27-مايو-2024
مقاطعة مهرجان موازين

دعا ناشطون لمقاطعة المهرجان تضامنًا مع غزة (إكس)

يُعتبر "مهرجان موازين" من أهم التظاهرات الفنية والموسيقية في المغرب والعالم العربي عمومًا. ولكنه أيضًا يعد أحد أكثر المهرجانات إثارةً للجدل في المغرب بسبب ما يُنفق عليه من أموال هائلة في وقت يعاني فيه الشعب المغربي من أزمات اقتصادية مختلفة، وارتفاع مستويات البطالة، إضافةً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وغيره.

وفي كل دورة جديدة، يدعو ناشطون ومواطنون مغاربة إلى مقاطعة المهرجان بوصفه نموذجًا واضحًا لتنكّر الحكومة لمعاناتهم وتجاهل ما تمر به البلاد من أزمات، مقابل تخصيص أموال طائلة لهذا الحدث.

وأطلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، حملة لمقاطعة المهرجان الذي ستُقام دورته التاسعة عشرة في مدينتي الرباط وسلا خلال الفترة ما بين 21 و29 حزيران/يونيو المقبل، بعد غياب ثلاث سنوات نتيجة جائحة كورونا، بسبب ميزانيته الضخمة التي يذهب جزء كبير منها كأجور للفنانين.

انتقد ناشطون القائمين على المهرجان الذين يتجاهلون ما يحدث في غزة من جرائم وفظائع يومية

واختار الناشطون من "لا ترقص على جرح إخوانك" عنوانًا لحملتهم هذه. وتحت هذا الوسم، دعا الناشطون إلى تخصيص الأموال التي ستُنفق على الحفلات الموسيقية وأجور الفنانين الخيالية لمساعدة ضحايا زلزال الحوز، وتحسين مستوى جودة التعليم الذي يشهد سلسلة انهيارات متواصلة، وتطوير قطاع الصحة والبنية التحتية.

ولكن دوافع مقاطعة المهرجان لم تقتصر في هذا العام على الأسباب السابقة، حيث تصدّرت حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزة، منذ 234 يومًا، قائمة دوافع مقاطعة المهرجان.  

وإلى جانب لا "ترقص على جرح إخوانك"، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي شعار آخر للمقاطعة "لا ترقصوا على جراحهم"، في إشارة إلى ما يتعرض له أهالي قطاع غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

انطلقت الحملة تعبيرًا عن تضامن المغاربة مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يتعرّض له ويمر به من منذ 234 يومًا استُشهد خلالها زهاء 36 ألف فلسطيني وأُصيب أكثر من 80 ألف شخص، عدا عن آلاف المفقودين أصحاب المصير المجهول.

وتحت هذين الوسمين، ووسوم أخرى، انتقد الناشطون المهرجان والقائمين عليه الذين يتجاهلون ما يحدث في غزة من جرائم يومية تُرتكب على مدار الساعة، كما سبق وتجاهلوا الفقر والبؤس في المغرب.

وتساءل ناشطون عما إذا كان هذا الوقت المناسب لعقد المهرجان بينما لا يزال أهالي الحوز يعانون من تداعيات الزلزال، ويُقتل أهالي قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر في حرب وحشية تشنها "إسرائيل" بدعم أميركي.

واعتبر الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الإله بن كيران، أن إقامة المهرجان "عيب وعار"، مؤكدًا أن الوقت غير مناسب لإقامة المهرجانات والاحتفالات بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ردًّا على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تصاعدت الدعوات لمقاطعة المهرجانات والتظاهرات الفنية والموسيقية التي تتجاهل ما يحدث في غزة من إبادة جماعية، أو تجمعها علاقات بشركات ومؤسسات على علاقة بدول الاحتلال وتدعم عدوانها، سواء داخل العالم العربي أو خارجه.