11-مايو-2023
poijhg

طرحت غوغل نموذج "بالم 2" (PaLM2) وهو "نموذج لغوي توليدي من الجيل الجديد". (GETTY)

تحاول جوجل الأمريكية استعادة مجدها شركةً رائدةً في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر طرح نموذج "بالم 2" (PaLM2)  وهو "نموذج لغوي توليدي من الجيل الجديد"، تدعي الشركة أنه يتفوق على النماذج الشائعة الأخرى  حاليًا في بعض المهام.

وقد كشفت جوجل عن أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في مؤتمرها السنوي I/O، وذلك على هامش إطلاق هاتف Pixel الجديد كليًا والقابل للطي وجهازها اللوحي الجديد. وقالت جوجل إن النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي سيُدمج في 25 منتجًا على الأقل، إذ تتسابق الشركة للحاق بالمنافسين رغم ريادتها، طوال العديد من السنوات، على صعيد الأبحاث في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلا أنّها ريادة لم تنتج إلا القليل من المنتجات المطروحة للجمهور. 

كشفت جوجل عن أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في مؤتمرها السنوي I/O، وذلك على هامش إطلاق هاتف Pixel الجديد كليًا والقابل للطي وجهازها اللوحي الجديد.

وعلى غرار "نماذج اللغات الكبيرة" الأخرى مثل نموذج "جي بي تي" (GPT) من شركة "أوبن إي آيه"، وهو النموذج الأكثر شهرة حاليًا في الولايات المتحدة وخارجها، يعتبر "بالم 2" نموذجًا للذكاء الاصطناعي للأغراض العامة، أي أنه يمكن استخدامه لتشغيل روبوتات الدردشة على غرار ChatGPT، كما يمكن استخدامه في الترجمة بين اللغات أو كتابة البرامج الحاسوبية أو حتى تحليل الصور والتفاعل معها. وبالاعتماد على الإمكانات التي يوفرها هذا النموذج الجديد، ودمجه في محرك البحث، فإنه يمكن للمستخدم طرح سؤال باللغة الإنجليزية حول مطعم في بلغاريا، وسيكون النظام قادرًا على البحث في الويب عن الردود البلغارية، والعثور على إجابة، ثم ترجمة الإجابة إلى اللغة الإنجليزية.  كما سيكون النموذج ذو فائدة كبيرة في التسوق وتقييم المنتجات.

كما يتيح النموذج الجديد الفرصة للمستخدمين لمواصلة طرح الأسئلة في المحادثات، على خلاف النموذج الذي طرحه أوبن إيه آي، والذي أعلن عن الحد من عدد الأسئلة التي يمكن للمستخدم طرحها في الجلسة الواحدة. كما يبدو أن قدرات النموذج اللغوية ستكون غير مسبوقة، إذ قال الرئيس المشارك في مشروع بالم 2، سلاف بيتروف، إن النموذج متعدد اللغات وهو قادر على فهم التعبيرات الاصطلاحية التي تنطوي على معانٍ ضمنية، وقد عزا مهندسون في الشركة قدرات النموذج اللغوية الهائلة إلى تدريبه على بيانات كثيرة بلغات أخرى غير الإنجليزية.

وبحسب بيتروف، فإن ثورة الشبكة العصبية التي نشهدها الآن قد بدأت منذ حوالي عقد من الزمن، وكانت جوجل في الطليعة في هذا المجال". وقال بيتروف إن الابتكارات الفارقة الحاصلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك "النماذج التحويلية التوليدية المدربة مسبقًا" [Generative Pre-Trained Transformer]، قد جاءت بفضل الأبحاث التي قامت بها الشركة.

وأضاف: "نحن متحمسون حقًا لإتاحة هذه النماذج على نطاق واسع للمستخدمين، لأننا نريد أن نرى ما يمكن أن يفعله الناس بها ومدى استفادتهم منها"، مشيرًا إلى أن جوجل على قناعة بأن هذا النموذج المتطور سيفتح الكثير من الفرص للقيام بأشياء كان يُعتقد سابقًا أنها ضرب من الخيال وبعيدة المنال. 

