أفرزت نتائج الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين والعامة في هولندا صعودًا لليمين الشعبوي والمتطرف لسدة الحكم في البلدين. مما يعيد تسليط الضوء على صعود اليمين في العالم، وترابطه في قضايا عدة، مثل معاداة القضية الفلسطينية، والإسلام، كما أنه يحتوي على تيارات معادية للسامية، بالإضافة للهجرة والمثلية.
أطلق خافيير ميلي تصريحات داعمة لإسرائيل، إذ قال: إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستكونان أقرب حلفائه
وتزامن تقدم أحزاب اليمين الشعبوي والمتطرف في الأرجنتين وهولندا، مع العدوان الإسرائيلي على غزة، ويعرف عن هذه الأحزاب دعمها المطلق للاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ففي الأرجنتين، وقبل انتخابه رئيسًا للبلاد، أطلق خافيير ميلي تصريحات داعمة لإسرائيل، إذ قال: إن "الولايات المتحدة وإسرائيل ستكونان أقرب حلفائه"، وأضاف: "إنني أعتبر إسرائيل حليفًا لدرجة أنني قلت سأقوم بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، تمامًا كما فعل الرئيس الأمريكي السابق ترامب".
وبعد تقدمه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية، في آب/أغسطس 2023، أطلق تصريحًا قال فيه: إن "الفوز لم يكن بفضل أصوات اليهود في الأرجنتين، ولكنه بفضل الرب الذي بارك اقترابي من الدين اليهودي".
وفور إعلانه رئيسًا للأرجنتين، بعد حصوله على 55.82% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ظهر ميلي في مقطع مرئي وهو يحتفل وسط أنصاره بفوزه، رافعًا علم إسرائيل، وأطلق مجددًا مواقف داعمة لها.
وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلن ميلي مجددًا دعمه لإسرائيل، قائلًا: إنه "سيزور إسرائيل لشكر الرب ودعم إخوته في محنتهم هناك"، وفق وصفه.
وكان ميلي قد كشف عن اعتزامه اعتناق الديانة اليهودية، وترك المسيحية. حيث تعود علاقته باليهودية بعد مقابلته مع الحاخام الأكبر للجالية اليهودية المغربية في الأرجنتين شمعون أكسل واهنيش، في حزيران /يونيو 2021 لقراءة التوراة، إذ أعلن آنذاك أن اليهودية أقرب دين إلى قلبه وعقله.
وقال ميلي في مقابلة مع راديو "غاي" اليهودي، الذي يبث من بوينس آيرس، عن الحاخام واهنيش: "إنه شخص أحبه كثيرًا، وأستشيره بانتظام"، وأضاف: "مناقشاتنا يمكن أن تستغرق ساعتين أو ثلاث في كل مرة، وهذا أمر ممتع للغاية بالنسبة لي ويساعدني على تنمية مواقفي".
ولم تكن مواقف ميلي الداعمة لإسرائيل بالجديدة، فبعد فوزه في الانتخابات البرلمانية عام 2021، زار معاقل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، معتبرًا نفسه حليفًا لإسرائيل.
ومن المرجح أن يطرأ تحول كبير في موقف الأرجنتين تجاه القضية الفلسطينية خلال فترة رئاسة خافيير ميلي، في ظل مواقف العديد من دول أمريكا اللاتينية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد وصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في تصريحات ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، وهو ما كرره الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، كما أن بوليفيا قطعت علاقاتها مع إسرائيل.
وعلى الرغم من إدانة الحكومة الأرجنتينية الحالية لقصف الجيش الإسرائيلي للمدنيين في غزة، قائلةً: "لا شيء يبرر ذلك". إلا أن ميلي أطلق مواقفًا مؤيدةً للعدوان، معتبرًا أن إسرائيل في حالة "دفاع عن النفس". مشيرًا في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنه بعد تسلمه مقاليد الحكم، ينوي تصنيف حركة حماس كمنظمة "إرهابية"، لدورها في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
العلم الإسرائيلي.. رمز اليمين في العالم
وعلى خطى ميلي، ظهر الزعيم الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، وهو يحتفل مع حزبه بتصدرهم نتائج الانتخابات العامة، وخلفه العلم الإسرائيلي. وفي حال تمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم سيصبح فيلدرز رئيسًا للوزراء.
ويُعرف فيلدرز بأنه سياسي شعبوي، يرأس حزبًا قوميًا ينتمي إلى اليمين المتطرف، هو حزب "من أجل الحرية" الذي تقدم نتائج الانتخابات العامة. وغالبًا ما كان فيلدرز يثير الجدل بسبب مواقفه المعادية للمهاجرين والتي تدعو للتمييز والكراهية، ويحذر مما أسماه "أسلمة هولندا".
وهذه المواقف العنصرية تتماشي مع موقفه المعادية للقضية الفلسطينية، إذ أطلق تصريحات معادية لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، قائلًا: إذا "وقعت القدس في أيدي المسلمين، فستكون أثينا وروما تاليتين. وبالتالي فإن القدس هي الجبهة الرئيسية التي تحمي الغرب. إنه ليس صراعًا على الأرض، بل هو معركة أيديولوجية، بين عقلية الغرب المتحرر وأيديولوجية البربرية الإسلامية. هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي المملكة الأردنية الهاشمية"، على وحد وصفه. وهذا السردية، هي سردية يروجها اليمين المتطرف في إسرائيل.
داعيًا الحكومة الهولندية إلى الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق تسمية فلسطين على الأردن لتكون وطنًا بديلاً للفلسطينيين بعد تهجيرهم، وفق ما يقوله.