30-أكتوبر-2015

أصحاب أهداف قاتلة (غونزالو مورينو/getty)

الهدفُ الذَهبيّ وسمّي أيضاً بهدفِ الصعق، حَطّم قلوب مئات الملايين من مشجعي كرة القدم حول العالم عبر السنوات، إلى أن أُجبِرَ الاتّحاد الدوليُّ لكُرةِ القَدم على إلغاءِ هذا القانون في العام 2004 والعودة إلى النظام القديم، بعد ضغوطات من الأندية والمنتخبات التي تضررت بشكل كبير منه، ومراعاةً لمشاعرِ المشجعين الذين كانوا يشاهدون فِرَقَهم تودّع البطولات في هدف بشوط إضافيّ.

 مبدأُ الهدفِ الذهبيّ يَنُصُّ على فوزِ الفريقِ الذي يسجّلُ هدفَ التقدم بالوقت الإضافي الأوّل أو الثاني، بعد انتهاء الوقت الأصليّ لأيِّ مباراة بالتعادل السلبيّ أو الإيجابيّ.

 قانون هدف الموت كما لقبّه البعض في أوروبا، تمّ إقرارُه في كأس العالم للشباب عام 1993، واستمر في بطولة أوروبا للمنتخبات في العام 1996 وصولاً إلى كأس العالم في عامي 1998 بفرنسا و2002 في كوريا الجنوبيّة واليابان حيث نال شهرة كبيرة هناك.

أشهر الأهداف الذهبيّة

كان ذلك في ملعب ويمبلي التاريخي بالعاصمة الإنجليزيّة لندن، الذي احتضن نهائي بطولة أوروبا في العام 1996 بين المنتخبين الألماني والتشيكي. تقدم "باتريك بيرجر" حينها للتشيك من ركلة جزاء في الدقيقة التاسعة والخمسين وعادل البديل الالماني "أوليفر بيرهوف" النتيجة للألمان في الدقيقة الثالثة والسبعين، قبل أن يسجّل "بيرهوف" هدفًا ذهبيًا في الشوط الإضافي الأوّل، لتحرز ألمانيا اللقب، ويكون أوّلَ هدفٍ ذهبي في بطولةٍ أوروبيّة كبيرة.

 

- نهائي يورو 2000 شهد مواجهةً كلاسيكيّة بين إيطاليا وفرنسا بطلة العالم في العام 1998. حينها نجح الـ"أزوري" في إحراز هدف التقدم عند الدقيقة العاشرة بهدف ماركو ديلفيكيو، وعادل الفرنسيين سيلفان ويلتورد قبل لحظات من نهاية المباراة، بعد أن استغل إصابة حارس المنتخب الإيطالي بأنفه. وفي الوقت الإضافي نجح النجم الفرنسي "دافيد تريزيغه" بإحراز هدف ذهبي أعطى فرنسا كأس البطولة.

- حظّ إيطاليا السيئ مع الأهداف الذهبيّة لاحقها في مونديال كوريا الجنوبية واليابان في العام 2002، ولم يتوقع أكثر المتشائمين حينها أن تخرج إيطاليا على يد كوريا الجنوبية في دور الستة عشر، ولكن هذا ما حدث بالفعل، فبعد أن تقدّمت إيطاليا في الدقيقة الثامنة عشر عن طريق "كريستيان فييري"، عدّل "سيول كي هيون" الأرقام في الدقيقة الثامنة والثمانين. وفي الوقت الإضافي الثاني سجّل "هن يونج هوان" هدفاً ذهبيّاً صعد بكوريا إلى دور الثمانية. ولكن المباراة حينها شابها الكثير من الأخطاء التحكيميّة التي صبّت لمصلحة الكوريين.

- بطولة العالم 2002 أيضًا كانت مسرحًا لأهداف ذهبيّة أخرى، جاء أحدها عندما حقق المنتخب السنغالي إنجازًا تاريخيًّا بتجاوزه السويد وبلوغه دور الثمانية كثاني منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد الكاميرون. وتمكن "أسود التيرانجا" من الفوز في دور الستة عشر على منتخب السويد متصدر مجموعته على حساب إنجلترا والأرجنتين، بفضل هدف هنري كامارا في الشوط الإضافي الأوّل، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي.

- مسلسل مفاجآت الأهداف الذهبية في مونديال 2002 استمرّ مع المنتخب التركي، الذي تأهّل للمرّة الأولى في تاريخه لنصف النهائي متجاوزًا المنتخب السنغالي بهدف ذهبيّ في الشوط الإضافيّ الأوّل لـ"إلهان مانسيز".

الأهداف الذهبيّة كان لها طعمٌ خاص في المباريات، وخاصةً في البطولات الكبرى، ولكن بسبب ما أثارته من تعليقات وانتقادات وخروج كلام عن إصابة مشجعين بنوبات قلبية جراء خسارة أنديتهم ومنتخباتهم بهدف ذهبي، عمدت الـ"فيفا" إلى إلغاء هذا القانون والعودة إلى القانون القديم المتمثل بالهدف الفضيّ "متابعة المباراة كامل الشوطين الإضافيين".

اقرأ/ي أيضًا: عندما ربحت إيطاليا كأس العالم

 أهداف في الوقت بدل الضائع بطعم الذهب

رغم إلغاء هذا القانون يبقى لبعض الأهداف طعم الذهب، وهي تلك التي تسجَّل في الوقت بدل عن ضائع من الشوط الثاني لأي مباراة. فيبقى نهائي العام 2001 من دوري أبطال أوروبا عالقًا بمخيّلة عشاق كرة القدم، حيث تمكن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي من قلب الطاولة على العملاق الألماني بايرن ميونيخ في الوقت بدل عن ضائع، وسجل هدفين ليحمل كأس البطولة.

الأمر ذاته حدث عندما فاز تشيلسي بالوقت بدل عن ضائع في العام 2013 على نادي بنفيكا بهدف الصربي إيفانوفيتش وأحرز بطولة أوروبا للأندية. وفي دوري الدرجة الأولى الإنجليزي منع هدف واتفورد بالوقت بدل عن ضائع نادي ليستر سيتي من الصعود إلى الدوري الممتاز في إنجلترا بهدف عرف بالقاتل عند الدقيقة السابعة والتسعين.

هي قوانين وأهداف تضفي مزيدًا من التشويق والإثارة على مباريات كرة القدم، التي يؤكد العارفون بشؤونها وفنونها، أنّ جميع أهدافها، بالنهاية، هي بطعم الذهب!

اقرأ/ي أيضًا: بكاء على أطلال الميلان