25-مايو-2024
الأهلي

هدف التتويج بالـ12 للنادي الأهلي

توّج الأهلي المصري بدوري أبطال أفريقيا للمرة الـ12 في تاريخه، بفوزه على الترجي التونسي في إياب النهائي بهدف وحيد، حيث انتهى لقاء الذهاب بالتعادل دون أهداف.

هي مواجهة مرتقبة أصبحت من كلاسيكيات الكرة العربية والأفريقية، الأهلي سيّد أفريقيا، أو كما تصحّ تسميته ريال مدريد القارّة الأفريقية، كونه بطلها التاريخي وحامل كأس دوري الأبطال 11 مرة، والترجي سيّد الكرة التونسية، ومشرّفها في المحافل الدولية والعالمية.

 أولاد باب سويقة اعتادوا في السنوات الماضية على تشريف الكرة التونسية، كما كان عليه النادي عبر تاريخه، فثمّة الكثير من النجوم الذين ارتدوا القميص المخطط بلوني الدم والذهب، من طارق ذياب إلى غيلان الشعلالي، ثمّة إرث كروي هائل، جعل الترجي يفوز بدوري أبطال أفريقيا 4 مرات.

مواجهة الترجي والأهلي تستحق أن تسمى بكلاسيكو الكرة الأفريقية، فالأهلي حامل لقب النسخة السابقة، قابل الترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا في مناسبتين، الأولى كانت في عام 2012، وقتها تعادل الفريقان بالقاهرة، وانتصر الأهلي في تونس، والثانية في نسخة 2018، وقتها فاز الأهلي بالقاهرة بهدفين دون رد، وردّ عليه الترجي بملعب الحمادي العقربي بثلاثية نظيفة، ليتوّج باللقب التاريخي.

كل المؤشرات دلّت على أن النهائي سيكون متكافئًا للغاية، والتاريخ كان أبرز شاهد على ذلك، كذلك مباراة الذهاب التي انتهت كما بدأت دون أهداف، فالأهلي سعى لتأكيد سيادته على القارّة السمراء، من خلال التتويج باللقب الثاني عشر بتاريخه، فيما ودّ الترجي لو يرفع الكأس الخامسة، ليشترك مع الزمالك ومازيمبي في المركز الثاني كأكثر من توّج بالكأس الأفريقية الغالية.

الأهلي

لأنها مباراة الموسم، وموقعة ترقبها عشرات الملايين في مصر وتونس وأفريقيا والعالم العربي، امتلأ استاد القاهرة الدوري عن آخره قبل ساعات طويلة من بداية اللقاء، فالجماهير المصرية أدركت جيّدًا أنها أمام فرصة تاريخية للتتويج على أرضها وبين جماهيرها، للمرة الأولى منذ عام 2013.

وقتها توّج الأهلي باللقب على حساب أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، بعد ذلك توّج 3 مرّات باللقب، مرّة على حساب الزمالك وجرت دون أهداف، وأخرى جرت في المغرب وانتصر بيها الأهلي على حساب كايزر شيفس، والأخيرة كانت الموسم الماضي، حينما فاز باللقب بعد تعادله مع الوداد بلقاء الإياب في الدار البيضاء، إذن هي فرصة مثالية للجماهير المصرية من أجل الاحتفال باللقب.

الأهلي

هذه الضغوطات أراد الترجي أن يستثمرها لصالحه، عاملي الأرض والجمهور يصبان لصالح الأهلي، لكنّ الترجي الذي يلعب بتشكيلة من الشباب يقودها خبير هو غيلان الشعلالي، قد يفعلها ويحوّل أفراح المصريين إلى أحزان، ولأن العين بالعين، قد يذيق الأهلي من الكأس نفسه الذي شرب منه الصفاقسي عام 2006، حينما اقتنص أبو تريكة هدف البطولة في الثواني الأخيرة من المباراة في عقر دار التوانسة.

بداية المباراة كانت مثالية للغاية من أصحاب الأرض، الأهلي سنحت له ركلة ركنية، ونجح في استغلال ارتباك دفاعي أسفر عن هدف السبق في الدقيقة الرابعة، حينما صوّب رامي ربيعة برأسه الكرة ضعيفة نحو مرمى الترجي، لكنّ المدافع روجير أهولو حرف الكرة عن مسارها وغالط الحارس أمان مميش.

كلّ هذه الظروف كانت كفيلة في القضاء على أحلام الضيوف مبكرًا، لكنّ الترجي نجح في استعادة توازنه، ودخل في أجواء اللقاء رويدًا رويدًا، ليعود الطرفان للحذر من جديد، وتندر الفرص المباشرة، حتى انتهى الشوط الأول بتقدم الأهلي بهدف وحيد.

الشوط الثاني كان بعيدًا عن المتعة بالنسبة لأي متابع، وهو أمر متوقّع، كونه آخر شوط من أشواط النهائي الأربعة بين الذهاب والإياب، الطرفان كانا متحفظان للغاية، الأهلي لعب بخبرته لتسيير الوقت، ومباغتة الترجي بهدف قاتل، والأمر ذاته كان بالنسبة للترجي، الذي تجنّب التقدّم للأمام بشكل يفتح مناطقه الخلفية، ويؤدي إلى هدف ثان يقضي على أحلامهم بشكل تام.

ومع ذلك كاد الأهلي أن يسجّل هدفًا ثانيًا في أكثر من محاولة، أخطرها كانت من محمد مجدي أفشة، حينما صوّب ركلة ثابتة ردّتها عارضة الترجي. الأهلي حافظ على تفوّقه، واكتفى بهدف وحيد، أكّد به سيادته على القارّة السمراء، وتوّج به بدوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي والـ12 في تاريخه.