه الأول.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في لوحات التشكيلي المصري، هو التماهي أو إزالة الحدود بين عناصر اللوحة من جهة، والطريقة التي تُرسم بها العناصر من جهة أخرى، وهي طريقة قائمة بالدرجة الأولى على ابتكار روابط مختلفة بين الألوان وعناصر لوحة.
وتتضمن بعض اللوحات تفاصيل تُحيل إلى رغبة في استخدام الخيال، الذي يتجلى في رسم بعض العناصر، الحيوانات مثلًا، بأشكال وألوان زاهية مصدرها المخيلة بالدرجة الأولى.
يُذكر أن شاكر المعداوي فنان تشكيلي مصري من مواليد عام 1944. يُعد واحدًا من أهم رسّامي الألوان المائية في العالم العربي، وقد أقام العديد من المعارض الشخصية في مصر وخارجها، أبرزها معرضه في قاعتي "آرت سنينا" في روما عام 1977، و"المركز الثقافي" ببوكينيا. ناهيك عن مشاركته في معارض جماعية عديدة في عدة دول عربية وأجنبية، منها إيطاليا وإسبانيا ولبنان.