06-أكتوبر-2021

لوحة لـ عامر العبيدي/ العراق

قد أستمع لبعض الأغنيات

عن الأرض التي تَشكلت قبل 4 مليارِ عام،

كيفَ كان الرب يُقلب حساء الحياة بملعقة القدر

وأين التقت أولى الخلايا بحبيبها الفريد

لم أكن مخطئًا في اعتقادي البريء

القُبلةُ هي أولى الوسائل لارتقاء الحب وانتشاره

حيثُ لا قضيب ولا فروج طازجةً بعد

حينَ التقت أولى الخلايا في البحر

وبقبلة بدأت حفلة الخليقة

كان الله يعزف الموسيقى على أوتاره السبع

ويغني أولى الأغنيات 

كيف نبتت أولى الزهور بين الصخور

وكيف تجرأت أولى الأسماك على سيدها البحر

وفي أي رئة جرت أولى جزيئات الأوكسجين؟

عن أمنا الأرض العذراء في مهد طفولتها

خاليةً من النبيين والصديقين

حلقت أولى الطيورِ

ودبت أولى الخيول

ورقصت أولى الأشجار فرحًا بالمطر

لم يكن الليلُ مُتعبًا لأحد

لا أحد يفكر بالوجود وسيرورته

لا أحد يفكر ماذا يفعل الله

في الواحدة بعد منتصف الليل!

لا لغةً يشتد بها الحديث

ولا نارًا تضيء عتمة الغابات

كانت الأرضُ قصيدةً لم تلقَ بعد

قد استمع لبعض الأغنيات

عن الإنسان كيف خط أولى كلماته

عن الإنسان ربِ الحزن والقلق

كيف احتسى نخب الهروب من الجنة

بقضمة واحدة

هذه الأرض لي

هي أنا حين لم أكن سوى طين وماء

هذه الأرضُ لي

هي أمي التي سأعودُ لأرضع ثديها

حين أجوعُ وتجوع الرمال

هذه الأرضُ لي

وهذا الكونُ أيضًا

قد استمعُ لبعض الأغنيات

عن القناديل في ظلمة البحر

عن بلوتو الوحيد على اعتاب مجموعتنا الشمسية

عن الماضي الذي نراهُ ولا يرانا

كيف للضوء أن يستغرق كل هذا الوقت؟

وهل تلعب الفوتونات الدومينو خلال رحلتها من الشمس؟

وأين كانت نجمتي المفضلة قبل الانفجار العظيم؟

هل كانت لؤلوةً تلمع على جيدِ جبرائيل

أم إنها وكُل شيء في الوجود

مُجرد غُبار نفضهُ الربُ من جيبه

عن أمنا الأرض العذراء في مهد طفولتها

والندم الأكيد على أولِ الحب

نُغني آخر الأغنيات!

 

اقرأ/ي أيضًا:

رصيف يتغلغل في عمق المدينة

المعجم سينزف حين يفتحه ولد