28-نوفمبر-2023
قدامى الأسرى الفلسطينيين

(الترا صوت) من قدامى الأسرى الفلسطينيين

تشكّل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي جزءًا مهمًا وأساسيًّا من نضال الشعب الفلسطيني في سبيل الحرية وتقرير المصير.

تم احتجاز الفلسطينيين لأسباب مختلفة، منها ما يأتي نتيجةً لقيامهم بعملية عسكرية ضد الاحتلال، أو لنشاطهم السياسي، أو ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تشمل الجميع، رجالًا ونساء، وصغارًا وكبارًا.

تشهد سياسة الاحتلال الإسرائيلي الكثير من الانتهاكات بحق الأسرى، بدءًا من الاحتجاز الإداري الذي يسمح باحتجاز الأفراد دون تهمة أو محاكمة بناء على أدلة سرية، وممارسة التعذيب وسوء المعاملة، واحتجاز الأحداث، وصولًا إلى الحرمان من الزيارات العائلية.

وبينما تحتل قضية الأسرى اهتمامًا كبيرًا في الوقت الحالي، على خلفية عملية التبادل الأخيرة بين المحتجزين الإسرائيليين والأجانب في قطاع غزة والنساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى، والتي من المتوقع أن تأتي بعدها صفقة لتبييض السجون؛ نتذكّر بعضًا من قدامى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ممن مضى على أسرهم سنوات أو عقود طويلة.

ورغم أن مصطلح "الأسرى القدامى" كان يُستعمل للإشارة إلى الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين قبل اتفاقية "أوسلو"، ممن رفضت "إسرائيل" الإفراج عنهم، فإن هناك أسرى قدامى آخرين ممن اعتقلوا بعد "أوسلو" وقيام السلطة الفلسطينية، وتجاوزا جمعيًا سنوات طويلة في الأسر.

هنا استذكار لبعض من هؤلاء المناضلين القدامى القابعين وراء الجدران الكتيمة شهودًا على مراحل متعددة من النضال الوطني الفلسطيني، ورواةً آخرين لسردية حرية الشعب الفلسطيني.


1- نائل البرغوثي

اعتقل نائل البرغوثي في الرابع من نيسان/أبريل عام 1978، بسبب نشاطه في مقاومة الاحتلال، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد، وجاب طوال فترة اعتقاله العديد من السجون الإسرائيلية وتعرض لأشكال مختلفة من المضايقات.

غيّر انتماءه من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويلقبه الأسرى بـ"أبو النور".

في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، دخل عامه الـ44 في سجون الاحتلال، التي قضى منها 34 عامًا في سجن متواصل، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال. رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم إبرام العديد من صفقات تبادل الأسرى التي تمت في إطار المفاوضات.


2- وليد دقة

اعتقل وليد دقَّة في آذار/مارس 1986، وكان وقها في سن الـ25 عامًا، وتعرّض لتحقيق قاس، أُجبر خلاله على عدم النوم، وذاق التجويع والتعذيب جسديًّا ونفسيًّا، وبعدها حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي، ثم جرى تخفيض مدة الحبس عام 2012 إلى 37 عامًا.

أنهى دقة حكمه الأول في آذار/مارس 2023، وتمت معاقبته بعامين إضافيين. وهو الآن يقاوم الإهمال الطبي بعد تشخيصه بمرض السرطان، وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم مطالبات مؤسسات حقوقية بإطلاق سراحه.

أكمل دراسته في المعتقل وحصل على الماجستير، وهرّب نطفة إلى خارج السجن، وأصبح أبًا في سن 57 عامًا، كما مارس الكتابة طوال هذه السنوات وأصدر عدة مؤلفات، من أبرزها "صهر الوعي" و"الزمن الموازي"، وروايتين هما: "حكاية سرّ الزيت"، و"حكاية سر السيف".


3- مروان البرغوثي

مروان البرغوثي (مواليد 1958) قيادي بارز في حركة فتح. تعرض للمطاردة واعتقل عام 1984، وأعيد اعتقاله عام 1985، ثم فُرضت عليه الإقامة الجبرية قبل أن يتعرض للاعتقال الإداري في السنة نفسها.

تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، أطلقت عليه في إحداها صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة خصيصًا له. 

وفي آخر اجتياح إسرائيلي لرام الله، كان البرغوثي على قائمة المطلوبين، وتمكنت القوات الإسرائيلية من اعتقاله يوم 15 نيسان/أبريل 2002.

وُجهت له تهم عديدة منها التحريض على قتل عشرات الإسرائيليين، وحكمت عليه المحكمة المركزية في تل أبيب عام 2004 وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بخمسة أحكام بالمؤبد وأربعين عامًا.

صدرت له عدة كتب، من بينها: "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي" و"الوحدة الوطنية قانون الانتصار".


4- أحمد سعدات

أحمد سعدات هو الأمين العام للجبهة منذ 2001، ومعتقل منذ عام 2006 في السجون الإسرائيلية، ويمضي حكمًا بالسجن 30 عامًا على خلفية اغتيال الجبهة لوزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001.

