ألترا صوت – فريق التحرير
أصدرت "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" حديثًا، كتاب "كيف تعمل الدكتاتوريات؟ السلطة وترسيخها وانهيارها"، وهو نتاجُ عملٍ بحثيٍ تشارك جوزيف رايت، وإيريكا فرانتز، وباربرا غيديس، في إنجازه. ونقله المترجم المصري عبد الرحمن عياش إلى اللغة العربية. وفيه، يُقدِّم الباحثون الثلاثة إجاباتٍ وافية حول عددٍ من الأسئلة المتعلقة بالأنظمة الدكتاتورية، ومنها: كيف تُصنع الدكتاتوريات؟ كيف تعمل؟ ولماذا يعيش بعضها وقتًا طويلًا فيما تنهار أخرى؟
يرى مؤلفو الكتاب أن ثلثي الحروب الأهلية والصراعات العِرقية التي خَبِرها العالم منذ أربعينيات القرن الفائت اندلعت في دولٍ تحكمها أنظمة دكتاتورية
استند المؤلفون الثلاثة في إنجاز بحثهم هذا على قاعدة بياناتٍ ضخمة، شملت نحو 280 نظامًا استبداديًا ظهر خلال الفترة الممتدة بين عامي 1945 و2010. وضمت هذه البيانات معلوماتٍ مختلفة حول طبيعة هذه الأنظمة، وطريقتها في إدارة الدولة، وكيفية تعاطيها مع شعوبها أيضًا، بالإضافة إلى علاقاتها الخارجية، وغيرها من المعلومات التي جمعتها باربرا غيديس، واشتغل جوزيف رايت وإيريكا فرانتز على تحليلها وتقديمها للقارئ على شكل خلاصاتٍ وأرقام وجداول رصدٍ ورسومٍ بيانية.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "الرواية الفلسطينية من سنة 1948 حتى الحاضر".. بين الجماليات والسياسة
يرى مؤلفو الكتاب أن 45 في المئة من الأنظمة الاستبدادية التي ظهرت في تلك الفترة، وصلت إلى الحكم عبر انقلاباتٍ عسكرية، قاد معظمها ضباطٌ استُبعِدوا من سلم الترقيات لأسبابٍ سياسية، طائفية، أو قومية. كما ويُجمِعون أيضًا، وبناءً على البيانات التي قاموا بجمعها وتحليلها، على أن نحو 40 في المئة من دول العالم، لا تزال تحت سيطرة وحكم هذه الأنظمة التي كانت طرفًا، رئيسيًا أو ثانويًا، في جميع الحروب التي شهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
وتشير هذه البيانات أيضًا إلى أن ثلثي الحروب الأهلية والصراعات العِرقية التي خَبِرها العالم منذ أربعينيات القرن الفائت، اندلعت في دولٍ تحكمها أنظمة دكتاتورية. وأن أكثر من 85 في المئة من المذابح الجماعية التي قامت بها أجهزة تابعة للدولة، منذ تسعينيات القرن الماضي، تتحمل مسؤوليتها الدكتاتوريات المسؤولة أيضًا عن أغلب التحديات التي يواجهها السياسيون اليوم في العالم.
في المقابل، يرى الباحثون أن نحو ثلث هذه الأنظمة تسقط عبر انقلابٍ عسكري، فيما ينتهي ربعها عن طريق الانتخابات الحرة، في الوقت الذي تلعب فيه الأزمات الاقتصادية، غالبًا، دورًا رئيسيًا في تسريع عملية إسقاطها، بالإضافة إلى غياب الدعم الخارجي، والدعم الخارجي المضاد.
ويقدِّم الكتاب الصادر للمرة الأولى عام 2018، توضيحًا للأسباب التي تجعل من الانتخابات المزورة والهيئات التشريعية منزوعة الصلاحيات، ذات أهمية كبيرة للمستبدين، إذ إنها لا توفر لهم غطاءً شرعيًا أمام العالم الخارجي فقط، وإنما تضمن لهم تقييم كفاءة صغار المسؤولين في الحشد والتعبئة، لا سيما في الانتخابات التي يشير الاقبال المتدني عليها إلى ضعف أداء القادة المحليين في تعبئة الجماهير لصالحهم.
يُقدِّم الكتاب إجاباتٍ وافية حول عددٍ من الأسئلة المتعلقة بالأنظمة الدكتاتورية، منها: كيف تُصنع الدكتاتوريات؟ كيف تعمل؟ ولماذا يستمر بعضها فيما تنهار أخرى؟
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "الثقة والأخلاق والعقل البشري".. موقع الثقة في الفلسفة الأخلاقية
ويحذر جوزيف رايت وإيريكا فرانتز وباربرا غيديس من عملية التقويض البطيء لمؤسسات الدولة المسؤولة عن مراقبة سير العملية الديمقراطية وضمان نتائجها، ويعتبرونها تهديدًا أشد خطورة من الانقلابات العسكرية المفاجئة على الديمقراطيات الراسخة. ويحاول الباحثون الثلاثة في هذا السياق توضيح الأسباب التي تجعل من بعض الأنظمة الدكتاتورية مستقرة، عبر دراسة نموذج جمهورية الصين الشعبية، باعتبارها دولة استبدادية تعيش منذ أمدٍ طويل حالة من الاستقرار والازدهار أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
كتاب "علوم الشرع والعلوم الاجتماعية".. نحو تجاوز القطيعة
كتاب "العالم العربي في ألبومات تان تان".. الشرق مسرحًا للبطل الغربي