01-ديسمبر-2018

يدحض مسلسل 3% التصور السائد بأن أحدهم يمتلك الفضيلة المطلقة (Netflix)

أهمية نجاحك في العمل الجماعي، هو قيمة تفوق نجاحك الفردي لدى بعض من يتبنون الموضوعية في تحليلاتهم. فما العائد من نجاحك الفردي إن كان لن يضفي قيمة على المجموعة. وهذا أحد أهم محاور المسلسل البرازيلي 3% الذي أكد في أكثر من مشهد على أنه يتبنى هذه وجهة النظر في تقييم الأفراد.

أهمية نجاحك في العمل الجماعي، هو قيمة تفوق نجاحك الفردي لدى بعض من يتبنون الموضوعية في تحليلاتهم

البعض يرى أن تقييمه داخل مجموعة، ربما يكون ظالمًا، لا سيما وإن كان هو من المتفوقين فيها، وإن كان بعضهم لا يتمتع بنفس القدر من الذكاء. ولكنني أتفق مع طرح المسلسل في أهمية النجاح الجماعي لا سيما وإنك لست مارادونا.

اقرأ/ي أيضًا: أفضل 10 مسلسلات يمكن متابعتها على نتفليكس

مثالي الكروي هنا لتقريب وجهة النظر. وأنك في حاجة لقيادة المجموعة بالكامل لنجاح كبير، مثلما نجح الأسطورة الأرجنتينية مارادونا في ذلك في كأس العالم 1986. أمّا وإن كان أداؤك الفردي لن يقود المجموعة للإنجاز، فعليك أن ترضخ للنظام، الكوني والذي يقول إن المجموعة تستطيع تنفيذ ما هو أكثر من الفرد.

وقيمة العمل الجماعي ظهرت في طريقة الصراع بين كيانين كبيرين، هما "العملية" والتي يحلم بها كل من لم يبلغ الـ21 من عمره على أرض المدينة الفقيرة، والتي لا تُمكّن سوى 3% من المرشحين فقط من العبور إلى الجانب الآخر، حيث الحياة الرغدة، وكذا "القضية"، التي يرى أعضاؤها في ذلك غبن لـ97% من المتقدمين، لقسوة التقييم، وما حوله من كثير الشبهات.

اختلاف الآراء

البعض يهتمون بالجدل والنقاشات حول أي قضية، وهذا ما روج لتجارة برامج الحوارات و"التوك شو" في الشاشات العربية. لكن إن كنت تعتبر أن الحجة والتفاوض والإقناع، من الأمور المهمة لك، فعليك بترك تلك المحاولات التعيسة والالتفات إلى 3%، القائم على أهمية الكلمة وتحليل الموقف.

المسلسل مواقفه صادمة ومثيرة أحيانًا بفضل إبداع الطرح وكيفية جذب الانتباه إلى أمور، في حين تظهر أن الأمور تسير في اتجاهات أخرى تمامًا.

مسلسل 3%
يقدم مسلسل 3% موضوع تغيير الآراء بشكل ملفت للغاية

ويعتمد المسلسل على محاور نقاش قيمة، منها: الاختيار، وكيفية عبورك الاختبارات، وأنها ليست بالضرورة عادلة طول الوقت، بل إنه في بعض الوقت يقدم لك كل الأشخاص الخيرة، أو التي تدافع عن الحق، في صورة الأشخاص الأقرب لاستخدام أساليب ملتوية لتحقيق أهدافهم النبيلة! ربما يُصدّر المسلسل فكرة أهمية حجتك، لدرجة أنها ربما تكون أهم من العدالة أو النزاهة لإقناع أصحاب القرار.

العواطف ليست أفضل اختيار

في الجزء الأول أشار المسلسل دون مواربة إلى أن العاطفة، بما فيها الحب لشخص أو الانتماء لجماعة أو تقييم الأشخاص، يؤدي كثيرًا إلى السقوط أو الفشل. وربما ينجح دائمًا من لا يحكم عواطفه أكثر ممن يركض خلف مشاعره. 

"Take it or leave it" أو "اقبل الكل، أو ارفض الكل". وهي نظرية غير صحيحة بالمرة، ولا تعبر عن الواقع الذي يطرحه المسلسل. وقدم المسلسل ذلك ببراعة في قبول بعض الشخصيات لمنافسيها، وربما من المزعجين أو الغشاشين، حتى لكونهم أصحاب قرارات جيدة أو وجهة نظر سديدة.

ليس من الحكمة أن ترفض الشخص تمامًا لمجرد خلاف ما، أو أفعال يقوم بها لا تناسبك. قد يكون الشخص الذي ترفضه من المفيدين لك شخصيًا في شيء آخر، بناءً على رؤيته أو تحليله للمواقف.

ليس من الحكمة رفض الشخص تمامًا لمجرد خلاف أو اختلاف معه، فقد يكون الشخص الذي ترفضه من المفيدين لك

يقدم المسلسل أيضًا موضوع تغيير الآراء بشكل ملفت للغاية. وكانت رسالته هي: لا تغضب كثيرًا، فالأشخاص دائمًا ما يغيرون مواقفهم، ربما من جانب لنقيضه تمامًا، وأحيانًا أكثر من مرة، وهي ربما أمور يجب الاعتياد عليها، فالطابع البشري متقلب المزاج.

كما أن تصورك أن هناك أحد الطرفين على صواب، والآخر مخطئ، فهو تصور خاطئ، وهو ما قدمه المسلسل في أكثر من موقف للمسؤولين عن "العملية" وعن "القضية". الصورة لا تقدم الحقيقة دائمًا. وعليك البحث عن الخلفيات، وضروري أن تحكّم عقلك، والا تعتمد على اعتقادك بنزاهة الطرف الآخر فقط.

الانتماء لجهة أو فكرة ما، قد يدفع البعض لأفعال مشينة لإرضاء حلفائهم، في سبيل تحقيق الغاية التي تبدو مثالية من وجهة نظرهم، كذلك الانتقام، فإنه لن يؤدي بمن يبحث عنه إلى أمرٍ إيجابي.

 

وهذا ما حرص عليه المسلسل  ليدحض التصور السائد لدى البعض، بأن أحدهم يمتلك الفضيلة المطلقة أو الحكمة. فأصرّ على أن يقوم الأبطال بأفعال تبدو غير أخلاقية في طريقهم للدفاع عن قضيتهم النبيلة. ربما كان ينقص تلك المشاهد فقط جملة: "الغاية تبرر الوسيلة".

وفي نهاية الجزء الثاني من المسلسل، قدم طرحًا آخر، وهو أنه دائمًا هناك خيار ثالث للأشياء، فحتى إن كان الوضع الحالي يطرح أمامك خيارين، فربما بالتفاوض أو وسيلة ما، تصل إلى خيار ثالث يفتح آفاق مختلفة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

10 مسلسلات ترافق سهراتك السعيدة

أفضل 10 أفلام في النصف الأول من عام 2018