04-يناير-2017

الفنانين نادين صعب ومحمد المجذوب في كواليس برنامج "حرب النجوم" (من صفحة البرنامج)

تُجسّد قناة "الجديد" الحرب الدائرة بين النجوم على الساحة الفنية داخل حلبة مصارعة. قفص وشباك تفضي إلى مساحة مربعة مخصصة للمبارزة، من حولها حدود فاصلة عن الجمهور وفي وسطها كلمة "the Ring"، أي الحلبة، تُباعد بين الفنانَين-الخصمين. إسقاط المحطة اللبنانية، عبر برنامج "حرب النجوم the ring"، فعل الغناء على المصارعة كرياضة عنيفة لإظهار "ضراوةٍ" ما، أو العكس بإعطاء المصارعة شكلًا جديدًا بالتباري على أداء الأغنيات، كان صادمًا للمشاهد اللبناني.

برنامج "حرب النجوم" على قناة "الجديد" يقدّس العنف في المبارزة الغنائية ويقدم للمشاهدين مادة تفقد الفن ميزته حسب الكثيرين

هل تُجاري القناة بذلك "سيكولوجية" الجمهور التي تعتاد العنف، أو تفتح للعنف نافذةً تفضي إلى أفق آخر؟. لا يمكن في واقع الأمر القراءة في النوايا، لكن الملموس الذي ينطلق به البرنامج إن لم يبدُ نافرًا وصادمًا فسيرى فيه المشاهد مبالغةً "ثقيلة الدم" لافتعال الحماس وليس إشعاله، خصوصًا وأن النجمين المشاركين في كل حلقة سيعمدان إلى "التحمية" كلّ على حدة، في تهديد ووعيد يتراوح بين "حكسّرك" و"حاعملك ملوخية بالأرانب".

الدخول إلى الحلبة التي تُغدَق عليها الأنوار وتنحسر عن الجمهور، شكلٌ آخر من أشكال المزج "المتنافر" بين عنف "الملاكمة" و"رهافة" الغناء. فالمقدّم الذي يلعب دور الحكم هو الملحن اللبناني هيثم زيّاد، الذي لا يصح القول فيه إلا أنه الشخص المناسب ولكن ليس في المكان المناسب. فشخصية زيّاد الهادئة تبدو بعيدة عن الأداء المطلوب منه لجهة الدخول السريع بين الشِباك و"لكْم" الهواء بعنف تماشيًا مع أجواء البرنامج، دون أن يلغي ما تقدّم أهمّية "الاحتكام" إليه كحكم مُتمرّس في مجال الغناء والألحان لضبط الفقرات وتصويب الأمور والتدخل غناءً كلّما دعت الحاجة، ما يعني أن اختيار أي إعلامي مبتدئ أو مخضرم سينسف البرنامج ومفهومه ويظهره "دخيلًا" عاجزًا عن التدخّل ولعب الدور المطلوب منه.

اقرأ/ي: أزمة "النهار" في الـ2017.. إنهاء عمل 100 موظف؟

المتبارون الذين يدخلون "الحلبة" لخوض المعركة جولةً تلو أخرى على أمل الفوز بجائزة مالية تُمنح لإحدى الجمعيات الخيرية فيما بعد، يتماهون مع الجو العام في الزيّ "الأوّلي" والسلام. في جلوسهم على "طرفي نقيض" كل إلى جانبه مدربه الخاص، الذي يُساعده عند الضرورة ويُذكّره بقواعد اللعبة كلّما لزم الأمر. إلى ذلك، تظهر المفاجأة وسط "فانتازميات" الرعب والتشويق في شكل البرنامج، الذي يستضيف نجومًا ذات مواهب فنية حقيقية، لكنه لم يبتكر جديدًا في فقراته.

فسوق عكاظ "ماركة" لم تعد مسجّلة لأي برنامج بعد أن تناقلها الكثيرون، وغناء أغنية على لحن أخرى امتحان صعب للفنانين لكنه غير "تعجيزي" بعد أن نُفّذ في برامج فنية سابقة، أما اختبار ذاكرة المشاركين بعزف لحن إحدى الأغنيات كـ"حزورة" يكون حلّها في اكتشاف اسم الأغنية فتلك لعبة أكلت عليها البرامج وشربت منذ عقود. ما يُغطي على ضعف البرنامج الذي يمنحه اسمه وهجًا مصطنعًا، تغذيها "الحماوة" المفتعلة دون طائل، خصوصًا وأن الأجواء الودّية تسيطر على المشهد فلا تفسد "الملاكمة" للودّ قضية، هو الاختيار الصائب لضيوف الحلقات.

قد لا تكون هذه القاعدة منزّهة من الشوائب، إلا أن "السلطنة" واقعة حكمًا في مباريات كتلك التي جمعت شذا حسون، آدم، نادين صعب، محمد المجذوب، ملحم زين، سعدون جابر.. الغناء المباشر، والذي لا يجرؤ على المشاركة فيه المتطفلون على الفن، يكشف "ذهب" الأصوات المشاركة في الحلقات لكنه حتى الآن لم يجذب ما يكفي من المستمعين، فمشاهدة البرنامج لا تزال منخفضة.

اقرأ/ي أيضًا:

نصر الله حين يطبق قبضته على تلفزيون لبنان

برامج الصباح اللبنانية.. ديكور إتيكيت و"لتلتة"