19-نوفمبر-2015

لم يعد التخرج حلم طلاب جامعة الفرات (أ.ف.ب)

يعاني طلاب جامعة الفرات في محافظة دير الزور السورية أوضاعًا استثنائية، بسبب سيطرة تنظيم "داعش" على أغلب المحافظة بنواحيها وطرق مواصلاتها وإطباقه حصارًا على أهالي المدينة والريف على حد سواء، وكان لطلاب الجامعات حصة كبيرة من هذه المعاناة لعامين دراسيين متتاليين.

مفاجآت طريق السفر

اعتبر تنظيم "داعش" أن دراسة بعض العلوم ضرب من "الكفر" وتمت معاقبة الطلبة عن طريق "الحسبة"

أخبرنا طلاب يدرسون في جامعة الفرات بدير الزور ومقيمون في دمشق أن "الحواجز التابعة لتنظيم داعش كانت تستوقف الحافلات التي تحمل طلاب الجامعة وتفتش عن المواد "الكافرة"، مثل علب السجائر والأغاني والصور في الهواتف النقالة". كان الطلاب يجمعون "بطاقات الذاكرة" الخاصة بالهواتف وعلب السجائر في أكياس ويخبؤونها بعناية وحرص كي لا تقع بين يدي مقاتلي التنظيم أثناء التفتيش.

أما بالنسبة إلى تصنيف "داعش" للفروع الدراسية في الجامعة، فقد اعتبروا أن دراسة بعض العلوم ضرب من "الكفر" وتمت معاقبة الطلبة عن طريق "الحسبة"، وهي الشرطة لدى تنظيم الدولة في العراق والشام. أما الطالبات فكن يتعرضن للعقاب بسبب عدم وجود "محرم" معهن. في هذا الإطار، قامت "داعش" بإعدام عشرات الطلاب في دير الزور بسبب علب السجائر أو العثور على أغاني في هواتفهم أو لتنقل الطالبة للدراسة دون محرم وهو ما تسبب في عزوف الطلاب عن الدراسة أو محاولتهم الانتقال إلى جامعة دمشق أو جامعة حلب.

جامعة الفرات الحكومية شبه مغلقة

إضافة إلى ممارسات وحصار "داعش"، عانى طلاب جامعة الفرات من ممارسات وحصار آخر من قبل النظام فغياب الأساتذة قد سبب إغلاق جامعة الفرات الحكومية بشكل شبه كامل، وبات على الطلاب أن يجدوا مخرجًا للخروج من جحيم وتجاوزات النظام من ناحية والفرار من سيطرة "داعش" عن طريق الهروب برًا باتجاه دمشق.

وصل سعر تذكرة السفر بالطائرة من دير الزور إلى دمشق إلى مائتي ألف ليرة سورية للشخص لذلك لم يستطع أغلبية الطلاب السفر بالطائرة كما لا تستطيع الطالبات السفر برًا دون محرم، وهكذا لم يعد التخرج من الجامعة حلم الطلبة بل بات حلم الخروج من دير الزور بأمان هاجسهم اليومي.

أغلقت جامعة الفرات الحكومية في المدينة أبوابها تقريبًا بسبب خروج الأساتذة منها، وبسبب سوء الأوضاع عمومًا، ولم يتمكن الطلاب من متابعة الدراسة في السنة 2014 - 2015. ومنهم من لم يتمكن من الحصول على الموافقة للسفر بالطائرة من دير الزور إلى دمشق في ظل قيام "داعش" بمنع السفر على الفتيات دون عمر الأربعين.

وهكذا، بين ابتزاز العسكر في النظام وتعاليم "داعش" السوداء، ضاع مستقبل وحلم الطلاب بإتمام دراستهم. والآن، يبقى مصير سبعة وسبعين ألف طالب جامعي في جامعة الفرات مجهولًا، منهم 8586 طالبًا في كلية الحقوق و4102 طالب في كلية الاقتصاد و1884 طالبًا في كلية التربية.

اقرأ/ي أيضًا:

المدن الجامعية في سوريا..أرهقتها الحرب

طلبة الرقة في مواجهة "داعش"