09-مارس-2021

حريق غابة في البرازيل (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أفادت منظمة بيئية غير حكومية عن وجود بيانات تكشف أن قطع الأشجار وتحويلها إلى أراض زراعية يقضي على 34% من الغابات الاستوائية في العالم، والتي تسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة، إذ تمثل الغابات الاستوائية والمطيرة أكبر مستودع حي للكربون. كما أدى التوسع الزراعي إلى تضرر 30%  من الغابات، وذلك وفقًا لنتائج أظهرها تحليل بياني أجراه صندوق النرويج للغابات المطيرة. وكشفت البيانات الصادرة عن المنظمة النرويجية أن البشر تسببوا في تدهور أو تدمير نحو ثلثي الغطاء الأصلي من الغابات الاستوائية في العالم، ما يثير القلق من الاندثار السريع للمناطق التي تعد بمثابة عازل طبيعي للحماية من تغير المناخ.

 تسبب البشر في تدهور أو تدمير نحو ثلثي الغطاء الأصلي من الغابات الاستوائية في العالم، ما يثير القلق من الاندثار السريع للمناطق التي تشكل أكبر مستودع حي للكربون

كما يشير تحليل المنظمة النرويجية إلى أنه منذ العام 2002 وحتى العام 2019 تم تدمير ما يقارب 571 ألف كيلومتر مربع من الغابات عالميًا، وهي مساحة تقارب حجم دول مثل إسبانيا وفرنسا. كما جرى الحديث عن أنه في سنة 2019 لوحدها تم تدمير حوالي 35 ألف كيلومتر مربع من الغابات، وتبين أن نسبة الغابات المدمرة عام 2019 تتوزع على الشكل التالي: في البرازيل تبلغ 37%، وفي الكونغو 13%، وأندونيسيا 9%، والبيرو 4.5%، وماليزيا 3.2%.

اقرأ/ي أيضًا: ناشطات من الدول العربية يوجّهن التحية للمرأة في يومها العالمي

بينما أفاد تقرير آخر أصدره "معهد الموارد العالمية" في عام 2020 بأن معدل فقد الغابات في سنة 2019 بلغ أعلى مستوى لدمار الغابات على مدار آخر 20 عامًا، حيث كانت تختفي كل 6 ثوان مساحة من الغابات تعادل مساحة ملعب كرة قدم. ويشير تقرير لوكالة رويترز نشر يوم 8 آذار /مارس 2021، إلى أن تقلص مساحة الغابات يسهم بدرجة كبيرة  في الانبعاثات التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة، إذ تمثل نباتات الغابات الاستوائية الكثيفة أكبر مستودع حي للكربون. وقال الباحث في شؤون الغابات الاستوائية ومعد التقرير، آندريس كروج،  أنه "كلما زاد تدمير الغابات زادت احتمالات تغير المناخ ما يزيد بدوره من صعوبة الحفاظ على ما تبقى من الغابات. وأضاف كروج "إنها حلقة مروعة". واعتبر كروج أن غابات الأمازون تمثل الأمل في الحفاظ على الغابات المطيرة المتبقية. فمنطقة الأمازون والمناطق المجاورة لها تمثل 73.5% من الغابات المطيرة التي ما زالت على حالها. وعلقت المتخصصة في العلوم الجغرافية بمعهد الأمازون لأبحاث البيئية، آني ألينكار، في حديثها لرويترز، وقالت بأن التقرير الجديد "يؤكد أن البرازيل يجب أن تعتني بالغابات"، وأضافت "البرازيل لديها أكبر جزء من الغابات الاستوائية في العالم وهي تخسر أكثر من غيرها من الدول".

في حين يتركز أغلب الدمار الذي لحق بالغابات منذ العام 2002 على غابات الأمازون في أمريكا الجنوبية، التي تعرضت لحرائق ضخمة، والغابات المطيرة، التي تقع على حدودها. إذ تعرضت هذه الغابات الأمازونية لعمليات شديدة الضرر على مدى العقود الأخيرة، إذ دفع انتعاش الزراعة إلى إحراق مساحات شاسعة من الغابات لزراعة فول الصويا وتربية الأبقار وغيرها من المنتجات الزراعية. 

فيما تأتي جزر جنوب شرق آسيا، بخاصة في إندونيسيا، في المرتبة الثانية من حيث تدمير الغابات منذ 2002 حيث أزيلت أغلب هذه الغابات من أجل إنتاج زيت النخيل. وتليها منطقة وسط أفريقيا في المرتبة الثالثة من حيث تدمير الغابات، وخاصة في حوض نهر الكونغو بسبب الزراعة التقليدية والتجارية وقطع الأشجار.

ورأى وزير البيئة في البرازيل، ريكاردو ساليز، في مقابلة متلفزة مع موقع صحيفة وول ستريت جورنال، أن "السبب الرئيسي في الحرائق يعود إلى قطع الأشجار وإلى عوامل الطقس كالحرارة المرتفعة والجفاف وتوزيع كميات الأمطار بشكل متفاوت خلال الأعوام الماضية، وكذلك بسبب المناجم غير القانونية وتجارة الأخشاب غير الشرعية وسوء الاستخدام الزراعي". في المقابل تصوب أصوات أخرى باللوم سياسيًا على سياسات البرازيل وعلى رئيس البلاد خافيير بولسنارو في عدم اتخاذ إجراءات كافية لمكافحة الأعمال المضرة بيئيًا والتي تؤثر على العالم بأسره.

أما في الهند، فقد أثارت حرائق الغابات المستمرة هذا العام سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر كثير منهم تغريدات تناولت حجم الكارثة التي تعيشها البلاد، فقال أحدهم "كنز طبيعي لا يقدر بثمن وواحد من أكبر المناطق الحيوية في الهند، حديقة سيميلابال الوطنية تحترق منذ 10 أيام ولكن لا يوجد أي استنكار أو تغطية إعلامية"، وغرد ناشط هندي أخر بالقول "إنه أمر محزن، إنها بلدي الأم تحترق". بينما غرد ناشط قائلًا "نحن الهنود نولي اهتمامًا كبيرًا لحرائق الغابات الأسترالية وحرائق غابات الأمازون، لكن معظمنا لا يعرف أنه في بلدنا في أوديشا، تحترق حديقة سيميلابال".

 

اقرأ/ي أيضًا:

انتهاكات منهجية وموسعة في سجون مصر ضد النساء المعارضات للنظام

مقابلة أوبرا وينفري مع ميغان ماركل والأمير هاري تخطف الأضواء