28-أبريل-2021

لوحة لـ فادي الشمعة/ لبنان

البرد القارس

يتأمل بعيدًا

الحروف هنا صغيرة

هؤلاء الأوغاد

لفظة واحدة متواصلة

الوصف دون الحقائق

بعيد عن البيت

غيظ مشروع

حتى القدمين

إنما بالصرخات

البأس غير ظاهر الآن

القبول بها

حين كاد الشيء أن يهزم حتى الموت

هكذا جاء في المراجع.

*

 

كيف لرجل وحيد أن يشفق على مدينة بكاملها؟

ارتكز إلى هذه النافذة وأدخن وللناظر من بعيد يراني وقد ارتديتها

أدخن وكأن بيدي صفارة والشارع فارغ وكأن صفارتي أفرغته.

*

 

الروح عالقة خلف كتلة المدينة

تحلم بأن تسحق في مرج بعيد

إنها الرابعة أو الخامسة فجرًا

أصابع اطفال تخرج من ثقوب الحروب المتكررة لتلعب

بائع الجرائد يلهث من حمله

أجساد تخرج لتشبع وجودها

بافتراضات محددة.

*

 

في الطابق الثالث مشغلي

في الطابق الرابع تسكن عاملات أجنبيات

ألقي عليهم التحية ويَرْدُدْنَ بالمثل

في الطابق الثاني يشتغل طبيب وزوجته وبائع ماكينات خياطة وابنته

نستعمل السلم نفسه

نتنفس الهواء المقيت نفسه

للبناء موقف سيارات تسكنه شجرة وعائلة من الجرذان طردت الهررة من المكان

في الليل لا يمر القطار

وإن نظرت للسماء لن تراها

فقط الخياط الذي يعمل ليلًا أرى الدبابيس تلمع في فمه

ثم يغلق الستارة.

*

 

أنظر في المرآة بينما هي نائمة، هل هذه هي قساوة الحياة. على الكرسي دمية من قماش لا تشبه أحدنا.

*

 

أحدهم

فتح الباب

الضوء الذي دخل كان لعابًا

الضوء الذي كان لعابًا التهم نصف الغرفة

الآن أمتلك

نصف طاولة

نصف كرسي

نصف لوحة

نصف أحدهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كاري وليامز كليفورد: سحابة من الكآبة تأخذ شكلًا في الغرفة

مندوب المبيعات عاشقًا