10-أكتوبر-2017

عمير بيرتز والوفد المرافق له في مجلس المستشارين المغربي (صفحة بيرتز في فيسبوك)

أثار حضور عمير بيرتز، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إلى البرلمان المغربي يوم الأحد الماضي للمشاركة في المناظرة البرلمانية الدولية حول موضوع "تسهيل التجارة والاستثمارات في المنطقة المتوسطية وإفريقيا"، ردود فعل غاضبة سواء من طرف فرق برلمانية أو من طرف نشطاء مغاربة على مواقع التواصل، الذين عبروا عن غضبهم من حضور بيرتز، متهمين البرلمان بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.

أثار حضور عمير بيرتز، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إلى البرلمان المغربي ردود فعل غاضبة واتهامات للبرلمان بالتطبيع

وإزاء ردود الفعل المستنكرة، أكد رئيس مجلس المستشارين عبد الحكيم بنشماش، عن حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) في بيان، أن "مشاركة الوفد الإسرائيلي تمت بموافقة جميع الفرق بالغرفة الثانية للبرلمان (مجلس المستشارين)"، مؤكدًا أنه لم يقم مجلس المستشارين بتوجيه الدعوة للوفد الإسرائيلي ولا لغيره من الوفود الممثلة، وأن توجيه الدعوة كان من اختصاص الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط والمنظمة العالمية للتجارة، الشريكتين في تنظيم المناظرة البرلمانية.

اقرأ/ي أيضًا:  استياء مغربي.. علم "إسرائيل" يرفع في كوب22!

وذكر رئيس مجلس المستشارين المغربي، في ذات البيان، أن "الإعداد لهذه المناظرة تم بشكل علني ومسؤول، وبعلم كل المكونات الممثلة داخل مجلس المستشارين، حيث عمم المجلس بلاغًا إخباريًا حول احتضانه لهذه المناظرة الدولية، وتم نشره في الموقع الرسمي للمجلس، ومنابر إعلامية مختلفة، وبالتالي فإن الحديث عن الإعداد لهذه التظاهرة الدولية في سرية غير صحيح"، على حد تعبيره. لكن توضيح بنشماش، لم يقلص الاتهامات بالتطبيع والاستنكار، إضافة إلى اتهامات وجهت للكتل البرلمانية بـ"ازدواجية المواقف".

 

 

وبمجرد بدء الندوة التي كان سيرأسها عمير بيرتز، احتج عدد من البرلمانيين المغاربة، إضافة لفريق الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إحدى النقابات العمالية في المغرب، رافعين في وجهه شعارات تتهمه بالإرهاب وقتل الأطفال العزل في فلسطين ولبنان، وطالبته بالرحيل عن البرلمان والتراب المغربي، مما دفع بمنظمي التظاهرة لإيقافها.

 

إثر ذلك، نظم عدد من المستشارين البرلمانيين وقفة احتجاجية في باحة مجلس المستشارين، رافعين شعارات مستنكرة لحضور عمير بيرتز، الأخير الذي وصف المحتجين بـ"المتطرفين". وأضاف عمير بيرتز، الوزير الإسرائيلي الذي ولد بمنطقة "بني جعد" وسط المغرب، في تدوينة له على صفحته الرسمية بفيسبوك أن "المغرب هو بلد خاص، ومعظم مواطنيه يعيشون في سلام مع اليهود، والدولة تستثمر الكثير من الأموال للحفاظ على المعابد اليهودية والتراث اليهودي في البلاد"، مؤكدًا "أحظى هنا بمعاملة خاصة واحترام  من أعلى مستوى"، لافتًا إلى أنه "سيستمر في أنشطته السياسية في المغرب ودعم السلام"، على حد تعبيره.

لا يخفت في المغرب جدل التطبيع مع الكيان الصهيوني، يتصاعد بين الفينة والأخرى وسط اتهامات متبادلة بين السياسيين وغضب شعبي

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. التطبيع مع إسرائيل في "برلمان الغبرة"

وفي السياق ذاته، أصدرت فرق برلمانية بمجلس المستشارين مكونة من العدالة والتنمية الحاكم، الاتحاد المغربي للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل (منظمات نقابية عمالية)، بياناً ضد حضور عمير بيريز وعبروا عن "استهجانهم الكبير بعد تلقيهم خبر مشاركة وزير الدفاع الصهيوني في المناظرة الدولية". وقدم عدد من المحامين المغاربة إضافة إلى "هيئة الدفاع الخاصة بمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، و"الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع" دعوى قضائية من أجل اعتقال وزير الدفاع الصهيوني السابق عمير بيرتز المتواجد حاليًا بالمغرب. وهكذا يتواصل جدل التطبيع مع الكيان الصهيوني في المغرب، الذي يتصاعد بين الفينة والأخرى وسط اتهامات متبادلة بين السياسيين وغضب شعبي.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تونس.. جدل تجريم التطبيع يتجدد

خريطة إسرائيل.. عودة حديث التطبيع إلى الجزائر