لليوم الـ193، تواصل "إسرائيل عدوانها على قطاع غزة الذي خلّف أكثر من 33 ألف شهيد وما يزيد عن 76 ألف مصاب، عدا عن آلاف المفقودين وزهاء مليوني نازح لن يجد معظمهم منازل يعودون إليها بعد انتهاء الحرب.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن عدد الفلسطينيين الذين هُجّروا قسرًا داخل قطاع غزة، بسبب الحرب الإسرائيلية المدمّرة، يصل إلى حوالي 1.7 مليون شخص.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني، في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قالت خلاله إن: "حل الوضع الكارثي الذي يعيشه المدنيون في غزة يجب أن يظل أولوية".
أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تهجير حوالي 1.7 مليون فلسطيني من منازلهم قسرًا
وأكدت أن "إسرائيل" لا تزال تفرض قيودًا غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها في غزة، وأنها قصفت جميع المناطق في القطاع المحاصر والمنكوب.
وأشارت شامداساني إلى أن: "هناك حوالي 1.7 مليون شخص مهجرون قسرًا في غزة، يعيش هؤلاء الأشخاص في ظروف مرعبة وتحت تهديد مستمر".
وفي سياق متصل، قالت رئيسة لجنة التحقيق الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، نافانيثيم بيلاي، إن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ بداية العدوان عليه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أدى: "إلى كارثة إنسانية لا يمكن تصورها".
وذكرت بيلاي، في اجتماع اليوم الثلاثاء في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، أن 40 بالمئة من المدارس تأثرت بشكل مباشر بالهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 193 يومًا.
وأضافت: "أكدت منظمة الصحة العالمية وقوع أكثر من 400 هجوم على القطاع الصحي في غزة، وهو انتهاك واضح للقانون الدولي، وقد أدى الحصار المفروض على غزة إلى كارثة إنسانية لا يمكن تصورها".
ولفتت إلى تعرّض الطرق والبنية التحتية لأضرار جسمية، الأمر الذي يمنع تنفيذ أنشطة المساعدات الإنسانية، مؤكدةً في هذا السياق أن: "السلطات الإسرائيلية أوقفت أو منعت بانتظام المساعدات الإنسانية من دخول غزة".
وتتعارض ممارسات "إسرائيل" تجاه المساعدات الإنسانية مع القرارات المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في قضية "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضدها من قِبل جنوب إفريقيا.
ولم تلتزم دولة الاحتلال بقرارات المحكمة، كما لم تلتزم بقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بشكل فوري، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في 25 آذار/مارس الفائت.
تصعيد ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية
وفي الوقت الذي تستمر فيه "إسرائيل" بحربها الهمجية على قطاع غزة، صعّد المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة من عدوانهم على المواطنين الفلسطينيين بحماية جيش الاحتلال.
وتطرقت رافينا شامداساني في مؤتمرها إلى تزايد عنف المستوطنين في الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة، مشددةً على أنه يجب على "إسرائيل" باعتبارها "القوة المحتلة" أن تتخذ كافة الإجراءات ضمن سلطتها لاستعادة النظام والأمن العام بالضفة الغربية.
وأضافت: "يجب على قوات الأمن الإسرائيلية أن تضع على الفور حدا لمشاركتها الفعالة ودعمها لاعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين"، مشددةً على أن منع هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها، هي مسؤولية السلطات الإسرائيلية.
