عين إيلون ماسك، المليارديرة ليندا ياكارينو، مديرة تنفيذية جديدة لشركة تويتر بعد ستة شهور من استحواذه عليها.
ماسك قال إن ياكارينو ستشرف على العمليات التجارية في الموقع الذي بات يشهد منذ الاستحواذ عليه مشاكل مالية متزايدة، وأضاف أنها ستباشر عملها في غضون الأسابيع الستة المقبلة، في حين أنه سيظل رئيسًا لمجلس الإدارة ورئيسًا لقسم التكنولوجيا.
وقد أعلن ماسك الخبر في تغريدة له على حسابه، فقال: "أتطلع للعمل مع ليندا من أجل تحويل هذه المنصة إلى إكس، تطبيق كل شيء"، وذلك بعد يوم واحد من نشره لتغريدة أخرى أثارت التكهنات، إذ قال: "إنني متحمس للإعلان عن أنني عينت مديرة تنفيذية جديدة لـ إكس/ تويتر، وستبدأ العمل في غضون ستة أسابيع"، ولكنه لم يكن قد أعلن عن هويتها.
I am excited to welcome Linda Yaccarino as the new CEO of Twitter!@LindaYacc will focus primarily on business operations, while I focus on product design & new technology.
Looking forward to working with Linda to transform this platform into X, the everything app. https://t.co/TiSJtTWuky
— Elon Musk (@elonmusk) May 12, 2023
منذ استحواذ ماسك على الشركة مقابل 44 مليار دولار، وهو يواجه ضغطًا كبيرًا لتعيين مدير للشركة من أجل أن يتفرغ بدوره لاستثمارات أخرى له من أهمها شركتي تيسلا وسبيس إكس.
من هي ليندا ياكارينو؟
ياكارينو تنتمي لعائلة أمريكية من أصول إيطالية وأبوها يعمل في الشرطة، وقد عملت مديرة تسويق في إن بي سي يونيفيرسال، التي كانت قد أعلنت قبل تغريدة ماسك بفترة وجيزة عن استقالة ياكارينو المباشرة، كما أنها عملت قبل ذلك في شركة ترنر إنترتينمت لمدة 15 عامًا.
تتفق ياكارينو مع ماسك في بعض القضايا السياسية، إذ إن كليهما يؤمنان بضرورة إفساح مساحة أكبر لحرية التعبير على تويتر، كما أنها تنتمي للمحافظين، وقد عينها الرئيس السابق، دونالد ترامب، لمدة عامين في المجلس الرئاسي للرياضة واللياقة والتغذية.
نقلت النيويورك تايمز عن مصدر مطلع أن ماسك أربك خططًا كانت ياكارينو قد وضعتها بحذر لإتمام أعمال لصالح إن بي سي، وذلك عندما أعلن على تويتر عن خبر تعيين مديرة تنفيذية جديدة ولم تكن قد أخبرت عملاءها بعد عن الخبر.
عرفت ماكارينو بمهارتها في إيجاد الفرص لبعض المنتجات من أجل أن تعرض تحت علامات تجارية كبيرة، وقد نجحت في تسويق برامج تلفزيونية ومسلسلات رغم عدم ملاءمة محتواها في بعض الأحيان كما ساعدت قنوات تلفزيونية كثيرة على الصمود في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ولها علاقات مع شركات إعلام رقمي مهمة من قبيل أبل نيوز وسناب شات ويوتيوب.
وفقًا للنيويورك تايمز، فإن تعيين ياكارينو يعود إلى مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما تواصل المدير التنفيذي السابق لشركة دبليو بي بي الرائدة في مجال التسويق، روب نورمان، مع ياكارينو ليسألها عما إذا كانت قد اطلعت على مقال له يناقش فيه الآثار السلبية للمعلومات المغلوطة التي ينشرها ماسك على تويتر وعلى المعلنين. عندها قالت ياكارينو أنها ستطرح الأمر على ماسك بعد أن توهمه بأنها تناقش جهوده من أجل إصلاح موقع التواصل الاجتماعي.
مهمة صعبة
يشار إلى أنه منذ استحواذ ماسك على شركة تويتر وهي تواجه تعثرًا ماليًا آخذًا بالازدياد، إذ تعاني الشركة من ديون تقدر بحوالي 13 مليار دولار نتجت عن عملية الاستحواذ، وقد حاول ماسك التخفيف منها من خلال موجات عديدة من تسريح الموظفين، فخسرت الشركة 75% من موظفيها إلى الآن مقارنة مع عدد الموظفين قبل الاستحواذ.
