13-فبراير-2024
مراسل ومدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح مودّعًا ابنه الصحفي حمزة الذي استُشهد برفقة الصحفي مصطفى ثريا في خان يونس

(Getty) يعمل صحفيو غزة في ظروف هي الأسوأ على الإطلاق

قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الثلاثاء، إن معاناة الصحفيين في غزة لا تُصدّق، مؤكدةً أنهم يتعرّضون لخسائر مروّعة في وقت تتضاعف فيه أهمية دورهم أكثر من أي وقت مضى، وذلك في إشارة إلى العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة بمدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، المكتظة بالنازحين.

وأشارت إلى أن عدد القتلى من العاملين في مجالي الصحافة والإعلام في قطاع غزة، وفق الأرقام الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين، يُعد أكبر في دولة واحدة خلال عام منذ أن بدأت اللجنة في تتبع عمليات قتل الصحفيين في عام 1992.  

وبحسب اللجنة نفسها، فقد قُتل 78 صحفيًا (العدد الأكبر في إحصائية المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الذي أكد مقتل 126 صحفيًا) منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أي خلال 4 أشهر فقط. وهو عدد كبير للغاية، ويتجاوز عدد الصحفيين الذين قُتلوا حول العالم خلال العام الفائت، والذين يقدّر عددهم بـ100 صحفي.

أكدت "فايننشال تايمز" أن الصحفيين في غزة لا يقومون بتغطية ما يجري في القطاع فقط، بل يناضلون من أجل البقاء هم وأسرهم على قيد الحياة

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الهجمات، على الأقل، كانت متعمدة. وأشارت إلى أن التقارير التي تستشهد بها لجنة حماية الصحفيين، هي تقارير موثوقة تؤكد أن العديد من الهجمات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل صحفيين في غزة، كانت متعمدة. كما لفتت إلى تقديم منظمة "مراسلون بلا حدود" شكوتين إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب مشتبه بها ضد الصحفيين في غزة.

وقالت "فايننشال تايمز" إن وفيات الصحفيين في قطاع غزة تتزامن مع مقتل الأطباء وعمال الإغاثة والطوارئ والعاملين وغيرهم من الأشخاص الحيويين لعمل مجتمع غزة.

وأضافت الصحيفة: "في أي صراع، يلعب المراسلون دورًا حيويًا في نقل الفظائع إلى الجماهير العالمية، بما في ذلك صناع القرار الذين يجب أن يقودوا الجهود الدبلوماسية لمحاولة تأمين السلام والجهود المبذولة لتوفير الإغاثة الإنسانية. غالبًا ما يكشفون عن التفاصيل الأولى للجرائم والفظائع التي تشكل فيما بعد أساس اتهامات النيابة العامة".

وأوضحت أن العالم يعتمد على الصحفيين المحليين لتغطية ما يجري بقطاع غزة، في ظل منع "إسرائيل" دخول الصحفيين الأجانب إلا في جولات استعراضية يتم التحكم بها بعناية مع الجيش الإسرائيلي.

وأكدت أنهم يعملون في ظروف هي الأقسى من بين تلك التي شهدها مراسلو الصراع، بحسب وصفها، على الإطلاق، لافتةً إلى أنهم: "أُجبروا هم أنفسهم على ترك منازلهم في القطاع المكتظ بالسكان الذي تقوم القوات الإسرائيلية بتسويته بالأرض. والعديد منهم الآن في رفح".

كما أشارت إلى أنهم لا يعملون فقط، بل يناضلون من أجل البقاء هم وأسرهم على قيد الحياة في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة منذ بدء العدوان.

وشدّدت الصحيفة على أنه: "يجب على الدول الأجنبية أن تكثف ضغوطها على إسرائيل، وعلى مصر في الجنوب، للسماح بوصول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة. وينبغي عليهم الضغط على جميع أطراف النزاع لحماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين، وتذكيرهم بأن استهداف الصحفيين عمدًا يعد جريمة حرب".

واعتبرت أن فقدان الكثير من الصحفيين، وتدمير المكاتب الإعلامية، يُعتبر مثالًا على الضرر الذي لحق بنسيج الحياة البشري والمادي بغزة، مؤكدةً أنه: "من دون وقف فوري لإطلاق النار، لن يتبقى شيء قريبًا".