12-سبتمبر-2016

أقفاص طيور في مدينة سيدني

الطائرُ الذي يأتي من ناحيةِ الريبةِ
يكسرُ جدولَ اليقينِ بدوائر متقاطعة
يستدعي أسماءَ العفاريتِ من صرَّةِ شموس المعارفِ الكبرى
تجيء أسرارُها خطى من ماءٍ
تشقُّ حجابَ الفكرة وهي تتلو:
حابْ، شاحوتْ، شعْلوثْ، حُبابْ
تتلوَّى الفكرةُ في أغوارها صراخٌ يفكك بعنفٍ صخرتها
هكذا
ترتاح المخيّلة من محاكم التفتيش
تتقافز طفلةً
غزالةً
حوتًا
تتشكَّلُ:
مئذنةً تمسح حزنَ صليبٍ
عاشقةً تداعبُ قصائد شاعرها
نشيدًا سماويا اشتعلَ في الطريق إلى الأرض
نبيًّا يفكِّرُ في استبدالِ أسفارِ الحربِ بأسفار المحبّةِ
شيطانا يكتبُ لله طلبَ قبول توبة متأخرة جدًا
هكذا أيضًا
تتعدد الأنهار التي تعبرُ حدائق الزمن
يتجدد جلدُ الكونِ فرحًا بانكسار الثابت..
تُنتهكُ بكارة الحقيقةِ..
ينامُ العقلُ...
الطائر الذي جاءَ
كانَ بألفِ لونٍ
ينمو ريشه حتى يصبح نارًا
يقصر
يتمايل سنابلَ سحرٍ
يختلفُ عن جيناتِ حالاته الماضية..
لكنّ عيونًا كثيرةً لم تصطدْ مجيءَ الطائر
سكنَ حاملوها إلى الغفلة
فهجروا سكينة الدائرة المنفتحة
وأقاموا في جليد المستقيم
لهذا لا تزال الحربُ تبيضُ
والدماءُ تعزف على كمنجةِ الفناء
كيف وضعوا سيرة واحدة للفكرِ
وسلكوا غاية توحيدِ قبائل الرؤيا
غائبين عن اليقظة
في العالمِ وفرة منَ الأشكالِ
لكنَّ عينَ الهوموسابيانْ ترى شكلا يتيمًا
كيفَ تعمى جميعُ المرايا عن الأشياء تعودُ صغيرة دومًا
عنِ المادة التي لا تشيخُ
عن تواطؤ فارس الرياح مع عطش الأشجار للتخصيب
عن السماء السابعةِ تتسكّعُ في المدنِ
تجلس في مقاهي الدهشة بانتصار ثقةِ بروميثيوسَ في الإنسان
عن نملةٍ تدغدغ جبهة النخلةِ
عن آلهةٍ تستحمُّ في بحيرةِ البشرية..
في كل مرة يعود الطائر يغني:
العمى:
سيدُ الوقتِ
البلادةُ:
عصا الرائي
الغباءُ:
لغة القرد الذي يسوق سيارة
الذكورة:
صنم منتصب الظلّ ينتهكُ البهجة
الأنوثة:
فجر الحياة المشنوق
في جيبها
نجاة الكوكب.

اقرأ/ي أيضًا:

أفضّل الموت في زاوية عمياء

تلك السيارة الزرقاء