25-ديسمبر-2022
لوحة لـ فسيفولود شاركو/ أوكرانيا

لوحة لـ فسيفولود شاركو/ أوكرانيا

حاول أن تمشي على عينيك،

قد يبدو الأمرُ غريبًا بعض الشيء

لكنك عندما ترى الأشياءَ أكثر ستسرعُ أكثر،

هكذا..

تتقدّمُ خطوةً أكبر وبنظرةٍ أعمق،

لا أتحدى سلحفاةً

ستسبقني 

ليس بطئًا، لكنني أتعثرُ بسرعتي كثيرًا،

ولا أرى.

*

 

لا تعطي شجرةُ التفاحِ إلا تفاحًا،

شكلُ التفاحة،

طعمُها ولونها،

حتى إن ذبُلَت لن تجدَ طعمًا سوى طعم التفاحِ وإن تعفّن،

هكذا اعتقدْنا الحب. 

*

 

رأيتُك تكتبُ على الصورةِ اسمًا

ظننتُه عاديًّا

لم أكن أعلم أنني كلما سأحاولُ التقاطَ صورة لي

ستسقطُ عن السماءِ ضوءًا. 

*

 

لا أثقُ بخيالاتك التي تترُكها لي،

تختبئُ وتختفي حينًا،

تلاعبُ وحدتي حينًا،

تعبثُ بزجاجةِ العطر ثم تخرجُ مع أنفاسي حينًا

آخر.

لا أثقُ بالخيالاتِ أبدًا

فأنا عندما أبحثُ عنك 

لا أجد بين أشيائي سوى خيالًا لامرأةٍ

تحيكُ لي خيوطَ التعبِ فستانًا للنوم.

*

 

أن تطحن الرماد كل يومٍ 

وتصنع منه خبزًا

ثم تأكلُ بقايا خيطٍ أسود

عالقٍ بين الجوع والشبع 

أن تصل المحطة بلا قدم 

وتجلس بلا ظهر على كرسي فارغ حتى من الهواء 

ثم تمشي فقط لأنك أردت الطيران ثم تذكرت 

أنك بلا قلب 

أنك بلا جناح.

*

 

أنا ورقة خرجتُ من كتاب ميت منذ زمن 

نسيتني الأقلام والمحابر 

والألوان 

خرجت من بين اليدين واضحة 

ومن تحت الأقدام أكثر وضوحًا

أنفر من اللون الأزرق 

يظنون أنني تألمت كثيرًا

فبقي عالقًا أثر الحزن  

أحب اللون الأحمر

أقطع الأحزان كلها وأشرب دمها الأسود. 

*

 

آخر مرة غسلت أمي ملابسها 

نسيت أن تخرجني من جيبها،

شربتُ ماءً رغم تعكره نقيًا ورغم ملوحته حلوًا

وعندما حملتني أمي قالت وهي تضحك:

أنني مثلها لا أقبل القسمة على التعب. 

*

 

أنا ورقةٌ مشاغبة  

يلف الأطفال بي طعامهم 

وبعد أن يأكلوا سندويشاتهم يرمونني مع ضحكاتهم حتى نلعب 

ونشبع 

ورقة حزينة 

كتبها عاشق 

أمسح يديه كل يوم وأبكي. 

أختلط بالأوراق التي تشبهني 

التي لا تشبهني 

أركض مع أوراق الشجر 

أضرب ساقها أحيانًا

وأجلس تحتها أحيانًا أخرى. 

أحمل سرًا من رجل يحكي حكاياته للمرآة 

بقيت على نافذته ليلًا كاملًا خائفة

أن أشبهه!