ولعل الطريقة الأكثر وضوحًا لكيفية التفاعل والاستفادة من تقنية "بالم 2"، ستكون عبر برنامج الدردشة الآلي في نموذج "بارد" (Bard) من جوجل، والذي سيتاح لعامة المستخدمين لأول مرة عل نطاق عالمي. ولتحقيق أقصى استفادة من إمكانات "بالم 2" لأوسع نطاق من المستخدمين، فإن النموذج سيتوفر باللغتين اليابانية والكورية، بالإضافة إلى الإنجليزية، ضمن خطة أوسع لتوفير النموذج بأكثر من 40 لغة في المستقبل القريب. 

نتالبي
يمكن استخدام بالم 2  لتشغيل روبوتات الدردشة وفي الترجمة أو كتابة البرامج الحاسوبية أو حتى تحليل الصور والتفاعل معها. (GETTY)

كما يمكن لمستخدمي نموذج الدردشة الجديد من جوجل، والذي يعتمد على الإمكانات الهائلة التي يوفرها "بالم 2"، على إرسال الصورة للنموذج، وتقديم طلب ما بناء على العناصر الموجودة في الصورة. فعلى سبيل المثال، يمكن إرسال صورة من رف على المطبخ، عليه عدد من مكونات الطعام المختلفة، ويمكن سؤال النموذج إن كان بوسعه إعداد وصفة جديدة بناء على العناصر الموجودة في الصورة. وجدير بالذكر هنا أن شركة "أوبن إيه آي" قد وعدت بطرح هذه الخدمة، والتي أطلقت عليها اسم تقنية الذكاء الاصطناعي "متعددة الوسائط" (MultiModal). وفي حين أن الآية قد انقلبت في هذا السياق، باعتبار أن جوجل تسعى إلى تقليد شركة أصغر منها وأحدث، إلا أن الفرق الذي ستوفّره جوجل هو بالمبادرة إلى طرح هذه الميزة لعموم المستخدمين، بخلاف ما هو حاصل في الشركات المنافسة الأصغر منها. 

وقد أتاحت غوغل للمستخدمين فرصة تجربة بالم 2 وخصائصه ضمن مبادرة غوغل لابس، التي أطلقتها الشركة والتي تقدم لمحة عن جديد ابتكاراتها وتتيح الفرصة للمستخدمين لتجربتها قبل إطلاقها رسميًا. 

ميزة "Duet AI" من جوجل 

في ميزة جديدة تطلق عليها الشركة اسم "Duet AI"  (دويت إيه آي)، سيتمكن مستخدمو تطبيقات "جيميل" (Gmail) المكتبية من جوجل من توظيف نموذج "بالم 2" في مهام العمل ليتولى مهام كتابة النصوص ومشاركتها وتحريرها، وبناء جداول البيانات وتحليلها، وتوليد الصور التي يمكن استخدامها في العروض التقديمية بشكل تلقائي، إذ يحلل النموذج الأفكار الواردة في الشرائح ويبتكر صورًا بتقنية الذكاء الاصطناعي مناسبة لأغراضك. 

لكنّ جوجل اضطرت إلى التنويه بأن النموذج ليس إلا "أداة مساعدة" في الكتابة الإبداعية، وليس المقصود منها أن تقدم كتابة واقعية، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة "إخلاء مسؤولية" من طرف جوجل، تشي بالمخاطر التي ما تزال مرتبطة باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي على مستوى دقّة المعلومات أو جنوح النموذج أحيانًا إلى فبركة معلومات غير موجودة في الواقع. 

ومن أجل تجاوز مشكلة جنوح النموذج أيضًا، فقد أعلنت الشركة أن النموذج الجديد سيقدم روابط للمصادر التي يقدم المعلومات منها ضمن إجاباته.