01-أغسطس-2023
ميتشل، القاسم، باسترناك، بلاث، برونتي، سالنجر (ألترا صوت)

ميتشل، القاسم، باسترناك، بلاث، برونتي، سالنجر (ألترا صوت)

لماذا لم يكتب جيروم ديفيد سالنجر، على سبيل المثال، سوى رواية واحدة؟ لمَ لمْ يبن قصة أخرى غير تلك التي قرأناها في "الحارس في حقل الشوفان"؟ ما الذي دفعه إلى الصمت بعد هذه الرواية؟ لا نعلم، ولن تكون الإجابة على هذا السؤال، في حال وجِدت، سوى تكهنات. لكننا نعلم جيدًا بأن سالنجر لم يكن يحتاج إلى غير هذه الرواية ليكون ما هو عليه اليوم: علامة فارقة في تاريخ الأدب الأمريكي.

وما يُقال عن سالنجر يُقال أيضًا عن آخرين كُثر لم يكتبوا في حياتهم سوى رواية واحدة، بغض النظر عما إذا كانت هي سبب شهرتهم أم لا. وفيما يلي، نتعرف على 6 من أدباء الرواية الواحدة.


1- مارغريت ميتشل

لم تكتب مارغريت ميتشل في حياتها سوى رواية واحدة عنونتها بـ"ذهب مع الريح" التي تُعد اليوم من كلاسيكيات الأدب الأمريكي، وإحدى أهم الروايات التي أرّخت بشكلٍ أو بآخر للحرب الأهلية الأمريكية، ورصدت آثارها وتداعياتها على حياة الجنوب الأمريكي من خلال قصة حب غريبة ومثيرة بطلتها فتاة جنوبية تقع في حب شاب من عائلة إقطاعية لا يكترث لأمرها، فتتزوج من شقيق زوجته لتكون قريبة منه. والمفارقة أنهما، زوجها وعشيقها، قُتلا خلال الحرب الأهلية.

تحكي ميتشل في هذه الرواية المكونة من جزئين عن أحوال المجتمع الأمريكي الجنوبي، وتقف على أسباب اندلاع الحرب وتأثيرها على حياة المزارعين الجنوبيين، وانهيار المجتمع الاقتصادي، وتحرير العبيد، وغيرها من المواضيع الفارقة في تاريخ الولايات المتحدة. وقد تحوّلت الرواية في عام 1930 إلى فيلم يُعد واحدًا من أهم الأفلام الأمريكية.


مارغريت ميتشل

2- بوريس باسترناك

لرواية "دكتور چيڤاكو" حكايات كثيرة تدور مدار موقفها من النظام السوفييتي، وتوظيفها كسلاح دعائي ضده من قِبل الغرب، وقول البعض إن المخابرات الأمريكية هي المسؤولة عما تحظى به الرواية من شهرة، بل وإنها موّلت عمليات ترجمتها ونشرها في مختلف أنحاء العالم.

لكنها، قبل ذلك، الرواية الوحيدة التي كتبها الشاعر الروسي بوريس باسترناك الذي يدين لها بشهرته خارج روسيا، وبفوزه بجائزة نوبل للآداب لعام 1958. تقدّم الرواية وجهة نظر كاتبها عن أحوال المجتمع الروسي وتحولاته بين عامي 1903 – 1929، وموقفه من الثورة البلشفية، ونمط الحياة الذي فرضته بعد انتصارها، بالإضافة إلى النظام السياسي الذي تضمنت نقدًا لاذعًا ضده، وكل ذلك من خلال قصة حب مثيرة وشيّقة لم تطغ على الجانب السياسي للرواية.


بوريس باسترناك

3- سميح القاسم

لا نعرف سميح القاسم إلا شاعرًا وواحدًا من أهم شعراء المقاومة في فلسطين والعالم العربي أيضًا، وهذا ما تذكّرنا به قصيدته الخالدة والحاضرة في وجداننا "منتصب القامة أمشي"، التي غنّاها مارسيل خليفة.

لكن الراحل روائيٌ أيضًا، إذ كتب في سبعينيات القرن الفائت رواية منحها عنوانًا لافتًا "الصورة الأخيرة في الألبوم"، وتناول فيها المأساة الفلسطينية، وعلاقة فلسطينيي الداخل بالاحتلال الإسرائيلي من جهة، والإسرائيليين من جهة أخرى من خلال علاقة ملفتة تجمع شاب فلسطيني بفتاة يهودية تتغير نظرتها إلى الفلسطينيين والإسرائيليين، والدها تحديدًا، بعد تعرفها عليه وعلى عائلته أيضًا.


سميح القاسم

4- سيلفيا بلاث

يطغى انتحار سيلفيا بلاث على مسيرتها الأدبية، بل إنها تُعرف بين كثيرين بوصفها الشاعرة التي انتحرت عبر وضع رأسها في فرن الغاز. ولكن ما لا يعرفه كثيرون، ربما، أنها نشرت قبل وفاتها ببضعة أسابيع روايتها الأولى والوحيدة "الناقوس الزجاجي"، باسم مستعار هو فيكتوريا لوكاس. ويُقال إن بلاث شرعت بعد صدورها في كتابة رواية أخرى، وأنها كانت تنوي كتابة الكثير من الروايات، لكنها أنهت حياتها قبل فعل ذلك.

تحكي سيلفيا بلاث في روايتها هذه قصة فتاة يرى كثيرون أنها تشبهها وربما نسخة منها لكونها تُعاني من اضطرابات نفسية حادة تدفع بها نحو الجنون.


سيلفيا بلاث

5- إيميلي برونتي

إيميلي برونتي اكتفت بدورها بكتابة رواية واحدة فقط لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه عند نشرها عام 1847، بل إنها تعرّضت لانتقادات سلبية هائلة في حينها. لكن "مرتفعات وذرينغ" تُعد اليوم واحدة من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، ويُنظر إليها بوصفها أهم عمل أدبي استطاع أن يؤرخ لتحولات حياة الطبقة البرجوازية البريطانية وتبدّلات أنماط عيشها.


إيميلي برونتي

6- جيروم ديفيد سالنجر

"الحارس في حقل الشوفان" هي رواية جيروم ديفيد سالنجر الوحيدة، لكن البعض يقول إنها روايته الوحيدة المنشورة، وأن كاتبها كان يكتب باستمرار وبصورة منتظمة، لكنه امتنع عن نشر ما يكتبه مكتفيًا بهذه الرواية التي بلغت مبيعاتها أكثر من 65 مليون نسخة حول العالم، وتُعد علامة فارقة في تاريخ الرواية الأمريكية والعالمية.


 

salinger