أنا مئة محتال يلاحقونك،ِ يمشون خلفكِ في الطُرقات، يجلسون حولكِ في الأماكن العامّة والمقاعد الدراسية، يطلبون مئة فنجان قهوة، يرتشفونها مرةً واحدة وهم يُلقون عليكِ مئة نظرة أيضًا، أنا مئة محتال،ٍ وحينَ تغيبين، يسيلُ دمهم جميعًا، على حائطِ الخوف.
*
سنكبرُ جميعًا يومًا ما
ونعرف بأنه لا يَد تربتُ على الكتف
لأن الأيدي تموت
أحيانًا
قبل أن يموت أصحابها.
سنعرفُ بأنّ الأنهار تجفّ
ليس لقلّة المطر
أو لأنّ الغيم كان منشغلًا عنا
بل لأنّ أحدهم لم يلتفت إلينا
يومًا ما
بينما كانت حياتنا برمّتها
تلتفتُ نحوه.
سنعرفُ أنّ درج البيت
لم يعد كافيًا
لنعدّ خيباتنا
ونضعُ عيننا على الطابق العلويّ
خيباتٌ أكثر
انتحارٌ أقلّ.
*
حدّثت الغيم كثيرًا عنكِ
لم أعرف بأنّ خبرًا صغيرًا
عن وجهكِ
سينتشرُ في السماء
بتلكَ السرعة.
كانت الريح تأخذُ نبرتكِ
حين تطرقُ نافذتي
في الليل
هي تطرقُ النافذة
وأنا أركض لاهثًا
أفتح لها الباب.
حين كنتُ صغيرًا
زرعتُ الكثير من الأشجار
كنت أعرف بأنني حين أكبُر
ستحبني امرأة
تضحكُ مثل بستان.
*
شعركِ حوارٌ طويل بين غَيمتين.
*
عن ماذا أحدّثك
عن النجوم التي غادرت سمائي
منذ أيام
أم عن الطريق الذي أركض فيه
ولا أصل
عن ماذا يجب أن يتكلّم المرء
عن المرأة التي أحبها
ولم يستطع أن يدفن وجهه في ثيابها
كيف يهرب هذا الدفء
بعيدًا
كيف يمكنك أن تعيش
وقلبك واقفٌ
على امتداد تلك المسافة الفارغة
قلبك الذي لم يعد حذرًا
قلبي الذي يسقطُ كلّ ليلة
أمام وجهكِ.
*
أحبكِ كما تفعل الأمهات
أحبكِ بطريقة سيئة جدًا.
اقرأ/ي أيضًا: