بعد انتظار وتردّد، حسم رياض محرز أمره أخيرًا، ووافق على الانتقال إلى نادي الأهلي السعودي مقابل 30 مليون يورو، ولمدة خمس سنوات، بعدما كان النجم الجزائري قد قضى الجزء الأكبر من مسيرته في الدوري الإنجليزي، وحقق إنجازات كبيرة على المستويين الفردي والجماعي مع ليستر سيتي ومانشستر سيتي، جعلته واحدًا من أفضل اللاعبين العرب والأفارقة على الإطلاق في الكرة الإنجليزية والأوروبية.
وقد نجح رياض محرز في السنوات الأخيرة بخلق حالة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بشعبية جارفة في العالم العربي، واشتد التنافس بين محبيه ومحبي النجم العربي الآخر المصري محمد صلاح، فكان كل فريق منهما يعتبر أن نجمه المفضل هو فخر العرب الحقيقي، والممثل الأفضل للكرة العربية على مدار التاريخ في القارة العجوز.
اليوم ومع خروج محرز ( 32 سنة ) من أوروبا، وهو خروج مبكر نوعًا ما، خاصةً وأن اللاعب لا يزال لديه الكثير ليعطيه على أعلى مستوى، شعر الكثير من محبيه بالحزن، ورأوا أن محبوبهم خرج من مضمار السباق مع محمد صلاح ، وقرر هجرة القارة العجوز بدلًا من الاستمرار وتسطير المزيد من الإنجازات وتعزيز أرقامه الفردية والجماعية.
العربي الوحيد الفائز بالثلاثية
رياض محرز هو اللاعب العربي الوحيد الذي حقق لقب الدوري الإنجليزي مع فريقين مختلفين، كما أنه العربي الأول الذي يفوز بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج باختيار الجماهير، وكان ذلك في موسم 2015-2016 التاريخي، الذي قاد فيه رفقة جيمي فاردي ونجولو كانتي، فريقه ليستر سيتي إلى تحقيق لقب الدوري في مفاجأة مدوّية، ويعتبر أيضًا رياض محرز اللاعب العربي الوحيد الذي أحرز لقب الثلاثية الأوروبية ( الدوري - الكأس دوري الأبطال) وكان ذلك مع مانشستر سيتي في الموسم الحالي.
بخروجه من أوروبا، سيعطي رياض محرز لمحمد صلاح الفرصة لكسر بعض الأرقام القياسية التي حققها الجزائري في أوروبا وإنجلترا عربيًا وإفريقيًا، كما سيسمح للفرعون المصري بتعزيز بعض الأرقام القياسية التي حققها ضمن السياق نفسه.
على المستوى التهديفي، يحتل محمد صلاح المركز الأول عربيًا وأفريقيًا في البريميرليج، برصيد 138 هدفًا، وبفارق مريح عن منافسيه، فيما يحتل رياض محرز المركز الثاني عربيًا والسادس أفرقيًا، برصيد 82 هدفًا، من بين أصحاب المراكز الستة الاولى إفريقيًا، فقط رياض كان لا يزال ناشطًا في البريميرليج إلى حين رحيله إلى الأهلي، الفرصة متاحة أمام صلاح للابتعاد أكثر في الصدارة والتغريد وحيدًا.
أما على صعيد التمريرات الحاسمة فيحتل محرز المركز الأول عربيًا وإفريقيًا بواقع 65 أسيست، وبفارق 23 تمريرة عن صلاح، وبالتالي فإن رقم محارب الصحراء قد يكون مهددًا، بحال بقي صلاح لسنوات في إنجلترا، واستمر بإعطاء التمريرات الحاسمة بالوتيرة نفسها (يمتلك معدل أسيست كل أربع مباريات تقريبًا).
فيما يخص الألقاب الجماعية، حقق كل من صلاح ورياض محرز دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، فيما تميل الكفة بشكل واضح للجزائري محليًا، حيث حقق محرز 12 لقبًا في إنجلترا، من بينها لقب الدوري خمس مرات، فيما اكتفى محمد صلاح بأربعة ألقاب محلية، وبالتالي من المستبعد لحاقه بمحرز خاصة في ظل وضع ليفربول الحالي، مع الإشارة إلى أن صلاح فاز بالسوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، بعكس محرز الذي سيحرمه انتقاله إلى الأهلي من المشاركة فيها مع فريقه السابق مانشستر سيتي.
مع الإشارة إلى أن صلاح يحتل المركز الاول عربيًا وإفريقيًا (بالتساوي مع دروغبا ) والـ 14 في لائحة الهدافين التاريخيين لدوري الأبطال، برصيد 44 هدفًا، فيما سجّل محرز 20 هدفًا في المركز الثاني عربيًا، ويبدو أن رصيده سيتوقف عند هذا الرقم.
