11-فبراير-2024
مخيم مؤقت للنازحين في رفح (AFP)

(Getty) نازحون في رفح

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعضًا من التفاصيل المتعلقة بالعملية العسكرية المرتقبة في رفح، حيث نزح نحو نصف سكان قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أبلغ مسؤولين بأن: "عملية رفح يجب أن تكتمل قبل بدء شهر رمضان".

وقال نتنياهو في مقابلة ضمن برنامج مع قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية: "النصر في متناول اليد، وسنفعل ذلك. سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية، وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير".

وتابع: "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي".

ورد نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شن هجوم على رفح، قائلًا: "أولئك الذين يقولون إننا يجب ألا ندخل رفح مُطلقًا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

وفيما يتعلق بالتوقيت والمدة التي قد تستغرقها العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية في تقرير أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن نتنياهو أبلغ المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، بأن: "إسرائيل ليس أمامها سوى شهر واحد لإكمال عمليتها في رفح".

أرسلت مصر نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار تحركاتها لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة

وبحسب تقرير القناة الـ12، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أبلغ نتنياهو بأن: "الجيش الإسرائيلي مستعد للعمل (في رفح)، "لكنه يحتاج إلى أن تقرر الحكومة أولًا ما تريد فعله مع النازحين من غزة الذين لجأوا هناك".

ونقلت القناة أيضًا عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قوله إن: "الجيش يحتاج أيضًا إلى معرفة خطط الحكومة لمحور فيلادلفيا، وهو الطريق الأمني الذي يبلغ طوله 14 كيلومترًا على طول حدود غزة مع مصر".

ومحور فيلادلفيا، الذي يسمى أيضًا "محور صلاح الدين"، يقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979.

وتسمح هذه الاتفاقية لإسرائيل ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات التي بالإمكان نشرها على ذلك المحور، وذلك بهدف القيام بدوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل والأنشطة الإجرامية الأخرى.

من جانبها، أرسلت مصر نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار تحركاتها لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، وفق وكالة "رويترز".

وحذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس السبت، من هجوم محتمل للجيش الإسرائيلي على رفح قال إنّه سيكون بمثابة: "كارثة إنسانية لا توصف".

وتواصلت التحذيرات من شن إسرائيل هجومًا بريًا على رفح. وكانت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قد أعربتا عن مخاوفهما من عملية في رفح.

ونقلت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" الأميركيتين، في تقريرين السبت، أن مسؤولين مصريين: "حذروا إسرائيل من إمكانية تعليق معاهدة السلام بين البلدين"، في حال شن القوات الإسرائيلية هجومًا في رفح. 

إلى أين يذهب النازحون؟

ونقلت "وول ستريت جورنال"، أمس السبت، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن: "أي خطة لعملية برية في رفح، يجب أن تسمح باستمرار تدفق المساعدات إلى القطاع". وأضاف: "يجب أن يستمر تدفق المساعدات، وأن يتم كل شيء بالتنسيق مع الحلفاء".

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا لمحللين، فإن هناك خيارات "محدودة" لإجلاء المدنيين بعيدًا عن مناطق عملية محتملة في رفح.

وأوضح المحللون أن الخيار المرجح هو "عملية تطهير تدريجية" للمدينة، وهو أسلوب مماثل لما استخدمه الجيش الإسرائيلي حينما نشر خرائط لغزة ببلوكات مرفقة بأرقام، على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذر في كل مرة من الوجود في منطقة تحمل رقما بعينه، وكان يناشد السكان للتحرك إلى مناطق أخرى محددة أيضًا.

أما الخيار الثاني، فيتمثل في توفير مناطق آمنة في ضواحي رفح الغربية، حيث قال الباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، آفي جاغر، لـ"وول ستريت جورنال"، إنه: "يمكن توفير ملاذ آمن في تلك المناطق، مع تجنب أماكن وجود النازحين".

وكتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، في صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالًا تحت عنوان "لا تدخلوا رفح" مؤكدًا أن الغزو الإسرائيلي للمدينة الصغيرة سيكون هجومًا على أكبر مخيم للنازحين في العالم، وسيدفع جيش الاحتلال إلى: "ارتكاب جريمة إبادة خطِرة سبق أن قام بها".

وقال ليفي: "لا يمكن نقل مليون شخص ينقصهم كل شيء ومعظمهم نازحون، للمرة الثانية والثالثة، من مكان "آمن" إلى مكان آخر يتحول دائمًا إلى حقل للقتل، ولا يمكن نقلهم كقطعان تُساق إلى المسلخ، فحتى القطعان لا تُنقل بهذه الوحشية، ناهيك بأنه لا يوجد حتى الآن مكان ينتقل إليه هؤلاء الناس، ولا يوجد في غزة المدمَرة مكان يمكن الهرب أو اللجوء إليه. إذًا، فإذا جرى إجلاء نازحي رفح إلى المواصي، كما يقترح الجيش الإسرائيلي في خطته الإنسانية، فستتحول المواصي إلى كارثة إنسانية لم نر مثلها في غزة من قبل".