06-مايو-2024
بعد ليلة من القصف جيش الاحتلال يتحرك تجاه رفح

(Getty) الإعلان الإسرائيلية عن عملية في شرق رفح جاء بعد ليلة من القصف العنيف على المدينة

في اليوم الـ213 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه بقراره استهداف المناطق الشرقية من مدينة رفح جنوب القطاع المحاصر، جاء ذلك على وقع مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، التي وصلت إلى مرحلة متقدمة وقدمت فيها حركة حماس موقفها الإيجابي من طرح الوسطاء.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، أنه سيبدأ عملية في المنطقة الشرقية من مدينة رفح، داعيًا أهالي المنطقة للنزوح إلى منطقة المواصي.

وبحسب مصادر إعلامية، قرر مجلس وزراء الاحتلال، مساء أمس الأحد، تنفيذ عملية في رفح، وعلى هذا الأساس قام وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بإبلاغ نظيره الأميركي لويد أوستن بالقرار خلال ساعات الليل.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحدث عن عملية عسكرية في الأطراف الشرقية لمدينة رفح، يتواجد فيها 100 ألف فلسطيني على الأقل

وتحدث أوستن لغالانت، بحسب بيان البنتاغون، عن "ضرورة أن يتضمن أي عمل عسكري إسرائيلي محتمل في رفح خطة ذات مصداقية لإجلاء المدنيين الفلسطينيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة". كما أكد أوستن لغالانت التزام الولايات المتحدة بـ"الدفاع عن إسرائيل".

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن "إسرائيل أبلغت مصر ببدء عملية إجلاء في شرقي رفح أمس".

وأضافت الإذاعة الإسرائيلية: "العملية ستكون محدودة في الأطراف الشرقية لرفح وليس في العمق". وتحدثت مصادر إسرائيلية عن وجود 100 ألف فلسطيني في المنطقة المستهدفة.

وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "المنطقة التي بدأت العملية العسكرية فيها تشمل الجانب الفلسطيني من معبر رفح".

وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا واصفًا عمليات رفح بأنها "محدودة النطاق". وقال: "هذا الصباح... بدأنا عملية محدودة النطاق لإجلاء السكان مؤقتًا في الجزء الشرقي من رفح".

وفي السياق نفسه، قال مصدر إسرائيلي لـ"يديعوت أحرونوت": إنه "حتى الآن لم يتم تلقي أي رد رسمي من حماس، ولكن الاتجاه للاستمرار واضح، ربما يتم إرسال الرد إلينا. ولكن الجميع يدرك إلى أين يتجه هذا الأمر: رفح"، وفق قوله.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم": "هذه ليست بداية العملية البرية نفسها، بل هي عملية ستتيح للجيش الإسرائيلي مجالًا للحركة"، وفقها.

طوال ساعات الليلة الماضية، كثف جيش الاحتلال من قصفه على مدينة رفح، مما أدى إلى استشهاد 22 فلسطينيًا من بينهم 8 أطفال.

وبحسب مصادر محلية، فإن جيش الاحتلال قام يقصف 11 منزلًا في رفح منذ مساء أمس.

واستهدف جيش الاحتلال منزلًا لعائلة أبو لبدة في حي الجنينة شرق مدينة رفح، مما أدى إلى سقوط 4 شهداء من بينهم أطفال.

كما استشهد 9 فلسطينيين بينهم 4 أطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة قشطة في حي السلام بمدينة رفح.

واستشهد 4 فلسطينيين بينهم رضيع إثر قصف طيران الاحتلال الحربي لمنزل في شارع جورج شرق مدينة رفح، كما استهدفت غارة جوية خربة العدس شمال شرق المدينة.

وكانت طواقم الدفاع المدني بمحافظة غزة، قد انتشلت في وقت سابق أمس 5 جثامين متحللة لشهداء من عائلة الجعبري تم استهداف منزلهم قرب ملعب فلسطين في المدينة.

حذرت الأونروا من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيكون "مدمرًا" لـ 1.4 مليون شخص يعيشون هناك، مضيفةً أنها لن تقوم بإجلاء السكان.
وجاء هذا التحذير بعد ساعات من إعلان رئيس الأونروا فيليب لازاريني أنه مُنع من دخول غزة للمرة الثانية منذ بدء الحرب.

مفاوضات متواصلة

وفي سياق مفاوضات تبادل الأسرى، وقال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع للتلفزيون العربي: "قيادة الحركة في تشاور داخلي وفصائلي بعد جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة"، مضيفًا: "مستمرون بإيجابية في المفاوضات للوصول إلى اتفاق كامل غير مجتزأ".

وفي عصر أمس، قال القيادي في حماس أسامة حمدان للتلفزيون العربي: "وصلنا إلى صيغة اتفاق معينة قدمها الوسطاء وبانتظار رد القيادة عليها"، مضيفًا: "هناك تقدم في المفاوضات ووفد الحركة يغادر القاهرة للتشاور مع القيادة".

