03-مايو-2024
أكدت العديد من التقارير الأممية ارتفاع عدد الضحايا الأطفال جراء العدوان الإسرائيلي (GETTY)

(Getty) أكدت العديد من التقارير الأممية ارتفاع عدد الضحايا الأطفال جراء العدوان الإسرائيلي

يسعى دبلوماسيون إسرائيليون في الأمم المتحدة، من وراء الكواليس، إلى منع إدراج اسم "إسرائيل" في القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال في مناطق الحروب، وذلك على خلفية العدوان على غزة.

ويعمل الدبلوماسيون الإسرائيليون على محاولة إقناع الأمم المتحدة بتصحيح "العيوب الكثيرة" المشمولة في مسوّدة التقرير على حد وصف صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أوردت الخبر، أمس الخميس.

يسعى دبلوماسيون إسرائيليون إلى منع إدراج اسم "إسرائيل" في القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال في مناطق الحروب

يأتي ذلك قبيل صدور تقرير الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، يرجينيا غامبا، الشهر المقبل، ويحاول الدبلوماسيون الإسرائيليون "تغيير المعطيات" في مسودة التقرير المتعلق بإسرائيل. بعد التقارير الأممية التي تحدثت عن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل في غزة جراء القصف الإسرائيلي.

وتشير الصحيفة العبرية بأنّ التصريحات المتكررة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خاصة في ظل الحرب على غزة، تعزز المخاوف الإسرائيلية من إدراج "إسرائيل" في القائمة السوداء للأمم المتحدة، لأول مرة بصفتها واحدة من 8 دول تؤذي الأطفال في مناطق النزاع.

وبحسب الادعاءات داخل "إسرائيل"، فإن "عداء" غوتيريس لها سيكون سببًا في إدراجها بـ "القائمة السوداء" إلى جانب داعش والقاعدة وبوكو حرام وغيرها من التنظيمات المسلحة، كما تقدّر الأوساط الإسرائيلية أن غوتيريس سيدرج حركة حماس أيضًا في القائمة.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الدول والمنظمات التي تشملها القائمة السوداء للأمم المتحدة لا تواجه فرض عقوبات فوريّة عليها، ولكن المخاوف الإسرائيلية الأساسية من أن يقود وجود اسم "إسرائيل" في القائمة إلى مبادرات دولية إضافية ضدها، من قبيل مقاطعة شركات تجارية أو شركات أسلحة لها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيهل الحديث عن إدراج "إسرائيل" في "القائمة السوداء"، إذ واجهت العام الماضي نفس الموقف، لكنها سارعت إلى خطوات استباقية حالت دون أن تشملها القائمة.

فقد نظم مندوب "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، لقاءً بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومنسق أعمال الاحتلال في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، الذي زعم أن المسوّدة "تشوه الحقائق" حول بيانات الأمم المتحدة المتعلقة "بعدد الفلسطينيين المتضررين من عمليات الجيش الإسرائيلي، وأنها تبالغ في الأرقام المذكورة".

كمان حضر مندوب "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة زيارة لمسؤولين أمميين إلى "إسرائيل"، والتقوا خلالها رئيس أركان الجيش آنذاك أفيف كوخاف، وعلقت "ييديعوت أحرونوت" على ذلك بالقول: "بفضل العمل الجاد، ظلت إسرائيل خارج القائمة السوداء".

وكانت القناة 13 العبرية قد كشفت في آيار/مايو 2023، قبيل نشر تقرير السنة الماضية، أن مسوّدة تقرير الأمم المتحدة تفيد بانتهاكات إسرائيلية بحق مئات الأطفال الفلسطينيين دون سن 18 عامًا.

وأشارت المسوّدة في حينه إلى أن "إسرائيل" قتلت نحو 50 طفلًا فلسطينيًا عام 2022 من خلال إطلاق الرصاص الحي، وشن هجمات على قطاع غزة، واستخدام الرصاص المطاطي وغيرها، إضافة إلى اعتقال الاحتلال أكثر من 800 طفل فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية، واستخدام العنف الجسدي ضدهم، كما رفضت إسرائيل في حينه أكثر من 1800 طلب لنقل أطفال فلسطينيين للعلاج داخل الخط الأخضر.

هذا، ويذكر أن العديد من التقارير الأممية والدولية والحقوقية التي صدرت خلال العدوان المستمر على غزة أكدت ارتفاع عدد الضحايا الأطفال الفلسطينيين نتيجة الاستهداف المستمر للمدنيين.

وتفيد المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة باستشهاد 34,388 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وأن أكثر من 14 ألفًا بينهم أطفال، وفقًا لمعطيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، وذلك من جراء القصف الإسرائيلي العشوائي المستمر 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقبل أسبوعين، أفادت هيئة الأمم المتحدة للمرأة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بأن "طفلًا واحدًا يصاب أو يموت كل 10 دقائق في غزة".