24-يونيو-2023
gettyimages

خلال الأشهر الماضية تقدمت شعبية مالك فاغنر داخل روسيا بشكلٍ كبير (Getty)

أعلن مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، يوم الجمعة، عن تمرده على القيادة العسكرية الروسية، مشكلًا التحدي الأكبر الداخلي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بحسب استطلاع نشره المركز الروسي لأبحاث الرأي العام، والذي طرح السؤال "هل هناك روس على قيد الحياة يمكن أن تفتخر بلادنا بهم أم لا؟"، حصل بريغوجين على مركز فوق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ولكن تحت بوتين

"طباخ بوتين" كما يعرف إعلاميًا، صعد للواجهة بشكلٍ كبير، مع مشاركته في حرب أوكرانيا، وتحول إلى ضيف دائم الحضور على الإعلام، من خلال انتقاده للنخب الروسية العسكرية والاقتصادية، مقدمًا نفسه كممثل للشعب وكاره للنخب، بالإضافة إلى نزاعاته الطويلة مع وزارة الدفاع الروسية على الذخيرة أو على النفوذ، كما يقرأ الصراع من ناحية أخرى.

وطوال أشهر من الانتقادات، هاجم بريغوجين، وزارة الدفاع الروسية وكافة المستويات القيادية فيها، مع تجنبه انتقاد بوتين بشكلٍ واضح، إلّا في حالة واحدة وصفه بـ"بالجد السعيد الذي قد يقود روسيا إلى كارثة"، ولم يعد بوتين لخطابات مالك فاغنر، إلا صباح اليوم السبت، بعد خطاب في أعقاب تمرد فاغنر، اتهم المشاركين فيه بـ"الخيانة".

زكي وزكية الصناعي

ومع خروج بريغوجين للواجهة، ارتفعت شعبيه، رغم عدم القدرة على قياسها بشكلٍ حاسم، وفيما تشير تقديرات بحثية إلى أن قدرة فاغنر على السيطرة السريعة على مدينة روستوف، تكشف عن تواطؤ من القوات الأمنية في المدينة، مما يشي في شعبية أو نفوذ بريغوجين، وقد تكون محدودة وفي الأطراف، مع التشكيك في وجودها بموسكو.

نجم على الإنترنت

وبحسب استطلاع نشره المركز الروسي لأبحاث الرأي العام (أقدم مؤسسة استطلاعية في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي)، والذي طرح السؤال "هل هناك روس على قيد الحياة يمكن أن تفتخر بلادنا بهم أم لا؟"، حصل بريغوجين على مركز فوق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ولكن تحت بوتين.

وفي الشهر الماضي، دخل بريغوجين في تصنيف مركز ليفادا للشخصيات العامة التي يثق بها الشعب الروسي لأول مرة، متوفقًا على الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف وزعيم الحزب الشيوعي جينادي زيوغانوف.

getty

وفي 20 حزيران/ يونيو، نشر مركز رومير للأبحاث في روسيا قائمة بالشخصيات العامة التي يثق بها الروس، ودخل بريغوجين تصنيفها لأول مرة، حيث جاء في المركز الخامس خلف بوتين ووزير الخارجية لافروف وشويغو ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، لكنه احتل مرتبة أعلى من فلاديمير سولوفيوف وميدفيديف في الكرملين.

أمّا على الإنترنت، لم يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشخص الأكثر شعبية في روسيا، في شهر أيار/ مايو، حيث يبحث الروس عن بريغوجين، مرتين أكثر.

وأظهرت بيانات روسية أن الروس بحثوا عن بريغوجين 744000 مرة في أيار/ مايو (كان الرقم القياسي السابق 498000 في كانون الثاني/ يناير)، بينما بلغ إجمالي عمليات البحث عن فلاديمير بوتين" 305000 خلال الشهر نفسه.

من جانبها، تشير واشنطن بوست في تقرير سابق، إلى أن هناك القليل من استطلاعات الرأي حول يفغيني بريغوجين على مستوى روسيا، لكن تقريرًا حديثًا من Russian Field، ذكر أن 2% من الروس الذين شملهم الاستطلاع سيصوتون ليفغيني بريغوجين في السباق الرئاسي، مثل المعارض الروسي أليكسي نافالني.

وهذه النسبة أعلى من العديد من السياسيين، بما في ذلك وزير الدفاع الروسي شويغو، ولكنه أقل من بوتين بحوالي 30%.

كما أشار الاستطلاع إلى أن ظهور يفغيني بريغوجين للروس العاديين ينمو بسرعة، وفي السياق قالت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا: "السرعة التي اكتسب بها بريغوجين عالية، لأنه قبل عام لم يكن لديه شيء".

وعن وضعية بريغوجين السابقة في روسيا، قالت ستانوفايا: "يقع بريغوجين في منطقة رمادية حيث لديه تفويض من بوتين للتصرف، لكن حدودها غير محددة بوضوح. لذا فإن بريغوجين يختبر حدوده، ولا يرى مقاومة جدية، فيواصل دفعها".

ورغم أن بوتين لم يوبّخ مالك فاغنر بشكلٍ علني، إلا أن هناك دلائل على أن الرئيس الروسي قد تدخل في وقت سابق من العام لرسم حدود بريغوجين وفاغنر، وفقًا لوثائق استخباراتية أمريكية سرية تم تسريبها على منصة ديسكورد، أقام بوتين اجتماعًا بين بريغوجين ووزير الدفاع شويغو في شباط/ فبراير لمعالجة نزاع حول إمدادات الذخيرة غير الكافية في باخموت.

تنا

الظهور السريع ليفغيني بريغوجين، لم يكن لديه العام الماضي، ففي استطلاع لمركز ليفادا، قام ثلاثة أشخاص فقط من بين 1600 شملهم الاستطلاع بتسميته.

وفي 20 حزيران/ يونيو، نشر مركز رومير للأبحاث في روسيا قائمة بالشخصيات العامة التي يثق بها الروس، ودخل بريغوجين تصنيفها لأول مرة

وفي ورقة سابقة، قالت المحللة تاتيانا ستانوفايا "طالما أن بوتين قوي نسبيًا وقادرًا على الحفاظ على التوازن بين مجموعات النفوذ المختلفة ، فإن يفغيني بريغوجين ليس خطيرًا. لكن أدنى تغيير يمكن أن يدفع بريغوجين إلى تحدي السلطات: ربما ليس بوتين نفسه في البداية. تصنع الحرب وحوشًا من الرجال، ويمكن أن يصبح تهورهم ويأسهم تحديًا للدولة إذا أظهر حتى أدنى علامة على الضعف".