01-يونيو-2024
تتبنى أحزاب اليمين واليمين المتطرف في فرنسا خطابًا عنصريًا تجاه الجزائر (AFP)

تتبنى أحزاب اليمين واليمين المتطرف في فرنسا خطابًا عنصريًا تجاه الجزائر (AFP)

أثارت تغريدة نشرها الحزب الجمهوري في فرنسا، تعليقًا على تقديم الجزائر لباريس قائمة في مجموعة من الممتلكات المسلوبة منذ الحقبة الاستعمارية، من أجل استعادتها في إطار عمل "اللجنة المشتركة الجزائرية- الفرنسية للتاريخ والذاكرة"، موجة غضب واسع ونقاشات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونشر الحزب اليميني منشورًا في حسابه الرسمي على منصة "إكس" موجهًا للجزائر، يقول "يجب إن تستعيدوا كل شيء، الجيد والسيئ: المجرمون، المدانون، المهاجرون غير الشرعيين"، بحسب ما ورد.

المنشور العنصري من الحزب الجمهوري الفرنسي، جاء بعد طلب الجزائر استعاة ممتلكات مسلوبة في فرنسا

وردًا على منشور الحزب الجمهوري، قالت النائبة صابرينا صبيحي عن قائمة "الخضر" إنها قررت مع زملائها ليو والتر وسمية بورواحا، التواصل مع المدعي العام بخصوص "هذا المنشور سيئ السمعة على تويتر من الحزب الجمهوري"، مؤكدةً أنه "لن يكون هناك مجالًا أبدًا لكراهية الأجانب والكراهية المبتذلة في بلدنا".

 بدوره، وجه النائب عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري أنطوان ليومينت، خطابًا للحزب الجمهوري، قائلًا: "لقد انتهت الحرب، وكذلك انتهى الاستعمار. استوعبوها مرة واحدة وإلى الأبد. واتركونا وشأننا من قصصكم العنصرية القديمة".

أما القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، فالنتن ناربوناز، فاعتبر منشور الحزب الجمهوري، عبارة عن " منشور ينم عن كراهية عميقة"، وأضاف: "العنصرية جريمة ولن يكون لها رأي أبدًا". 

من جهته، ابتعد رئيس إقليم فرنسا العليا في الحزب الجمهوري كزافييه برتراند، بنفسه عن المنشور، وأدان "بشدة التغريدة التي لا تعكس قيم أو تاريخ الجمهوريين"، وأضاف: " لا تسمح لنا أي حسابات انتخابية بإهانة بلد وشعبه، مهما كانت الاختلافات"، وطالب بسحب المنشور.

أما الصحفي الفرنسي ايدوي بلينيل، أحد مؤسسي موقع "ميديا بارت" الاستقصائي، فكتب منشورًا في حسابه على منصة "إكس"، جاء فيه: "منذ ساركوزي، الذي روج للهوية ضد المساواة، تحول اليمين الديغولي القديم نحو اليمين المتطرف".

وأضاف: "حتمًا رسالة الجمهوريين هذه، هي في نفس الوقت عنصرية واستعمارية وكارهة للأجانب".

من جهته، اعتبر الرئيس الفخري لجمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية، توفيق تهاني، أنّ "الجمهوريين ينافسون مارين لوبان على العنصرية". 

بالمقابل، علق القيادي في الحزب الجمهوري إريك سيوتي، على الطلب الجزائري قائلًا: "دعونا نرسل أيضًا إلى الجزائر قائمة المجرمين الذين يجب عليهم إعادتهم إليها"، بحسب تعبيره.

أما حفيدة مؤسس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة جان ماري لوبان، النائبة ماريون ماريشال لوبان، فأيدت ما ذهب إليه منشور الحزب الجمهوري، قائلةً: "سوف نقوم أولًا بترحيل المقيمين غير الشرعيين من الجزائر والمجرمين والعاطلين عن العمل منذ فترة طويلة".

يذكر أنّ الجزائر تقدمت بقائمة الممتلكات التي تحتفظ بها فرنسا منذ الحقبة الاستعمارية من أجل استعادتها في إطار عمل "اللجنة المشتركة الجزائرية- الفرنسية للتاريخ والذاكرة"، ووافق عليها الجانب الفرنسي في اللجنة بالإجماع، والتزم بتقديم الموافقة إلى الرئيس الفرنسي، من "أجل عودة هذه الممتلكات إلى بلدها الأصلي في أقرب وقت ممكن"، بحسب بيان أصدرته اللجنة الإثنين الماضي.