24-مايو-2024
الصين تناور في تايوان

(Getty) التدريبات التي جرت، يوم الجمعة، تختبر قدرة جيشها على "الاستيلاء على السلطة" واحتلال مناطق رئيسية، تماشيًا مع هدف بكين النهائي المتمثل في ضم تايوان

بدأت الصين يومها الثاني من المناورات العسكرية الموجهة إلى تايوان، لتختبر هذه المرة قدرة جيشها على "الاستيلاء على السلطة"، فيما تقول إنه عقاب على "الأعمال الانفصالية" بعد تنصيب الرئيس الجديد للجزيرة، يوم الإثنين.

وتم الإعلان فجأة عن التدريبات، التي تشمل وحدات عسكرية صينية من القوات الجوية والقوة الصاروخية والبحرية والجيش وخفر السواحل، صباح الخميس، مع خرائط تظهر خمس مناطق مستهدفة تقريبية في البحر المحيط بجزيرة تايوان الرئيسية. واستهدفت مناطق أخرى أيضًا جزر تايوان البحرية القريبة من البر الرئيسي الصيني.

وقالت وزارة الدفاع الصينية إن التدريبات التي جرت، يوم الجمعة، تختبر قدرة جيشها على "الاستيلاء على السلطة" واحتلال مناطق رئيسية، تماشيًا مع هدف بكين النهائي المتمثل في ضم تايوان.

المناورة العسكرية الصينية، تصنف كمحاولة لإعلان موقف من الرئيس الجديد لتايوان

وترفض حكومة تايوان احتمال الحكم الصيني، لكن حاكم الصين شي جين بينغ لم يستبعد استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة. وزعمت المخابرات الغربية أن شي طلب من جيش التحرير الشعبي أن يكون قادرًا على الغزو بحلول عام 2027.

وقال خفر السواحل الصيني، يوم الجمعة، إنه أجرى "تدريبات على إنفاذ القانون" قبالة الساحل الشرقي لتايوان. وذكرت "رويترز" نقلًا عن مسؤول أمني تايواني أن هذه التدريبات شملت "عمليات تفتيش وهمية" للقوارب المدنية. وقال المسؤول نفسه إن الجيش الصيني نفذ هجمات وهمية على السفن الأجنبية في قناة باشي، التي تمتد بين تايوان والفلبين، وأن حوالي 24 طائرة حربية اقتربت من تايوان، لكن لم يدخل أي منها منطقة تايوان المتاخمة الممتدة على بعد 24 ميلًا بحريًا من الشاطئ.

وشوهدت أيضًا ثلاث سفن تابعة لخفر السواحل الصيني على الأقل قبالة جنوب غرب تايوان، وفقًا لمتتبعي السفن عبر الإنترنت.

وبعد ظهر الخميس، قال الجيش الصيني إن طائرات مقاتلة تحمل صواريخ حية نفذت بنجاح "ضربات وهمية" على أهداف عسكرية تايوانية، لكن التدريبات حتى الآن أصغر حجمًا من تلك التي أجريت في عامي 2022 و2023. ولم تعلن بكين عن أي مناطق حظر طيران. ولم تُستَخدم الذخيرة الحية إلا في مناطق التدريب بالبر الرئيسي الصيني، وفقًا للجيش التايواني.

وقالت الوزارة إن الصين أرسلت 19 سفينة حربية حول محيط تايوان، و16 سفينة تابعة للشرطة البحرية و49 طائرة حربية، عبرت 35 منها خط الوسط، وهو الحدود الفعلية بين الصين وتايوان.

وردًا على ذلك، أرسلت تايوان طائراتها، ووضعت قواتها في حالة تأهب، ونقلت أنظمة الصواريخ المضادة للسفن إلى المناطق الساحلية.

وتضمنت الدعاية التي أنتجها الجيش الصيني ذكر عائلة صواريخه الباليستية من طراز دونغفنغ، ولكن لم تكن هناك أي اقتراحات باستخدامها في التدريبات. وسلطت الرسوم المتحركة التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية يوم الجمعة الضوء على مدن تايبيه وهوالين وتايتشونج وكاوشيونغ كأهداف.

ومن قاعدة عسكرية في تاو يوان، قال رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ تي، يوم الخميس، إنه يثق بقدرة الجيش على حماية تايوان.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، يوم الجمعة، إن التدريبات "مشروعة، وفي الوقت المناسب وضرورية تمامًا، إذ لا يمكن التسامح مع أفعال استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، يوم الخميس، في مؤتمر صحفي دوري: "ستُترك قوى استقلال تايوان مكسورة الرأس، وتسيل الدماء بعد اصطدامها بالاتجاه العظيم المتمثل في تحقيق الصين للتوحيد الكامل"، بحسب تعبيره.

وتم تنصيب لاي رئيسًا لتايوان يوم الإثنين بعد فوزها في الانتخابات التي جرت في كانون الثاني/يناير. وينتمي لاي وسابقته تساي إنج وين إلى الحزب التقدمي الديمقراطي المؤيد للسيادة والذي تعتبره بكين انفصاليًا. ونصب لاي (64 عامًا)، وهو طبيب سابق ونائب رئيس، إلى جانب نائبة الرئيس الجديدة هسياو بي-كيم، التي شغلت مؤخرًا منصب كبيرة مبعوثي تايوان إلى الولايات المتحدة.

وفي خطاب تنصيبه أكد لاي على سيادة تايوان، ووعد بالدفاع عنها، وحث الصين على إنهاء الأعمال العدائية. وقالت افتتاحية وكالة الأنباء الصينية إن خطابه كان "استفزازًا خطيرًا" وأن الإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين "حتمية".

الصين وتايوان

ماذا يجري؟

قالت قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني إنها بدأت تدريبات عسكرية مشتركة تشمل الجيش والبحرية والقوات الجوية والقوات الصاروخية في المناطق المحيطة بتايوان في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس.

وتجري التدريبات في مضيق تايوان، وهو مسطح مائي ضيق يفصل الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي عن البر الرئيسي للصين، وكذلك في شمال وجنوب وشرق تايوان.

وقالت القيادة في بيان لها إنها تجري أيضًا في مناطق حول جزر كينمن وماتسو وووتشيو ودونغين النائية في تايوان، والواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للصين.

ووصف الكولونيل البحري لي شي، المتحدث باسم القيادة، التدريبات بأنها "عقاب قوي على الأعمال الانفصالية لقوى استقلال تايوان وتحذير جدي من التدخل والاستفزاز من قبل قوى خارجية".

يشار إلى أن التدريبات العسكرية التي تجريها الصين غالبًا ما تهدف إلى لفت انتباه الجمهور، بالإضافة للإشارة إلى النوايا على المستوى الدولي. وغطت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بشكل مكثف تدريبات الخميس، بينما نشر الجيش أيضًا لقطات لإحدى سفنه على وسائل التواصل الاجتماعي. وانتشرت التدريبات بعد ذلك على نطاق واسع على شبكة الإنترنت الصينية.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إنها أرسلت قوات بحرية وجوية وبرية للرد على التدريبات الصينية. وأعربت عن أسفها لمثل هذه الاستفزازات والأفعال غير العقلانية التي تقوض السلام والاستقرار الإقليميين.

وقال المكتب الرئاسي للجزيرة في بيان إنه "واثق وقادر على الدفاع عن الأمن القومي"، متهمًا الصين "باستخدام الاستفزازات العسكرية الأحادية الجانب لتهديد الديمقراطية والحرية في تايوان".