نشر موقع "The American Conservative" مقالًا يستعرض فيه كارثية صمت الولايات المتحدة والقوى الغربية، بل رعايتها، لجرائم التحالف السعودي في اليمن، مُستندًا إلى مقال نشرته نيويورك تايمز، يطالب ترامب باتخاذ موقف جاد تجاه مهازل ابن سلمان الكارثية في اليمن. في السطور التالية ننقل لكم المقال مترجمًا بتصرف.
تطالب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إدارة دونالد ترامب بالضغط على المملكة العربية السعودية وحلفائها، لرفع الحصار عن اليمن، ودعم وقف إطلاق النار هناك، فتقول: "بادئ ذي بدء، يجب على السعوديين رفع الحصار بشكلٍ كامل، ودعوة الحوثيين والإيرانيين للانضمام إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار".
رغم الصخب المثار حول جرائم التحالف السعودي باليمن إلا أن الدول الغربية لم توقف دعمها لهجمات التحالف التي تزيد من قتلى المدنيين
وتُضيف الصحيفة: "هذه هي مجرد نوع من الأمور المبدئية التي يجب على ترامب الدفع في اتجاهها، وإذا كان بالفعل يتمتع بأي نوع من العلاقة مع السعوديين كما يتفاخر، فلا بد أن يجبرهم على الاستماع، وإنقاذ حياة عددٍ لا يُحصى من الشعب اليمني مقابل ذلك في إطار صفقة".
اقرأ/ي أيضًا: بسبب جرائمها في اليمن.. ضغوط أوروبية لوقف بيع السلاح للسعودية
هذا وقد أثارت الحكومات الغربية كثيرًا من الصخب حول حصار اليمن خلال الآونة الاخيرة، إلا أنه في الوقت نفسه لم تعلن أي منها عن عزمها خفض الدعم المقدَّم للحرب في اليمن. فقد استمر بلا انقطاع هذا الدعم الذي يتيح لهجمات التحالف السعودية العشوائية قتل مزيدٍ من المدنيين، ففي خلال هذا الأسبوع فقط، سقط عشرات القتلى من المدنيين جراء قصف التحالف.
وفي وقتٍ سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر المنصرم، لقيت عشر نساء وفتيات أخريات حتفهن في أحد مراسم الزفاف، عندما تعرّضن لقصف غارةٍ جوية تابعة للتحالف السعودي. وتأتي هذه الهجمات كجزءٍ من نمط الغارات التي تستهدف المدنيين، والتي تُعد غيضًا من فيض جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية على مدار عامين ونصف.
ووجهت مقالة صحيفة نيويوك تايمز، توبيخًا شديدًا لإدارة ترامب، بسبب فشلها في انتقاد السعودية وحلفائها، لما اقترفوه من جرائم خطيرة في اليمن. ولكن مع استمرار إتاحة الولايات المتحدة المجال لارتكاب هذه الجرائم، فإن أي انتقاد من واشنطن لن يكون له تأثير يُذكر.
ويضمن التحالف الذي تقوده السعودية التصرف دون التعرض لعقابٍ في اليمن، وهو ما ترتب على ما منحهم إياه ترامب من أسبابٍ جعلتهم يعتقدون أنهم يستطيعون الاستمرار في ذلك إلى أجلٍ غير مُسمَّى. كما أن قبول إدارة ترامب بالادعاءات الخاصة بالصواريخ الإيرانية، تُخبر الرياض بأن مسؤولي واشنطن سوف يتجاهلون جرائم التحالف الأكثر وحشيةً، مثلما كان الأمر منذ بدء التدخل.
ويشهد اليمن تدهورًا كبيرًا في الأوضاع عامًا بعد عام. وقد أصبحت الأزمة الإنسانية في البلاد بالفعل أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وبحلول نهاية 2016، فاقت الأزمة اليمنية جميع ما سواها من الكوارث الإنسانية على ظهر الأرض، فقد جعلت الكوارث المتعددة المتشابكة اليوم في اليمن، من مجاعةٍ جماعية، وانتشارٍ قياسيّ لوباء الكوليرا، معاناة المدنيين في اليمن أكبر أزمة، وأكثر الوقائع أهميةً على الساحة العالمية.
وهناك، في اليمن/ أكثر من ثمانية ملايين إنسان على حافة المجاعة، بالإضافة إلى تسعة ملايين آخرين لا يملكون ما يكفي من الطعام. كما سُجِلت أكثر من مليون حالة إصابة بالكوليرا، وهذا الرقم مرشح للزيادة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
في اليمن ثمانية ملايين إنسان على حافة المجاعة، وتسعة ملايين آخرين لا يملكون ما يكفي من الطعام، ومليون مصاب بوباء الكوليرا!
وبدرجة كبيرة، يرجع ذلك كله إلى السياسات والإجراءات المُتعمدة التي اتخذها التحالف بقيادة السعودية، ورعاته الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أنه لايزال في الإمكان علاج الوضع إذا غيرت نفس تلك الحكومات من سياستها تجاه اليمن. ولكن هذه الأزمة تزداد سوءً في حقيقة الأمر بسبب المشاركة المعروفة والنشطة للعديد من الحكومات الرائدة في العالم، وهو ما يُعد وصمة عار لن تُمحى من سجلاتهم، وخزيٌ دائم على جبين العالم أجمع.
اقرأ/ي أيضًا:
تقرير أممي: التحالف السعودي متورط في دماء أغلب الأطفال الضحايا باليمن
مسؤولة أمريكية تقرّ بانتهاكات السعودية في اليمن.. فهل يُحظر بيع السلاح لها؟