15-سبتمبر-2023
 لوحة لـ جوزيف سيما

لوحة لـ جوزيف سيما/ تشيكوسلوفاكيا

أريد أن أكون بيتًا لابنتي

ولكنني في كل مرة أمشط شعرها

أجدها تفتح لي باب الحياة

أمشط شعرها وأحسب سنين عمري

أين كان قلبي قبل أن ألمس شعرها؟

 

"أحبك للأبد"، يقولون 

فماذا أفعل بكل هذا الأبد في قلبي،

في هذا العالم المؤقت؟

 

بلا سقف تستمر الحرب

وكأنها الأبد

بلا توقف يأكل الموت

كل.. كل أحد

أتابع نشرة الأخبار وأفكر بكِ 

هل أحضرتك إلى المكان الخطأ؟

 

تقولين: "أحبك ماما إلى الأبد"

وأتوجع

فهل خدعني الأبد وخدعتك؟

لكنه حقيقيٌ جدًا

ها أنا أحمله هنا بين يدي

أُنظرِ!

حبٌ كبيرٌ خائف العينين

أليس هذا هو الأبد؟

 

أريد لوقتنا ألا ينتهي،

فهل هذا ممكن يا الله؟

وإن حصل ومتنا

فكل ما أريده مكانًا لنا معًا

 فيه رائحة بيتنا

والكثير من صورنا 

فهل هذا كثيرٌ يا الله؟

 

قالوا لي أن عليّ أن أُرضعك طويلًا

أن أثقب أذنك مبكرًا

أن أسميك اسمًا سهلًا

أن أعاقبك أو لا أعاقبك

أن أقص شعرك كثيرًا

أن أفركك بزيت الزيتون كي يشتد عودك

وكل ما كنت أريده أن أكون

شجرتك المفضلة.

 

 لدي كل شيء لأكون شجرتك

رتبت نفسي جيدًا من أجلك

الظلال والثمار وجذعًا صلبًا تستندين إليه

ولكنك زرعت مرةً شجرة

وقلتِ إنها ستكون شجرة الكعك

"سنأكله معًا"، وعدتني

"سيكون لذيذًا"، أكدتِ لي.

 

وضعتني في صوتك وأغلقتِ الباب

ففقدت قدرتي على أن أكون شجرة

رتبتِ لي مكاني بكلمتين

"شجرة الكعك" 

أنا التي قضيت سنينًا لا أعرف أين مكاني؟

من أنا؟ وماذا يريد العالم مني؟

 

إنني مجرد قلب، أليس كذلك؟

قلبٌ بيدين طويلتين

ملتفٌ حول شجرتك

متكئٌ على صوتك عندما يشتهيها

غارقٌ في لُعاب فمك عندما تقولينها بثقة

" شجرة الكعك"

هل هذا هو الأبد؟

 

 قالوا لي من الأفضل أن تشاركيني السرير

لأنك صغيرة

وأعطوني جدولًا زمنيًا حتى لا أسمح لك بالتعلق بي

لأنك صغيرة 

قالوا لا بأس إن لم تأكلي طبقك كاملًا

مرة أخرى.. لأنك صغيرة

وقالوا إنني سأخلق طفلةً عنيدة،

ذكية، 

غبية،

لطيفة،

خائفة،

مدللة أو قوية، لا أتذكر.

 

قالوا لا تفعلي هذا وافعلي ذاك

ولكنني لا أعرف كيف أفعل أيًا من هذه الأشياء

أنا فقط فتحت باب الحياة للتو 

لقد لمست شعرك

و بلا أبدٍ كنت 

وها أنا الآن أبكي لأجد طريقة ما

لتكوني أنت أبدي

فهل تساعدني مراقبة ساعات نومك وطريقة أكلك؟

 

هل تساعدني الرقة؟ أم القسوة؟

فأنا لست رقيقة ولست حادة

لكنني اكتشفت الكثير من الضوء حالًا

لقد وجدت سببًا رائعًا للهروب من كل أوجاعي

واستبدالها بوجعٍ جديد

وجعٌ جميل، شعره طويل وعينيه واسعتين

ومليءٌ بالضوء

يقول: "أحبك ماما إلى الأبد"

فيعطيني كل الأسباب الصحيحة للحزن 

يعطيني كل الأسباب الدقيقة للسعادة.

 

أنا جديدةٌ هنا وخائفة

لقد أخبروني الكثير 

ولكن أحدًا لم يخبرني 

كيف يمكننا أن نخزن الضوء في علبة

أن نسمع صوته عندما يلمس وجوهنا بعد شتاء

أريد أن أعرف ماذا يقول الضوء لوجهي عندما يلمسه

وهذا فقط كل ما أحتاجه لأكون أمًا

أمٌ تجيد التصرف مع حبها

تمسك الأبد من يده بثقة

تضع يده الأخرى على قلبها

عله يعرفُ الطريق

عله يأتي ليجلس معنا

عند شجرة الكعك

"سنأكله معًا"، وعدتني

"سيكون لذيذًا"، أكدتِ لي.