بالإضافة إلى الأوضاع المالية الصعبة لتويتر، على ياكارينو التعامل مع ماسك المعروف بأنه متقلب المزاج وقد سبق له أن أقال العديد من المديرين التنفيذيين من دون سابق إنذار، ناهيك عن أن تدخلاته يمكن أن تتسبب في إرباك سير العمل، فقد نقلت النيويورك تايمز عن مصدر مطلع أنه أربك خططًا كانت ياكارينو قد وضعتها بحذر لإتمام أعمال لصالح إن بي سي، وذلك عندما أعلن على تويتر عن خبر تعيين مديرة تنفيذية جديدة ولم تكن قد أخبرت عملاءها بعد عن الخبر.
كما نقلت عن مصدر آخر أن المديرة الجديدة بدأت بالفعل العمل على تحسين أوضاع تويتر، وتتركز خططها حاليًا على ترميم علاقة الشركة مع قطاع التسويق في نيويورك ومع الشركات الإعلامية من خلال اتفاقات شراكة على الأغلب.
تويتر 2.0.. فصل جديد في تاريخ الشركة
في أحد الحوارات مع ياكارينو، سئلت إن كان لديها أي تحفّظات عن مقاربة إيلون ماسك لبعض القضايا الشائكة في المجال العام، في الولايات المتحدة وخارجها، ولاسيما ما يتعلق بحرية التعبير وفهمه لها ولمداها، وميله إلى تضخيم بعض المعلومات المضللة وتداولها على حسابه على المنصّة، والذي يعدّ ربما الحساب الأكثر حركة وتفاعلًا. كان الجواب من المديرة الجديدة ذات الأصول الإيطالية، والتي تبلغ من العمر ستين عامًا، إنّها تعتزم طرح كل هذه المواضيع مع ماسك، إلا أنّها ستركّز على أمر أساسي، وهو كيفية الانتقال إلى الجيل الجديد من تويتر، والذي يعرف باسم "تويتر 2.0"، ونفض المنصّة بشكل كامل لتكون قادرة على المنافسة وتوليد الإيرادات، مع الحفاظ في الوقت ذاته على القيم التي تؤمن بها الشركة.
هذه التغييرات التي يطمح إليها ماسك، تم التعبير عنها بوصف "تويتر 2.0"، والذي يعبّر عن تصوّر مستقبلي لمنصة تويتر، بعد إجراء تغييرات واسعة على شكل المنصّة وتوسيع نطاق مزاياها، والانتقال إلى أشكال مدفوعة من الخدمة فيها، مع تعزيز فرص صنّاع المحتوى لتوليد الدخل عبر استخدامها، كما هو حاصل في منصات أخرى مثل تيك توك وإنستغرام.
وبحسب بيان الشركة حول التصور التي لدى الإدارة الجديدة عن "تويتر 2.0"، فإن مهمة تويتر تتمثل في تعزيز الحوار العام بين المستخدمين وحماية الحق في التعبير عن الرأي، بحيث تكون تويتر هي "الميدان" الذي يلجأ إليه الناس للتعبير عن آرائهم ومواقفهم المتعددة والمتباينة. وبحسب البيان الذي نشر على مدوّنة الشركة، فإنه يلزم أن يحصل يحوز الجميع القدرة على تداول الأفكار والمعلومات ومشاركتها على الفور بلا قيود، وأن ذلك هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه نموذج توليد الأرباح وجذب المعلنين في المنصّة، مع وضع سلامة البشر في رأس الأولويات على الدوام.
ختيار ياكارينو يشي بوضوح بالأولوية التي في بال إيلون ماسك، والتي تتمثل في النشاط الإعلاني ونهوض الشركة من جديد على قدميها لتعزيز ربحيّتها في السنوات المقبلة
إلا أن اختيار ياكارينو يشي بوضوح بالأولوية التي في بال إيلون ماسك، والتي تتمثل في النشاط الإعلاني ونهوض الشركة من جديد على قدميها لتعزيز ربحيّتها في السنوات المقبلة، بعد تراجع في أداء الشركة على صعيد الإعلانات وانسحاب عدد كبير من المعلنين فيها بعد أزمة الإدارة السابقة مع إيلون ماسك، والتي انتهت باستيلاء الأخير عليها في صفقة كبرى، تجاوزت قيمتها 44 مليار دولار أمريكي، علمًا أن تويتر كانت تعتمد قبله في 90 بالمئة من إيراداتها، على الإعلانات.