وأوضح القيادي في حماس: "إسرائيل حاولت التركيز على موضوع التبادل ولم تتجاوب مع النقاط التي طرحناها"، مشيرًا إلى أن "الحركة ناقشت في القاهرة جميع الأفكار بعقل مفتوح وقدمنا إجابات واضحة ومحددة لتحقيق مصالح شعبنا".

وأكد حمدان أن "عملية كرم أبو سالم رسالة للاحتلال بأن عواقب أي مغامرة قد يرتكبها جيشه لن تكون كما يتصور". مستمرًا في القول: "المقاومة قادرة على الاستمرار أكثر مما يتصور الاحتلال".

بدوره، قال القيادي في حماس محمود المرداوي للتلفزيون العربي: إن "وفد الحركة غادر إلى الدوحة للتشاور مع القيادة وسيعود إلى القاهرة لاحقًا"، مؤكدًا أن "الحركة أبدت مرونة خلال التفاوض وفق ما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني".

وأضاف "غياب الإرادة السياسية لدى حكومة الاحتلال هو ما يعيق التوصل إلى اتفاق".

وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "في حين أبدت إسرائيل استعدادًا، فإن حماس لا تزال راسخة في مواقفها المتطرفة، وأولها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة، وإنهاء الحرب، وإبقاء حماس في السلطة. لا يمكن لإسرائيل أن تقبل ذلك"، وفق قوله.

وفي السياق نفسه، وصل مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأوضحت مصادر مصرية للتلفزيون العربي: "مازالت مسألة الضمانات المطلوبة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قيد البحث".

وأشارت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مطّلع على المفاوضات: إلى أن "إسرائيل تريد من حماس قبول المبادرة المصرية أو رفضها كما هي دون الخوض في التفاصيل"، مضيفةً: "الأسلوب الإسرائيلي يترك انطباعًا أن نتنياهو شخصيًا لا يريد التوصل إلى اتفاق".

واستمرت "هآرتس"، قائلةً: "إسرائيل رفضت إرسال وفد إلى القاهرة رغم أن ردّ حماس كان بروح إيجابية، ونتنياهو لا يوافق على خوض مفاوضات أو توضيح الأمور التي تتطلّب توضيحًا".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر مسؤول: "كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق وتصريحات نتنياهو تسببت في تراجع حماس وتشديد مواقفها".

من جانبه، قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس: "استعادة أخواتنا وأخوتنا من الأسر تتطلب منا التغلّب على الغضب من إطلاق سراح القتلة وتأجيل القتال". ووصف غانتس الموافقة على صفقة التبادل "بالبطولة".

وقال مصدر إسرائيلي يقول لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن إسرائيل وحماس كانتا على وشك الاتفاق على وقف إطلاق النار قبل أيام، لكن تصريح نتنياهو يوم السبت، التي نشرت تحت اسم مصدر سياسي، دفع حماس إلى تشديد مواقفها في محاولة لمنع الدخول إلى رفح. وقال مسؤول في حماس للصحيفة الأميركية إن الحركة تطالب الآن بضمانات إضافية بأن إسرائيل لن تستأنف القتال.

المقاومة تواصل المواجهة

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 3 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قصف للمقاومة على معسكر كرم أبو سالم.

وقالت كتائب القسام في بلاغ يوم أمس: "قصفنا تحشدات لقوات العدو في موقع كرم أبو سالم ومحيطه بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114ملم".

وأضافت: قصفنا "بالاشتراك مع سرايا القدس القوات الصهيونية المتموضعة في محور "نتساريم"  بصواريخ الـ "107" قصيرة المدى".

وجاء في بلاغ آخر: "تمكن مجاهدو القسام من قنص جندي صهيوني في شارع 10 جنوب تل الهوا بمدينة غزة ويؤكدون إصابته بشكل مباشر"، مضيفةً قمنا بقصف "القوات الصهيونية المتواجدة في شارع 10 جنوب غرب مدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل".

وفجر اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "اعتراض مُسيّرة انطلقت من العراق باتجاه إسرائيل".

من جانبها، قالت سرايا القدس: "قصفنا بقذائف الهاون تموضعًا لجنود العدو الصهيوني محيط منطقة البيدر على شارع الرشيد غرب مدينة غزة".

بدوره، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 10 عمليات قصف صاروخي تجاه المواقع العسكري الإسرائيلية، من بينها عملية قصف مكثفة تجاه مستوطنة كريات شمونة في أعقاب قصف الاحتلال على عائلة أدى سقوط أربعة شهداء منها.

ومنذ ساعات صباح اليوم، دوت صفارات الإنذار في الجولان السوري المحتل.