أقدمت السلطة الفلسطينية في 15 كانون ثاني/يناير عام 2002 على اعتقاله، تنفيذًا لإملاءات إسرائيلية، وفي 1 أيار/مايو 2002، نُقل سعدات ورفاقه الذين تتهمهم إسرائيل بتصفية زئيفي إلى سجن أريحا تحت وصاية أمريكية – بريطانية، فيما سُمي في حينه صفقة المقاطعة.

وفي 3 حزيران/يونيو 2003، أصدرت المحكمة العليا الفلسطينية قرارًا بالإفراج عنه، إلا أن القيادة الفلسطينية لم تمتثل له واستمرت في اعتقاله.

في 14 آذار/مارس 2006، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اختطافه ورفاقه من سجن أريحا في عملية خاصة هاجمت من خلالها السجن، واعتقلتهم في سجونها.


5- حسن سلامة

في أيار/مايو الماضي، دخل الأسير حسن سلامة عامه الـ28 في سجون الاحتلال الإسرائيليّ.

وُلد سلامة في التاسع من آب/أغسطس عام 1971، وهو من مدينة خان يونس. انخرط في العمل النضالي في مرحلة مبكرة من عمره، وقد واجه الاعتقال مرات عديدة خلال الانتفاضة الأولى، وكانت غالبية اعتقالاته في تلك المرحلة اعتقالات إداريّة، كما تعرض لإصابة في حينه.

اُعتقل عام 1996 بعدما أصيب برصاص الاحتلال، ومكث فترة في أحد المستشفيات المدنية التابعة للاحتلال. واجه تحقيقًا قاسيًا وطويلًا وتعذيبًا عنيفًا، واستمر التحقيق معه نحو أربعة أشهر، ولاحقًا حُكم عليه عام 1997 بالسجن الفعلي 48 مؤبدًا.

تعرض للعزل الانفرادي الذي استمر نحو 14 عامًا على مرحلتين، وانتهى عزله بعد إضراب نفّذه الأسرى عام 2012، وخلال سنوات اعتقاله عقد قرانه على الأسيرة المحررة غفران زامل عام 2010.

لم تتمكن عائلته من زيارته سوى مرتين، كما يواصل الاحتلال حرمان زوجته من زيارته منذ عقد قرانهما.


6- إبراهيم حامد

في أيار/مايو الماضي، دخل الأسير إبراهيم حامد عامه الـ18 في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وُلد عام 1965 في بلدة سلواد، شرق رام الله. انخرط في مقاومة الاحتلال في سن مبكرة، وتعرض مرات عديدة للسَّجْن قبل اعتقاله الأخير عام 2006.

طورد حامد مدة 8 سنوات، واجهت خلالها عائلته أصناف الملاحقة والتهديد، وتعرض كثيرون منهم للاعتقال، بمن فيهم زوجته وطفلاه في حينه.

كما واجه العزل الانفرادي لنحو 8 سنوات، منها 7 سنوات بشكل متواصل.


7- عباس السيد

أتم الأسير عباس عامه الـ21 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ تم اعتقاله عام 2002.

في بداية اعتقاله، واجه تحقيقًا شاقًا استمر لمدة 5 أشهر متواصلة، ولاحقًا بعد سنوات حكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد المكرر 35 مرة، إضافة إلى 150 عامًا. وحينما اعتقل كانت ابنته مودة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وابنه عبد الله عامًا وسبعة أشهر.

واجه العزل الانفرادي لسنوات متواصلة، والحرمان من زيارة العائلة، وتمكّنت زوجته من زيارته لأول مرة بعد 7 سنوات على اعتقاله، وخلال سنوات أسره فقد والدته وشقيقته.

يعتبر أحد قيادات الحركة الأسيرة، ومن الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال.


8- إبراهيم أبو مخ

ولد الأسير إبراهيم أبو مخ عام 1961 في مدينة باقة الغربية. اعتقل عام 1986 وحكم عليه بالسجن المؤبد. هو عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وواحد من 26 أسيرًا بقوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي رغم توقيع اتفاقية أوسلو.

أوائل عام 1985، خُطف الجندي الإسرائيلي موشيه تمام، ثم قتل في عملية بمدينة نتانيا بقيت غامضة لا يُعرف منفذها، حتى استطاعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الوصول أن إبراهيم أبو مخ -إلى جانب العديد من الفدائيين الآخرين- على رأس المخططين والمنفذين لتلك العملية.

اعتُقل مع ابن عمه رشدي يوم 23 آذار/مارس 1986، وتعرض أثناء التحقيق لأنواع من التعذيب بهدف إجباره على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه، ثم قضت المحكمة العسكرية بالسجن المؤبد المحدد بـ40 سنة، وتنقل إبراهيم بين كل من سجن الجلمة والرملة وبئر السبع وعسقلان والجلبوع ومجدو.

في عام 2013، وافقت سلطات الاحتلال على إطلاق سراحه، ووضع اسمه في الدفعة الرابعة ضمن قائمة الأسرى المحررين بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية، ولكن الاحتلال امتنع عن تنفيذ الاتفاق.

أصيب بسرطان الدم عام 2019. ويعاني من المرض ومن قسوة إجراءات نقله من السجن للمستشفى لأجل العلاج.