31-ديسمبر-2022
كنا رغم التضييقات الكثيرة على تماس مباشر مع الجمهور وهمومه

كنا رغم التضييقات الكثيرة على تماس مباشر مع الجمهور وهمومه

مع التحولات الكبيرة التي عرفها العالم في عام 2022، حاولنا في "الترا صوت" لا أن نواكب الحدث فقط، ولكن أن نلاحق تداعياته، ونأخذه إلى سياقاته الأوسع، عبر حوارات وتحليلات وتحقيقات ومقالات رأي، وبتعاون مع مئات الكتاب على طول الوطن العربي وأبعد.

مع التحولات الكبيرة التي عرفها العالم في عام 2022، حاولنا في "الترا صوت" لا أن نواكب الحدث فقط، ولكن أن نلاحق تداعياته، ونأخذه إلى سياقاته الأوسع

إضافة إلى المتابعة الخبرية الدقيقة عبر شبكة مواقعنا في عدد من الدول العربية، نشرنا مئات مقالات الرأي، وقمنا بإجراء عشرات التحليلات والحوارات، مع سياسيين ومثقفين وناشطين ومختصين. قدمنا للقارئ نشرة ثقافية بأهم ما يصدر من كتب عربيًا، إضافة إلى مراجعات لعشرات الكتب، كما أعددنا عدة تحقيقات، من قضايا الفساد إلى التطبيع واللجوء والعنف، وغيرها.

فلسطينيًا، في عام شهدنا فيه تحولات كبيرة، حاولنا متابعة الأحداث أولًا بأول. بالإضافة إلى تغطية الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين، حاولنا فهم التغيرات المحلية والإقليمية فيما يخص القضية الفلسطينية. على سبيل المثال، قمنا بنشر ملف من 11 حوارًا حول التحولات التي طرأت على التعامل الأوروبي مع المسألة الفلسطينية، وتداعيات الحرب الأوكرانية على المشهد في الأرض المحتلة، مع خبراء دوليين ومسؤولين سياسيين وناشطين. حاولنا أن نرصد الواقع الفلسطيني بتعقيداته الكثيرة. نشرنا تحقيقات موثقة في قضايا عديدة، بما في ذلك حالات تضارب مصالح وفساد داخل السلطة الفلسطينية، كما سلطنا الضوء بالوثائق أيضًا، على علاقة أحد الشركات الترفيهية الأشهر فلسطينيًا وعربيًا، مع الجيش الإسرائيلي.

كنا في الميدان بشكل متواصل. تجربة كانت صعبة بقدر ما كانت مثمرة، وعرضت بعض الزميلات والزملاء إلى الخطر. في شهر أيار/مايو، اختبرت الزميلة في "الترا فلسطين" شذا حنايشة أمام الكاميرات تجربة مروعة، عندما نجت من عملية استهداف مباشرة، أودت بحياة زميلتها الصحفية في قناة الجزيرة، الشهيدة شيرين أبو عاقلة. دخلنا بيوت الشهداء والأسرى، واستمعنا إلى قصص فلسطينيين كثر اختبروا المعاناة بشكل مستمر.

في تونس، التي تمر تجربتها الديمقراطية في لحظات حساسة، كنا في الميدان دائمًا. زودنا القارئ التونسي والعربي بأهم الأخبار والملفات، وثقنا الاحتجاجات، ولاحقنا الأزمة الاقتصادية المستفحلة من خلال هموم الناس ومخاوفهم. تفاعلنا مع ناشطين بارزين في المشهد السياسي، سواء عبر مقالات رأي كتبوها، أو حوارات أجريناها معهم. استشرنا خبراء ومثقفين، وحاولنا معهم عبر تحليلات مطولة أن نفهم الوضع القائم. نشرنا تحقيقات عديدة حول المهاجرين والهجرة، وهي قضية صارت شأن تونس العام، مع أزمة معيشية عميقة.

في السودان، حاولنا أن نكون صوت من لا صوت لهم. كنا في الشارع، تحدثنا مع المحتجين والمضربين، وثقنا الانتهاكات، وحاورنا لجان المقاومة ورجالات السياسة من خلال نصوص مكتوبة أو فيديوهات نشرناها عبر منصاتنا المتعددة. تابعنا الأمل بتحول ديمقراطي حقيقي، وخيبة الأمل نتيجة التعقيدات الكثيرة أمام هذا المسار، ثم الغضب الذي تُرجم في الشارع إلى احتجاجات وهتافات.

في العراق، كنا مصدر المعلومة الأول في كثير من المرات، ولم نغب عن الحدث قط. وصلنا إلى المعلومات من مصادرها الأولية، في البرلمان والحكومة أو الأحزاب، وكنا رغم التضييقات الكثيرة على تماس مباشر مع الجمهور وهمومه، وانخرطنا في متابعة تطلعات العراقيين لغد أفضل، ولدولة وطنية لا تحكمها المحاصصة الطائفية.

نشرنا مئات مقالات الرأي، وقمنا بإجراء عشرات التحليلات والحوارات، مع سياسيين ومثقفين وناشطين ومختصين

أما في الجزائر، فكنا دائما على تماس مع الخبر اليومي. تابعنا المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي، وسلطنا الضوء على الفجوات بين الخطابات الرسمية والواقع على الأرض. تابعنا الانتهاكات بحق الصحفيين، تشاركنا مخاوفهم وهواجسهم. حاولنا أن نقدم للقارئ الجزائري ما يتطلع إليه، وللقارئ العربي ما يود أن يعرفه عن الجزائر.