04-يناير-2022

فوتوغرافيا لـ غطفان غنوم/ سوريا

إسراف في القبور

 

أستعيرُ من نخلتي

صبرًا عظيمًا به أقطعُ مسافتي

أستعيرُ ميلًا عاطلًا

أبدلهُ لساعتي كخدعة ما.

أستعيره:

من ساعة يد مبتورة لرجلٍ، أكلتهُ الشظايا،

دُفنت معه ذراعٌ وساق،

الذراعُ لا تشبهُ الساق

ولا الساقُ تُشبهُ الجثة والذراع،

ليس فيها من الغرابة شيء؛

معجزاتُ الطب العدليَّ

تفوقُ ما يصنعه الأنبياءُ

من يدري؟

ربما العلم يكرهُ

الإسراف في القبور

أ استوعبت هذا الحزن؟

أتعرف ما الوجع الذي ينتاب

أبًا لا يعرف جثة ابنه

ويقرأ – متوهمًا – لغيره الفاتحة؟

 

عندما تشيخُ السقوفُ!

 

سقفُنا بانتِ الشيخوخة على وجههِ

وأكتلهُ التجاعيد

يصبحُ في الشتاء

أكثرَ حزنًا من أي فصلٍ آخر.

عندما تمطر السماء

وتصرخُ بصوتٍ مخيفٍ

يبكي السقفُ

بطريقةٍ مرعبةٍ لدرجة ان يُغرقَ البيتَ بدموعهِ!

هكذا السقوفُ في العراق

تحاولُ أن تحزنَ

بطريقةٍ مختلفةٍ!

 

اقرأ/ي أيضًا:

هناك وهناك

دموع لم أذرفها