27-مايو-2024
انتخابات إيران الرئاسية في حزيران/يونيو المقبل

(Getty) يقترب موعد إعلان الترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية

تقترب جولة جديدة من انتخابات إيران الرئاسية، بعد أيام من وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إذ بدأت تظهر الأنباء عن نيات وأسماء راغبة في الترشح.

والترشح لانتخابات إيران الرئاسية عملية طويلة نسبيًا، الجانب الأهم فيها موافقة مجلس صيانة الدستور، المكون من 12 عضوًا، على اسم المرشح.

ويقدر بأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستعقد في 28 حزيران/يونيو، ستكشف من جديد عن توجهات النظام في إيران، ولكن قبل ذلك عن الانقسامات السياسية. وتعود أهمية هذه الجولة الانتخابية إلى أنها "تدور في ظل خلافة المرشد الإيراني".

انتخابات إيران الرئاسية ستكشف عن توجهات نظام الحكم، في موعد مبكر هذه المرة

وأعلن سعيد جليلي، الذي ترشح مرتين للرئاسة رغم انسحابه لصالح رئيسي قبل أربع سنوات، يوم الأحد ترشحه.

وجليلي الذي يحسب على "الصقور"، قضى معظم حياته المهنية في وزارة الخارجية، وكان المفاوض النووي الإيراني الرئيسي بين عامي 2007 و2013، ويشغل عضوية مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران.

في نهاية هذا الأسبوع، ظهر الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد خارج منزله محاطًا بأنصاره، قائلًا إنه يدرس خياراته، وهو خيار مستبعد الموافقة على ترشحه من قبل مؤسسات الدولة.

وقال علي رضا زاكاني، عمدة طهران ويشبه جليلي في نظرته، إنه لم يتخذ أي قرار، لكن المصادر قالت إنه كان يعد فريقًا للحملة.

ويُنظر إلى المرشحين المحافظين التقليديين على أنهم إما برويز فتاح، الرئيس السابق لمؤسسة "مستضعفان"، وهي مجموعة أعمال ضخمة. أو محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان بين عامي 2020 و2024. قال محللون إيرانيون إن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف قد يفضل عدم الترشح للرئاسة. وبدلًا من ذلك، التركيز على الاحتفاظ بمنصبه كرئيس لمجلس النواب، وهو ما يبدو مرجحًا ما لم تنشأ ظروف غير متوقعة.

وبما أن الإصلاحيين مهمشون إلى حد كبير من البرلمان، فإن الانقسامات أصبحت أكثر وضوحًا بين التقليديين وجبهة بايداري (جبهة ثبات الثورة الإسلامية)، المناهضة للغرب، والتي تعارض أي نوع من التسوية، بما في ذلك الاتفاق النووي.

ويستمر التسجيل للرئاسة لمدة أربعة أيام تبدأ الخميس المقبل. على أساس السابقة، يمكن السماح لما يصل إلى 10 مرشحين بالانضمام إلى الجولة الأولى، على الرغم من أن أربعة فقط ترشحوا بالفعل في انتخابات عام 2021.

ولا تزال الشكوك قائمة حول ما إذا كان علي لاريجاني، الذي تولى منصب رئيس البرلمان لمدة 12 عامًا، ويصنف على تيار الوسط، سيسعى إلى الترشح، أو أنه سيُسمح له بذلك. ونفى لاريجاني ما تردد عن دخوله السباق، مؤكدًا أن أي قرار سيعلن عبر قنواته الرسمية. فالسماح له بالترشح هذه المرة سيكون إشارة إلى أن النظام يدرك حاجة الرئيس إلى تفويض حقيقي. ويحظى لاريجاني بدعم الرئيس السابق حسن روحاني.

وتشير تقارير إعلامية، إلى أنه من غير الممكن التنبؤ بالسباق الرئاسي، إذ قد يُطلب من نائب الرئيس والرئيس المؤقت الحالي محمد مخبر أن يترشح ويتولى المنصب لمدة خمس سنوات.

ويعود ذلك، لكون مخبر مقرب من المرشد الإيراني، مما يجعله شخصية موثوقة بها، رغم خلفيته الاقتصادية وغيابه عن الإعلام، وشبهات وشكوك بالفساد ترتبط في إدارته إحدى أكبر الصناديق الاستثمارية في إيران.

ومن المتوقع أيضاً أن يترشح برويز فتاح، وزير الطاقة الإيراني السابق، ورئيس هيئة "تنفيذ أمر الإمام الخميني"، وهي تكتل اقتصادي ضخم يخضع لسيطرة خامنئي.

وفي علامة على المزاج السياسي السائد داخل البرلمان، انتخب موسى غضنفر آبادي، المدرج على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي والمدافع القوي عن فرض أكثر صرامة للحجاب، كزعيم مؤقت لأكبر فصيل في البرلمان.

كما يشار إلى إمكانية ترشح محسن رضائي، المستشار الاقتصادي لرئيسي، على الرغم من أن فرصته في النجاح ضئيلة، وتكرار حضوره على قوائم الانتخابات.

ومن المعسكر الإصلاحي، من المتوقع أن يترشح محمد رضا عارف، نائب الرئيس الإيراني في عهد محمد خاتمي، لكنه قد ينسحب لصالح لاريجاني. وبالمثل، من المرجح أن يعلن إسحاق جهانغيري، نائب حسن روحاني، عن ترشحه قريبًا. ومع ذلك، فإن فرصه ضئيلة في النجاح.

ومؤخرًا، أعلن النائب الإصلاحي مسعود بيزشكيان عن نيته الترشح، على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يكون منافساً جدياً.

ومن المنتظر أن تكون المنافسة الرئيسية بين لاريجاني وجليلي ومخبر وفتاح.

متى ستعقد الانتخابات الإيرانية الرئاسية؟

وأصدر وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، يوم الأحد، توجيها ببدء عملية الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية.

وأمر وزير الداخلية، في رسالة موجهة إلى الولاة والمحافظين العامين، الأخيرين بإنشاء مقار الانتخابات، ودعا الولاة إلى تشكيل الأجهزة التنفيذية المختصة في جميع أنحاء البلاد خلال ثلاثة أيام ابتداء من الأحد، وتنفيذ ما يلزم من إجراءات أخرى.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية، أن مقر الانتخابات الإيرانية أصدر بيانًا، يوم الأحد، أعلن فيه أن عملية تسجيل المرشحين ستبدأ اعتبارًا من يوم الخميس، لمدة خمسة أيام، أي حتى 3 حزيران/يونيو.

من غير الممكن التنبؤ بالسباق الرئاسي، إذ قد يُطلب من نائب الرئيس والرئيس المؤقت الحالي محمد مخبر أن يترشح ويتولى المنصب لمدة خمس سنوات

كما حدد البيان الشروط والمؤهلات التي يجب توافرها في المتقدمين للترشح، ومنها أن يكون من أصل إيراني، وأن يكون حاصلًا على الجنسية الإيرانية، وأن يكون سجله وسمعته طيبة، وأن يكون ملتزمًا بثوابت إيران ومبادئها والدين الرسمي للبلاد.

وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد التسجيل، سيتعين على المرشحين إجراء حملات انتخابية في الفترة من 12 إلى 27 حزيران/يونيو، وستجرى الانتخابات في 28 حزيران/يونيو.