18-مايو-2018

استغل جوزيف مكارثي خوف الأمريكيين من الشيوعية (يوتيوب)

بينما كانت آلاف الدراسات والأبحاث ومئات الأفلام والأعمال الفنية تتطرق للقمع المنظم الذي مارسه الشيوعيون في الاتحاد السوفييتي، ضد أي معارضة بحجة الولاء للبرجوازية أو الغرب، كان هناك تجاهل لنوع آخر عكسي من هذا القمع، أي ذلك الي كان يحدث في الغرب ووراء المحيط الأطلسي، بحجة الولاء للشيوعية والخوف منها. في هذا التقرير المترجم عن موقع owlcation، معلومات عن واحدة من هذه الحملات المنظمة التي خاضها وأسس لها النائب الأمريكي جوزيف مكارثي، وسميت لاحقًا باسمه.


انتشرت ظاهرة المكارثية في فترة الحرب الباردة من التاريخ الأمريكي. واستُغِل الخوف المتزايد من انتشار الشيوعية عن طريق الصين وأوروبا الشرقية، وهو ما عُرف آنذاك بـ "الخوف الأحمر"، من جانب ساسة بعينهم، وخاصة من جانب النائب جوزيف مكارثي. ووجه مكارثي اتهامات بالخيانة أو التخريب لشخصيات عامة دون المراعاة الواجبة للأدلة، وأصبح هذا الأسلوب من المكائد معروفًا بـ "المكارثية".

 يعود أصل مصطلح "المكارثية" إلى النائب الأمريكي جوزيف مكارثي، الذي قاد الحملة من أجل هزيمة تسلل الشيوعية

إليكم 12 حقيقة عن المكارثية:

1- تمكنت المكارثية من الوصول إلى قوتها بسبب الخوف المتزايد الذي أصاب الولايات المتحدة من انتشار الشيوعية في الصين وأوروبا الشرقية. بدأ الخوف من الشيوعية بالثورة الروسية، ثم ظهر مرة أخرى في الثلاثينيات قبل أن تخفت أبواقه عقب التحالف مع السوفييت ضد هتلر. وبالرغم من ذلك، ازدهرت مناهضة الشيوعية مرة أخرى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما سعى ستالين لبسط نفوذه وتولى ماو مقاليد السلطة في الصين.

وقال النائب جوزيف مكارثي حرفيًا: "إننا اليوم منخرطون في حرب شاملة نهائية بين الإلحاد الشيوعي والمسيحية. وقد اختار أبطال الشيوعية هذا التوقيت الذي تعاني فيه النساء المحترمات والرجال المحترمون والأطفال من الضغط واليأس".

2- يعود أصل مصطلح "المكارثية" إلى النائب جوزيف مكارثي، الذي قاد الحملة من أجل هزيمة تسلل الشيوعية، بالرغم من عدم امتلاكه أدلة على اتهاماته. وصلت المكارثية إلى أوجها خلال فترة "الخوف الأحمر الثاني" بين عامي 1950 و1956. ولم يقتصر هجوم مكارثي على الحكومة والجيش فحسب، بل امتد أيضًا إلى الصناعات الخاصة، والترفيه، والمدارس.

وجه مكارثي اتهامات بالخيانة أو التخريب لشخصيات عامة دون المراعاة الواجبة للأدلة

3- زعم مكارثي أن 200 شيوعي تسللوا إلى حكومة الولايات المتحدة. إلا أنه لم يقدم أي دليل حقيقي على هذه الادعاءات.

4- لكي يواجه التهديد الشيوعي المفترض، شَكَّل مكارثي لجنة الأنشطة غير الأمريكية بمجلس النواب في عام 1938. كان هدفها فضح الشيوعيين ومعاقبتهم. وتعرض الناس للسجن بسبب عدم الإبلاغ عن أسماء الشيوعيين، وعُقدت المحاكمات ضد المشتبه بانتمائهم إلى الشيوعية. وصارت هذه اللجنة دائمةً في عام 1945.

