يستضيف "المعهد الثقافي الفرنسي" في مدينة فاس، شمال شرقي المغرب، معرضًا فوتوغرافيًا للمصور الفرنسي فرنسوا بوران بعنوان "قاعات السينما بالمغرب"، الذي سبق أن استضافه "CDA Gallery" في الدار البيضاء خلال الفترة من الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2021، وحتى نهاية كانون الثاني/ يناير الفائت.
يستعرض المعرض أحوال أهم وأشهر قاعات السينما المغربية ويسلط الضوء على خصائص هندستها المعمارية الاستثنائية
نُظّم المعرض في محطته الأولى في الدار البيضاء بمناسبة صدور كتاب "قاعات السينما بالمغرب: أضواء على القاعات المظلمة للملكة"، الذي أنجزه بوران بين عامي 2018 – 2021، وصدر باللغة الفرنسية عن "منشورات ملتقى الطرق" أواخر 2021.
يضم الكتاب الذي جاء في 400 صفحة من الحجم الكبير، صورًا ومعلومات مفصلة حول 65 قاعة سينمائية مغربية، مغلقة وأخرى لا تزال مفتوحة، على امتداد 110 أعوام. إذ يغطي مضمونه مرحلة زمنية تمتد منذ بداية الحماية الفرنسية على المغرب عام 1912، وصولًا إلى اللحظة الراهنة.
"قاعات السينما بالمغرب".. هندسة معمارية استثنائية وتراث فريد من نوعه
يُعتبر المعرض الذي افتُتح مساء الجمعة الفائت، ويتواصل حتى السابع والعشرين من تموز يوليو/ الجاري، امتدادًا لكتاب المصور الفرنسي الذي تنقل على مدار 3 سنوات بين مختلف المدن المغربية بحثًا عن قاعات السينما بهدف تصويرها، وتدوين تاريخها وحكاياتها، وإلقاء الضوء على هندستها المعمارية الاستثنائية، وتراثها الفريد من نوعه في العالم.
وتستعرض الصور المعروضة أبرز خصائص الهندسة المعمارية المغربية المتناغمة مع أشكال العمارة الأوروبية، التي راجت خلال القرن العشرين. وتوثق أيضًا أحوال أهم وأشهر قاعات السينما المغربية، مثل "سينما ريالطو" التي افتُتحت في الدار البيضاء عام 1929، و"سينما كاميرا" التي تأسست في مكناس عام 1938، و"سينما روكسي" التي بُنيت في مدينة طنجة عام 1948 كدار أوبرا، قبل أن يحولها أصحابها إلى قاعة سينما في عام 1952.
بالإضافة إلى "سينما شهرزاد" التي يعود تاريخ بنائها في الدار البيضاء إلى منتصف أربعينيات القرن الماضي، و"سينما أفينيدا" التي بُنيت في تطوان عام 1948، و"سينما كوليزي" التي تأسست في مراكش عام 1953، و"سينما رويال" التي افتُتحت في وجدة عام 1975.
ويسلط معرض "قاعات السينما بالمغرب" الضوء أيضًا على أحوال فضاءات ومعالم ثقافية أخرى مهملة، منها "مسرح ثربانتس الكبير"، الذي بُني في مدينة طنجة عام 1913، ويُعتبر أحد أكبر وأشهر مسارح شمال أفريقيا خلال الخمسينيات. و"المسرح الوطني" الذي تأسس في مدينة تطوان عام 1914 باسم "مسرح فيكتوريا"، قبل أن يتغير إلى "المسرح الوطني" في الثلاثينيات. و"تياترو إسبانيول" الذي يعود تاريخ بنائه وسط تطوان إلى عام 1923.