16-أبريل-2017

ألبرتو جياكوميتي/ سويسرا

وجوه الحكاية

في بعدٍ جديد لا نراه
يظن النمل التراب غزل بنات
النمل الذي يستوطن البيوت والسقوف والجدران
لا يزور الحقل إلا كنزهة للصغار
في محاولة لتقريب صورة الحياة بعد الموت
حيث كل شيء له مذاق الحلوى
النمل الذي يسير الآن على جسدي 
متجنبًا أن يلعق أي شيء في طريقه
النمل الذي يدخل الآن قلبي
النمل الذي يصير رأسي وظلي
لم يعد يذكر من الحقل إلا أساطير الأولين.

 

الوجه الآخر للحكاية

في بعد جديد لا نراه
يظن التراب النمل أرواح موتى
التراب الذي يملأ الدكاكين الصغيرة والطرقات والمعابد
يخاف النمل كخوفه من الموت
ولا يروي قصصه إلا لتخويف الصغار
التراب الذي يصير مع الحرب مدنًا
التراب الذي يلف الآن جسدي
التراب الذي يأكل مع الوقت قلبي ورأسي وظلي 
لم ينتبه أنني أصير في غفلة منه نملًا.

 

ناولني جلدك

اخلع جلدك الذي عليك
ناولني إياه
لا تخش شيئًا
سأطويه بعناية
وأضعه على مرأى منك
على الرف الأول من الخزانة
نعم هكذا
بإمكانك الآن يا سيدي 
أن تنام
بعيدًا عن ذعر يومك ومتطلبات الدم والعرق والهوية
أفهم جيدًا أن قبلتها ما تزال هناك
وأن لعاب قطتك الرقيقة هو الآخر هناك
لكن ما الذي يمكننا فعله
جلدك عاجز يا سيدي عن المساومة
ويحتفظ بالكثير
وذاكرته عنيدة كحجر
أرجوك لا تسئْ فهمي
فأنا لا أقصد الإهانة
نم الآن
نم ولا تخش شيئًا
فهو يعرف في ظلام الليل 
طريقه إليك.

اقرأ/ي أيضًا:

الشتاء ساعة في يد أحد ما

أخشى على الطريق من خطواتي