وقال جيمس ويليام فولبرايت: "عندما تنغمس الشخصيات الحكومية في الإساءة، وعندما ينكرون على الآخرين حق حصولهم على محاكمة عادلة، وعندما يلجأون إلى التلميح والتعريض، من أجل التشهير والفضائح والاشتباه، فإن مجتمعنا الديمقراطي يصبح غاضبًا وديمقراطيتنا تصبح حائرة، ولا تمتلك أي وسيلة للتعامل مع الفقراء، والكاذبين، والجهلاء، ومناهضي الديمقراطية عمومًا".

5- أُسِّس برنامج تقييم الولاء بموجب الأمر التنفيذي 9835 في 21 مارس/آذار 1947. وكان هدفه تقييم ولاء الموظفين الفيدراليين والنظر في أي متقدمين جدد يسعون للعمل في حكومة الولايات المتحدة.

اقرأ/ي أيضًا: الحزب الشيوعي.. البتر علاجًا للاختلاف

6- احتوى قانون تافت هارتلي لسنة 1947 على فقرة مناهضة للشيوعية طالبت قادة الاتحادات بالقسم على عدم انتمائهم للشيوعية.

بوستر ضد الشيوعية في أمريكا

7- فقد أكثر من 2000 موظف حكومي وظائفهم بسبب المكارثية.

وقال جيمس ويليام فولبرايت أيضًا: "هذا النائب الصغير من ولاية ويسكونسن، باتهاماته المتهورة، استغل مخاوف الشعب الأمريكي وأحقاده وتحيزاته، لدرجة أنه أشعل نارًا ملتهبة ربما لن يكون هو أو أي شخص آخر قادرًا على السيطرة عليها".

8- وُضع عديد من نجوم ونجمات وكُتّاب هوليوود على القوائم السوداء ودُمرت مساراتهم المهنية عن طريق المكارثية. كان من بين هؤلاء: تشارلي تشابلن، وداشييل هاميت، ووالدو سولت، ولينا هورن، وآرثر ميلر، وليليان هيلمان، ولوسيل بال.

9- لم تنجح على الإطلاق إدانة أي أمريكي بالانتماء إلى الشيوعية عن طريق جوزيف مكارثي.  

10- كان مكارثي متنمرًا يقاتل بقذارة. فاستخدم حملات التشهير، والتكتيكات غير الأخلاقية، والاتهامات التي لا تستند إلى أي أساس ضد أهدافه، الذين كانت تغيم عليهم في الغالب سُحب الشك، ما ترجمه الشعب غالبًا بأنهم مذنبون.

11- فقد مكارثي مكانته في ربيع 1954. سلط مكارثي انتباهه نحو التسلل الشيوعي إلى الجيش. ووُظفت أساليب استجواباته المتنمرة بقوة على برامج التلفزيون المحلي، والتي يُشار إليها بجلسات استماع مكارثي- الجيش. حاول في مرحلة معينة تشويه سمعة محامي الجيش جوزيف ناي ويلش، الذي كان يدافع عن أفراد من الجيش.

 وُضع عديد من نجوم ونجمات وكُتّاب هوليوود على القوائم السوداء ودُمرت مساراتهم المهنية عن طريق المكارثية

انفجر ناي مؤنبًا مكارثي: "حتى هذه اللحظة، أيها السيناتور، أعتقد أنني لم يسبق لي حقًا قياس وحشيتك أو تهورك... دعونا لا نغتال هذا الفتى أيها السيناتور. لقد فعلت ما يكفي. ألا يوجد لديك أي حس من الكياسة سيدي؟ بعد كل ذلك، ألم يبق لديك أي حس من الكياسة؟"

انتقدت الصحف في اليوم التالي مكارثي انتقادًا شديدًا. وفقد نفوذه السياسي والدعم الشعبي.

12- أدمن جوزيف مكارثي على الكحول بعد فقدانه مكانته السياسية ومات في عام 1957 بسبب تليف الكبد. وكان آنذاك يبلغ من العمر 48 عامًا ولا يزال نائبًا، بالرغم من التجاهل الذي واجهه من جانب الإعلام والنواب الآخرين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نهاية نهاية الحرب الباردة

من موسكو إلى بكين.. تيه اليسار المصري