يشهد المغرب زخمًا متزايدًا من حيث الفعاليات السينمائية، التي وصلت إلى 85 مهرجانًا وتظاهرة سينمائية عقدت خلال العام المنصرم، لكن في المقابل لا يتجاوز عدد قاعات العرض السينمائية على امتداد المغرب 30 قاعة، مثلما لا تزال جل الأفلام المغربية تفتقد حبكتها وتماسك السرد.
هناك بعض الإنتاجات السينمائية المغربية التي تلقت ردودًا إيجابية في 2018، كانت قصص معظمها تدور حول موضوع المرأة
مع ذلك، هناك بعض الإنتاجات السينمائية المغربية التي تلقت ردودًا إيجابية في 2018، كانت قصص معظمها تدور حول موضوع المرأة، وهو أمر ليس غريبًا بالنظر إلى انشغال الرأي العام المغربي بشكل طاغ، خلال السنين الأخيرة، بظواهر التحرش الجنسي وقوانين المرأة والمساواة بين الجنسين.
هذه أبرز الأفلام المغربية لعام 2018، التي شاركت في عدد من المهرجانات السينمائية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان قرطاج الدولي، وحصلت على جوائز إشادة عربيًا.
1- لعزيزة
فتاة من أسرة قروية بسيطة أخرجها أبواها من المدرسة وأجبراها على الجلوس في البيت بانتظار الزوج، وعندما تزوجت وحملت وهي في شهرها السابع هجرها الزوج بدون سبب، ما اضطرها إلى تربية ابنها وحيدة في منزل شقيقها، لكن بعد خمس سنوات جاء الزوج وأبدى رغبته في استعادة الطفل. وبينما يرفض أشقاؤها الطلب، تقرر وحدها المغامرة والرحلة نحو منزل الزوج في العاصمة الرباط، وفي رأسها فكرة واحدة وهي أن مستقبل طفلها إحسان فوق كل شيء.
"لعزيزة" من إخراج محسن البصري، تصوير دينيس جوتزيلر، ومونتاج نعيمة بشيري، شخص بطولة الفيلم كل من فاطمة الزهراء بن ناصر، وعمر لطفي، ورشيد الوالي، وزكريا عطيفي، وسيف الدين بيركوات. وبلغت كلفة الفيلم حوالي 250 ألف يورو.
2- بلا وطن
"بلا وطن" فيلم عن امرأة من أب مغربي وأم جزائرية، انفصلت عن أمها منذ أن كانت طفلة، بسبب الطرد القسري خلال الأزمة السياسية بين الرباط والجزائر، وغادرت مع والدها نحو المغرب، الأخير الذي سيموت كمدا بعد تشتت أسرته. الآن "هنية" وهي بالغة تسعى بأي طريقة إلى استعادة حياتها والعثور على حضن أمها في الجزائر قبل فوات الأوان، من أجل السكينة ولملمة الجراح.
الفيلم للمخرجة المغربية نرجس النجار، يغطي المعاناة الإنسانية لإحدى المحطات السوداء في تاريخ النزاع السياسي بين الجزائر والمغرب في سنة 1975، حين نفّذ الطرفان إجراء الطرد القسري المتبادل لمواطني البلد الآخر، تقول الرباط إن الجزائر طردت 350 ألف جزائري بينما تقول الأخيرة إن المغرب طرد 14 ألفًا. وحتى اليوم لا يزال هذا الملف لم يحظ بتسوية أو تعويضات لفائدة الضحايا.
3- صوفيا
يطرق "صوفيا" أحد التابوهات المغربية، وهو موضوع "الأمهات العازبة" وكيف يتعامل معهن المجتمع، حيث يصور قصة فتاة تدعى "صوفيا" تنجب طفلا نتيجة علاقة جنسية رضائية في مستشفى عمومي، لكن المشرفيين على المستشفى يخيرونها بين إحضار ما يثبت نسب الطفل أو مواجهة السجن، لتغادره سريعًا في بحث يائس عن الأب.
من إخراج مريم بن مبارك، وتلقت المخرجة انتقادات حادة من الناشطات النسائية، بسبب ما اعتبروه أن الفيلم "يسيئ للأمهات العازبات ويكرس النظرة السلبية للمجتمع تجاه هذه الفئة".
4- أليس
فيلم "أليس" قصير يحكي قصة امرأة وصلت إلى الأربعينيات في عمرها ومازالت تتذكر جرحًا قديمًا منذ طفولتها، عندما تعرضت للاغتصاب وهي في عمر 5 سنوات، لتقرر أخيرًا مصالحة ماضيها القاسي، حيث ستزور مكانها الأصلي الذي ترعرعت فيه، لعلها تتحرر من قيودها اللاشعورية وتجد السلام.
من إنتاج المخرج الشاب فيصل بن، الذي قال إن فكرة فيلمه جاءت من إحدى المقالات الصحفية التي تتحدث عن اغتصاب وقتل شخص لطفلة صغيرة، وقد حصد هذا الإنتاج جائزة أحسن فيلم عربي قصير في الدورة السابعة لمهرجان دلهي السينمائي الدولي.
5- وليلي
"وليلي" الفيلم الذي حاز على الجائزة الكبرى للفيلم الطويل بالمغرب، من إخراج وسيناريو فوزي بنسعيدي، فيما قام بالتشخيص كل من لنادية كوندا ومحسن مالزي ومنى فتو وعبد الهادي طالب ونزهة رحيل والمخرج نفسه.
يحكي الفيلم قصة حب تجمع بين "عبد القادر" (محسن مالزي) و"مليكة" (نادية كوندة)، وكلاهما ينتميان إلى وسط فقير، وفي لجة الظروف الاجتماعية الصعبة يصارع الشابان من أجل العيش والحفاظ على الحب. إنه فيلم عن التفاوتات الطبقية الصارخة بالمغرب، وعن ما يمكنه أن يحصل للبسطاء، بسبب النهب والفساد المتفشي بالبلاد.
اقرأ/ي أيضًا: