24-يناير-2024
ركام في رفح

يسعى جيش الاحتلال لتكرار سيناريو مستشفيات شمال غزة في جنوبها (Getty)

في اليوم الـ110 من عدوانها، واصلت "إسرائيل" استهداف المدنيين العزّل في قطاع غزة، وتدمير ما تبقى من بنية تحتية، سواء عبر قصفها أو نسفها، سعيًا منها لجعل القطاع المحاصر غير صالح للعيش، وهذا أحد أهداف حربها العدوانية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، والتي خلّفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.

وبينما تستمر الحرب، تتصاعد التحذيرات المحلية والأممية من مجاعة وشيكة تهدِّد حياة أهالي القطاع المنكوب، سيما سكان محافظتي غزة والشمال المحاصرين الذين تمنع "إسرائيل" وصول المساعدات إليهم، ما اضطرهم إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة للحيوانات لصنع الدقيق لإطعام أطفالهم.

وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل، بمدينة خانيونس، في دائرة الخطر الشديد

ورغم الدعوات الدولية والأممية المتزايدة لوقف إطلاق النار، إلا أن "إسرائيل" تواصل حربها الوحشية على القطاع، حيث قامت مدفعيتها وطائراتها الحربية، بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الأربعاء، بقصف مناطق متفرقة في القطاع مخلّفةً عشرات الشهداء والجرحى، الذين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى بعضهم بسبب القصف الشديد.

وبالتزامن مع تصاعد حدة المعارك بينها وبين فصائل المقاومة الفلسطينية بمدينة خانيونس، كثّفت قوات الاحتلال من قصفها للمدينة، حيث استهدفت مدفعيتها وطائراتها المناطق الغربية منها إضافةً إلى مدرسة تؤوي نازحين بالقرب من مجمع ناصر الطبي، الذي تعرّضت الأحياء المحيطة به لقصف عنيف دام عدة ساعات، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال أن المنطقة التي يتواجد فيها المجمع، وعدة مناطق أخرى محيطة به، فُرض عليها أمر إخلاء.

وأفادت وسائل إعلام محلية بوصول عشرات الشهداء والجرحى إلى مستشفى ناصر وأبو يوسف النجار، جنوب قطاع غزة، جراء القصف المتواصل الذي طال أيضًا مدينة رفح وعدة مناطق أخرى جنوب القطاع.

أما في شمال القطاع، فقد تعرّضت جباليا لقصف جوي عنيف، فيما واصل جيش الاحتلال قصفه للمناطق الغربية من مدينة غزة، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قواته وفصائل المقاومة في المناطق الشرقية من شمال القطاع.

وأسفر القصف المتواصل عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، من بينهم 50 شهيدًا و120 مصابًا ارتقوا وأُصيبوا في المناطق الغربية من خانيونس خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 25.490 شهيدًا و63.354 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وأضافت الوزارة في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام"، أمس الثلاثاء، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 22 مجزرة ضد عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 195 شهيدًا و354 مصابًا. فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن جيش الاحتلال وضع مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل، في مدينة خانيونس، في دائرة الخطر الشديد. كما لفت إلى أن الطواقم الطبية عاجزة عن نقل الحالات الخطيرة من مجمع ناصر إلى المستشفى الميداني الأردني المجاور له نتيجة القصف المتواصل.

وتعليقًا على أوامر الإخلاء الإسرائيلية لمجمع ناصر والمنطقة التي يتواجد فيها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الأربعاء، إن كوادرها: "عاجزون حاليًا عن الإجلاء مع آلاف الأشخاص في المستشفى، ومن ضمنهم 850 مريضًا، ذلك أن الطرقات من البناية وإليها إما غير مفتوحة أو شديدة الخطورة".

وأضافت المنظمة على حسابها في منصة "إكس": "مع اشتداد القصف واستمرار القتال واقترابه من المناطق المحيطة بمستشفى ناصر، لن يتمكن المدنيون الجرحى من الوصول إلى الرعاية الفورية أو الطارئة. يمثل مستشفى ناصر أحد آخر مستشفيين في جنوبي غزة، والقادرَين على معالجة المرضى المصابين بإصابات بليغة".

دوليًا، دعا وزراء خارجية العديد من الدول إلى وقف إطلاق النار في قطاع عزة خلال جلسة مناقشة مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، حول الوضع في الشرق الأوسط، قال خلالها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن: "الرفض الواضح والمتكرر لحل الدولتين على أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية غير مقبول".