26-مارس-2023
تيك توك

يواجه تيك توك خطر حظره في الولايات المتحدة ودول أخرى (Getty)

قبل ساعات من موعد مثول الرئيس التنفيذي لشركة تشو تزي شيو لاستجوابه أمام الكونجرس يوم الخميس المنصرم، قالت الحكومة الصينية إنها ستعارض بشدة أي بيع للشركة على نحو قسري، وستبذل ما يلزم لمنع ذلك.  

عرضت تيك توك إعادة هيكلة التطبيق في الولايات المتحدة ضمن خطّة ستكلّفها 1.5 مليار دولار أمريكي 

وقالت المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية شو جوتينج في المؤتمر الصحفي اليومي للوزارة إن الدفع باتجاه بيع بيع تيك توك من شأنه أن يلحق ضررا خطيرا بثقة المستثمرين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين، للاستثمار في الولايات المتحدة. 

ويمثل هذا التصريح ممانعة صينية واضحة للضغوط التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل بيع الشركة، بدعوى أن سيطرة الصين على هذا التطبيق يمنح الحكومة في بكين قدرة على استغلال بيانات المستخدمين وتوظيف التطبيق وخوارزمياته للتدخل في شؤون الدول الأخرى، ومنها الانتخابات الأمريكية. كما يدعي مشرعون أمريكيون أن ارتباط التطبيق بالشركة المالكة له، وهي شركة بايت دانس، يمثل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي ومصالح المواطنين الأمريكيين، وهو ما تحاول الشركة نفيه ودحضه بشتى السبل، بلا جدوى. 

كما قالت شو، إن بيع الشركة سيواجه عقبات قانونية جمّة، لأن العملية ستحتاج إلى موافقة رسمية من الحكومة الصينية بعد ضمان امتثالها للقانون، وذلك لأنها تشتمل على تصدير للتقنية الصينية إلى الخارج. من جهة أخرى، أعلنت بايت دانس أن ستين بالمئة من أسهم الشركة مملوكة لمستثمرين كبار في الصين وخارجها، وأن بقية الأسهم مملوكة لمؤسسي الشركة وموظفيها. 

وقد قال أعضاء في الكونجرس الأمريكي يوم الخميس الماضي إن المعارضة الرسمية من طرف الصين لبيع الشركة قد كانت "مؤشرًا على أن الحزب الشيوعي الصيني معنيّ بالشركة وأنه يسيطر عليها"، وهو ما نفته تيك توك مرارًا وتكرارًا.

 

خطة من تيك توك ستكلفها 1.5 مليار دولار 

أبدت شركة تيك توك مرونة عالية في التعامل مع المطالب الأمريكية، حتى أنها عرضت الخضوع لعملية إعادة هيكلة لخدمة التطبيق في الولايات المتحدة، تشمل تخزين جميع بيانات المستخدمين في خوادم تابعة لشركة أوراكل الأمريكية، في ولاية تكساس. هذه الخطة، التي باتت تعرف باسم "مشروع تكساس" (Project Texas)، ستكلف الشركة زهاء 1.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعكس جدّيتها في التعامل مع المخاوف الأمريكية، كما يعكس من جهة أخرى اهتمام الشركة الكبير في الحفاظ على حصتها من المنافسة داخل السوق الأمريكية، التي تعد واحدة من أكبر أسواقها العالمية.