16-يناير-2024
في مركز إيواء تابع للأونروا

(Getty) مركز إيواء تابع للأونروا

بعد تجاوز أيام العدوان على غزة حاجز المئة يوم، دُمِّرت خلالها المنطقة، وفقد آلاف المدنيين حياتهم، إلى جانب تشرد ما يقرب 1.9 مليون فلسطين؛ باتت الأزمة الإنسانية أكثر من كارثية، وتزداد سوءًا مع كل ساعة تمر.

أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير واسع، حيث تشير التقديرات إلى أن 65000 وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية لإنهاء الحرب، لا تزال إسرائيل تتحدى كل النداءات الإنسانية، محصّنةً بدعم الولايات المتحدة الأمريكية.

يشمل الوضع الإنساني الرهيب ندرة الغذاء، وعدم القدرة على الوصول إلى مياه الشرب، ونقص الموارد الغذائية، وانتشار الأمراض، إلى جانب أن سكان غزة يواجهون ذلك وهم متأكدين من انتهاء الحرب قريبًا.

على الرغم من الدعوات الدولية المستمرة لإنهاء الحرب، لا تزال إسرائيل تتحدى كل تلك النداءات، محصّنةً بالدعم الكبير من الولايات المتحدة الأمريكية 

1- عدد هائل من الإصابات 

وصل عدد الشهداء إلى رقم مذهل، حيث تم توثيق 24.285 شهيدًا، و61.154 مصابًا، أكثر من 70 % منهم نساء وأطفال.

وقالت منظمة "أوكسفام"، ومقرها بريطانيا، أن العدد اليومي للقتلى الفلسطينيين في العدوان على غزة يتجاوز أي صراع آخر في القرن الحادي والعشرين.

وعقدت المنظمة مقارنة بين متوسط الوفيات يوميًا في صراعات أخرى منذ مطلع القرن: 96.5 في سوريا، 51.6 في السودان، 50.8 في العراق، 43.9 في أوكرانيا، 23.8 في أفغانستان، و15.8 في اليمن. في حين أن الجيش الإسرائيلي يقتل الفلسطينيين بمعدل 250 شخصًا يوميًا.

هذا أن حياة المدنيين معرضة للخطر، ليس فقط من القصف الإسرائيلي، وإنما أيضًا من الجوع والأمراض والبرد.

2- النزوح الجماعي

تم تهجير حوالي 1.9 مليون فلسطيني، أي 85% من سكان قطاع غزة، وهو أكبر تهجير منذ عام 1948. وثمة العديد من العائلات التي أُرغمت على الانتقال خمس أو ست أو سبع مرات، وفقدوا معظم ممتلكاتهم وأموالهم أثناء بحثهم عن الأمان.

وفي رفح وخان يونس، في جنوب غزة، تغطي الخيام والمساكن المؤقتة جميع الأراضي المتاحة تقريبًا، حيث تتكدس العائلات النازحة في المباني أو في مراكز الإيواء التي تديرها الأمم المتحدة في المدارس، أو تنام على أرضيات المستشفيات.

3- تدمير واسع النطاق

تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن ما يصل إلى 55.9 % من جميع المباني في غزة (160،800 مبنى) قد تضررت أو جرى تدميرها، ليصل إلى 80 % في شمال القطاع.

وقد واجهت مدينة غزة تدميرًا غير مسبوق، الأمر الذي يقود لمقارنات مع مناطق مزقتها الحرب، مثل تدمير حلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.

لم يذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى القليل من المعلومات عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة. إلا أن الخبراء واثقون، من الشظايا التي يُعثر عليها، أن الغالبية العظمى من القنابل أمريكية الصنع.

لون غزة بات الآن مختلفًا من الفضاء، بحسب كوري شير، الباحث من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، الذي عمل على رسم خرائط الدمار عبر العديد من مناطق الحرب.

4- استهداف المستشفيات وأزمة القطاع الصحي

تعمل المستشفيات المستمرة في القطاع في ظل نقص الإمدادات الطبية والكهرباء وضعف الكوادر  وقد استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات القطاع، وحوّل العديد منها إلى مناطق حرب. كما انتُهك القانون الدولي الذي يحمي المستشفيات والعاملين الطبيين.

أبلغت منظمة الصحة العالمية عن هجمات متعددة على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقبل أيام، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أن مستشفيات جنوب قطاع غزة "كارثي ولا يوصف"، نتيجة اكتظاظها بالجرحى والنازحين.

وأضاف أن أعداد الجرحى تزيد عن 4 أضعاف قدرة المستشفيات السريرية، وأنهم يفترشون الأرض والممرات، ناهيك عن: "عشرات الحالات المكدسة في جناح الإفاقة بعد إجراء العمليات بسبب عدم وجود أسرة للمصابين في الأقسام".

5- شبح المجاعة

يؤكد مسؤولو الإغاثة وجود "جيوب مجاعة" في شمال غزة، لكن نقص البيانات حول سوء التغذية بين الأطفال ووفياتهم يحول دول استيفاء المعايير اللازمة لإعلان المجاعة رسميًّا.

وأظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم أمس الإثنين، المئات وهم يهرعون إلى شاحنة تجلب الطعام.

يضحي الآباء بالطعام لصالح أطفالهم، وباتت كلفة التفاحة الواحدة تصل إلى 8 دولارات أمريكية، والوقود اللازم للطهي بات صعب المنال.

وقال برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، في بيان مشترك، إنه يجب فتح طرق دخول جديدة إلى قطاع غزة، ويجب السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول كل يوم.

وأكد الأطباء في غزة أن الأطفال، الذين أضعفهم نقص الغذاء، توفوا بسبب انخفاض حرارة الجسم، وأن العديد من حديثي الولادة الذين كانت أمهاتهم تعاني من سوء التغذية لم يعيشوا لأكثر من بضعة أيام.

ومن المعروف أنه لم يعد لدى النازحين أية أموال بعد ثلاثة أشهر من الحرب، لهذا لا يستطيعون شراء الأساسيات، لا سيما مع تضاعف الأسعار إلى مستويات هائلة.