07-فبراير-2024
نازحون بين المقابر في رفح (رويترز)

نازحون بين المقابر في رفح (رويترز)

بعد أن نزح محمود عامر مرارًا وتكرارًا بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، انتهى به الأمر داخل مقبرة في رفح، إذ نصب وعائلته خيمتهم بالقرب من شواهد القبور، وهو آخر مكان يعتقد أنه سالم نسبيًا في القطاع المدمر.

عائلة محمود من بين عشرات العائلات التي لجأت إلى التخييم داخل المقبرة، إذ يشعرون بأنهم أقل عرضة للخطر هناك من القصف الإسرائيلي.

يتحدث محمود، الذي نزح من مخيم الشاطئ للاجئين في غزة مع 11 من فردًا من أسرته بمن فيهم الأطفال والأحفاد، لوكالة "رويترز" للأنباء، قائلًا: "أجبر الناس على المجيء إلى هنا، إلى هذا المكان الآمن، في المقبرة بين الموتى".

محمود، الذي أمضى أسابيع في مناطق أخرى حيث شقت العائلة طريقها تدريجيًا نحو الجنوب، أضاف أيضًا: إن "هذا المكان أفضل من العيش في مناطق سكنية، حيث يمكن أن تنهار المنازل على رؤوسنا".

يتواجد أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في رفح ومحيطها، على الحدود المصرية. وقد هددت "إسرائيل" باقتحامها عند الانتهاء من معركة في خانيونس التي تقع شمالها مباشرة.

تصف "رويترز" المقبرة بأنها تحتوي على صفوف أنيقة من القبور الأسمنتية، تحيط بها نباتات وزهور، وعليها نقوش وكتابات.

بالإضافة لمقابر أكثر بدائية، تلك التي تضم جثث ضحايا الحرب، وهي عبارة عن تلال من الرمال المرتفعة بحسب طول الجثة، مع شاهدين إسمنتيين خام في كل طرف.

يشير محمود إلى أنه كل يوم يتم إحضار الجثث لدفنها: "نحن نصلي عليهم ونبقى معهم ونطلب الرحمة لهم"، ويضيف: "الموتى في راحة، بينما نحن الأحياء مع الخوف المستمر من الهجوم العسكري الإسرائيلي المروع. نحن نتألم ونمر بظروف صعبة للغاية. لا يوجد غذاء ولا ماء، ولا مساعدات قادمة، والوضع سيء للغاية".

كان الأطفال يركضون في مجموعات صغيرة بين صفوف القبور. جلست فتاة ترتدي بدلة رياضية وردية لتلتقط الزهور، وتملأ بها علبة صفيح فارغة بعناية.

يقول محمود: "أرى الأطفال، أطفالنا، يلعبون بين القبور وفوقها، لقد أصبحت هذه حياتنا، كل شيء عن الموت. حتى أثناء المشي، نرى الموت أمام أعيننا كل ثانية".