04-يوليو-2021

من المعرض

ألترا صوت – فريق التحرير

لا يزال انفجار مرفأ بيروت، في الرابع من آب/ أغسطس من العام الفائت، يشغل اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ومشاغلهم أيضًا، باعتباره الحدث الأكثر مأساويةً ودموية في تاريخ لبنان، منذ حرب تموز/ يوليو عام 2006.

يضم المعرض سبعة عشر مشروعًا يقدِّم أصحابها وجهات نظرٍ مختلفة، وعبر عدة أساليب، لحادثة انفجار المرفأ

وفي الوقت الذي يتركز فيه تداول الحادثة في سياقاتٍ سياسيةٍ وقضائيةٍ واجتماعيةٍ أيضًا، جَهِدَ فنانون لبنانيون خلال الأشهر الإحدى عشر التي مضت على وقوعها، في تقديم أعمالٍ تُعبِّر عنها وعن طبيعة نظرتهم إليها أيضًا، إلى جانب انعكاساتها النفسية والمعنوية عليهم.

اقرأ/ي أيضًا: بابلو بيكاسو.. طاليس القرن العشرين

"معًا"، هو عنوان المعرض الجماعي الذي افتُتِحَ في "غاليري تانيت" وسط العاصمة اللبنانية بيروت، في التاسع عشر من حزيران/ يونيو الفائت، وهو أول معرض يقيمه الغاليري الذي أغلق أبوابه لنحو أحد عشر شهرًا بسبب الأضرار التي تعرض إليها جراء الانفجار.

وتعود فكرة إقامة المعرض إلى شهر آذار/ مارس الفائت، حيث أطلق القائمون على "تانيت"، دعوةً للفنانين اللبنانيين المقيمين في لبنان للمشاركة فيه. ومن بين الأعمال التي تقدمت للمشاركة، اختارت لجنة التحكيم التي ضمت زينة مسقاوي، وريتشارد هيكل، وكارينا الحلو، ونايلا كتانة كونيغ، ومارك معركش؛ سبعة عشر مشروعًا يقدِّم أصحابها وجهات نظرٍ مختلفة، وعبر عدة أساليب، للحادثة التي يتمحور حولها المعرض.

يضم المعرض الذي يستمر حتى السابع من تموز/ يوليو الجاري، أعمالًا لعددٍ من الفنانين اللبنانيين، وهم: علاء عيتاني، بتينا خوري بدر، كليمانس كوتارد هاشم، كارولين تابت، كريستيان سليمان، كريستين كتاني، كريستيانا دي ماركي، الياس نفاع، ألييش، جان ومورو، ليتيسيا حكيم، بالإضافة إلى كلٍ من طارق حداد، ومنار علي حسن، وميسا الخوري، ونويل نصر، وكليف مخول، وريان رعيدي، وسارة صحناوي، وطارق مراد، وأخيرًا زينة أبو الحسن.

وتحاول الأعمال الموزعة على الرسم والتصوير الفوتوغرافي والتجهيز والنحت والفيديو أرت والموسيقى، الإجابة على سؤال: كيف يمكن للفن أن يترجم التضامن والحس الجماعي سواء من خلال الشعور، الفكر، والتصرُّف؟ وتضيء، في الوقت نفسه، على أثر تفشي وباء كوفيد – 19 على المجتمع اللبناني، وخصوصًا فئاته الفقيرة التي تعيش أوضاعًا معيشية صعبة بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية الراهنة.

وجاء في بيان المنظمين أن: "ما شهدناه في الآونة الأخيرة، سواء من الأزمة الاقتصادية أو وباء كوفيد – 19 أو انفجار 4 آب، شكل تحديًا لنا على جميع المستويات، مما أثر على قربنا من بعضنا البعض، وجعل وجودنا معًا مفهومًا باطلًا".

تحاول الأعمال المشاركة في المعرض الإجابة على سؤال: كيف يمكن للفن أن يترجم التضامن والحس الجماعي؟

ويضيف البيان: "(معًا) هو عرض عن التعاون في جميع المجالات. حتى ما يُعنى بالتحضير للمعرض: من الإنتاج إلى السينوغرافيا وحتى النص والمحادثات التي تم إنشاؤها، جميعنا ساهمنا. والآن، نأمل أن نكون بالمئات للاحتفال بقدرتنا على التجمع حول الفنون والاستمتاع بهذه اللحظات الثمينة التي اعتبرناها من المسلَّمات، وأن نكون فعلًا معًا".

اقرأ/ي أيضًا: "القدس بوابة الأرض إلى السماء".. هوية المدينة وذاكرتها

يذكر أن المعرض ينظمه "غاليري تانيت" بالتعاون مع "MIRROS Communications" في إطار مشروع "إحياء بيروت بالفن والثقافة"، الذي يهدف إلى دعم القطاع الثقافي والفضاءات الفنية التي تضررت جراء انفجار المرفأ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شوقي شمعون.. سماءٌ مزهرة

"وتستمر الأشجار في التصويت للفأس".. أرشفة اللحظات الزائلة