11-فبراير-2024
من أحد مقرات الأونروا

من أحد مقرات الأونروا

تتواصل الادعاءات الإسرائيلية بشأن أنفاق "حركة حماس" في غزة، وآخرها استهداف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إذ زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي اكتشاف شبكة أنفاق تحت المبنى الرئيسي للوكالة في غزة، مدّعيًا أنها كانت تستخدم لتنفيذ عمليات ضد "إسرائيل".

وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر مقطعًا مصورًا يُظهر أن جزءًا على الأقل من النفق يمر تحت فناء المنشأة. وزعم الجيش أن مقر "الأونروا" كان يزوِّد الأنفاق بالكهرباء وهو ما وصفه بأنه: "دليل جديد على استغلال حماس للوكالة".

ومع ذلك، فقد نفى المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، هذه الادعاءات مؤكدًا أن السلطات الإسرائيلية لم تبلغ الوكالة رسميًا بشأن النفق المزعوم.

وفي منشور على حسابه على موقع إكس، قال لازاريني إن موظفي "الأونروا" غادروا مقرها في مدينة غزة في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبر بعد صدور أوامر الإجلاء الإسرائيلية مع اشتداد القصف على المنطقة.

وذكر أن الوكالة لم تستخدم هذا المجمع منذ مغادرته، ولم تكن على علم بأي نشاط قد يكون قد حدث هناك.

وبينما أشار إلى التقارير الإعلامية التي أفادت بأن الجيش الإسرائيلي نشر قواته داخل مقر "الأونروا" في مدينة غزة، فإنه أكد بأنه: "لا يمكننا تأكيد تلك التقارير أو التعليق عليها".

وعلى إثر ذلك، دعاه وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى الاستقالة من منصبه. وقال في رد على منشور لازاريني على منصة إكس: "إن الكشف عن التورط العميق لمقر الأونروا في غزة مع حماس، بما في ذلك استخدامها في أنشطة إرهابية وكنقطة وصول إلى أنفاق الإرهاب، يتطلب اتخاذ إجراء فوري".

وأضاف: "ادعاء لازاريني بعدم المعرفة ليس سخيفًا فحسب، بل إنه أيضًا إهانة للحس السليم. إن استقالته الفورية أمر حتمي".

وقالت تمارا الرفاعي، المتحدثة باسم الوكالة، إنها لم تستلم حتى الآن أي إثباتات أو أدلة على تورط موظفيها في الاتهامات الموجهة إليهم ومشاركتهم في هجوم 7 أكتوبر.

وطالبت المتحدثة السلطات الإسرائيلية وكافة الأطراف التي تمتلك معلومات مؤكدة توفيرها للجهة المكلفة بالتحقيق في القضية.

إلى ذلك، لم تتوقف مزاعم الاحتلال بوجود أنفاق داخل المستشفيات ومقار وكالات الإغاثة منذ بداية الحرب، ليتضح مرة تلو أخرى زيف الادعاءات الإسرائيلية، وأن الهدف مما يتم نشره هو تبرير استهداف هذه المؤسسات.

وحتى 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، علّقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها لـ"الأونروا"، بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأكد لازاريني، في حوار مع مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية، على الرغبة الكبيرة لدى الحكومة الإسرائيلية بالقضاء على الوكالة، التي يرى أن التخلص منها أصبح هدفًا من أهداف هذه الحرب.

وبخصوص المزاعم الإسرائيلية بمشاركة 12 موظفًا من وكالة "الأونروا" في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، فقد قال إنه يأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، لكنه أكد أن "إسرائيل" لم تقدّم أي دليل على مزاعمها.