23-مايو-2024
حرب تتواصل على قطاع غزة

(Getty) الاحتلال يتقدم تجاه عمق مدينة رفح، تحت غطاء ناري كثيف

في يوم العدوان الـ230، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مراكز الإيواء في كافة أنحاء قطاع غزة، ويواصل تقدمه تجاه وسط مدينة رفح، فيما يطوق مخيم جباليا من كافة الجهات، ويسعى إلى إخراج المنظومة الطبية عن الخدمة في شمال قطاع غزة بشكل تام.

سقط 16 شهيدًا بينهم 10 أطفال، كما أصيب العشرات، بعد قصف الاحتلال لمنزل في حي الدرج وسط مدينة غزة، فجر اليوم. كما أكدت مصادر محلية استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي الليلة الماضية على حي الزيتون في مدينة غزة. كما حدثت غارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في حي الدرج شرقي مدينة غزة.

الاحتلال يواصل استهداف مراكز الإيواء في قطاع غزة، مع نفاد مخزونات المساعدات بشكلٍ متسارع

وأفادت تقارير فلسطينية بسقوط فلسطيني نتيجة استهداف قوات الاحتلال لمنزل في مدينة رفح جنوب القطاع.

ويواصل جيش الاحتلال تقدمه البري في عمق مدينة رفح، إذ وصلت المعارك إلى محيط بوابة صلاح الدين وحي البرازيل في المدينة. وأكدت مصادر محلية على أن إطلاق النيران من قبل جيش الاحتلال لم يتوقف طوال الليل من الطائرات المُسيّرة والمروحيات والطائرات الحربية والدبابات.

وكان طيران الاحتلال الحربي قد استهدف، فجر اليوم، منزلًا في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى سقوط 8 شهداء.

أمّا على صعيد العدوان على مخيم جباليا، فقد قامت قوات الاحتلال بحصار المخيم من كافة الجهات. كما استهدف مراكز الإيواء في منطقة بركة أبو راشد وشارع حمدان بالقنابل الدخانية الحارقة.

وأكد مراسل التلفزيون العربي في شمال غزة، حدوث موجة نزوح كبيرة من عشرة مراكز إيواء.

وأشار إلى سقوط شهداء وجرحى، يوم أمس، إثر استهدافات عنيفة وسط مخيم جباليا نُقِلَت للنقطة الطبية في مدرسة الفالوجا والمستشفى المعمداني. بالإضافة إلى وُجود قناصة على نحو دائم وسط مخيم جباليا.

وفي الوقت نفسه، فإن جيش الاحتلال بعد حصاره مستشفى العودة، يُجبر الطواقم الطبية والجرحى على إخلاء المستشفى، ويبقي طبيبًا وممرضًا و15 جريحًا داخل المستشفى المحاصر منذ أربعة أيام.

واستمر جيش الاحتلال في تدمير مربعات سكنية في منطقة في شارع العجارمة بمخيم جباليا، مع حرق المنازل في تل الزعتر، وسوق البسطات وعمارة الداعور وسط مخيم جباليا.

وتواصل القصف المدفعي العنيف لمناطق القصاصيب ومقبرة الفالوجا وتل الزعتر ومدينة زايد والعلمي ومشروع بيت لاهيا. وأدى القصف إلى استشهاد 6 فلسطينيين إثر تدمير الاحتلال منزلًا لعائلة أبو زايدة في بئر النعجة غرب مخيم جباليا، الليلة الماضية.

خطر المجاعة يعود

من المتوقع أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مجددا مع تباطؤ عمليات تسليم المساعدات والوقود في أعقاب الهجوم البري الإسرائيلي المستمر منذ أسبوعين على مدينة رفح الجنوبية.

وقالت الأمم المتحدة في وقت متأخر من، يوم الثلاثاء، إن الأمم المتحدة أوقفت توزيع المواد الغذائية في رفح؛ بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن.

ومنذ 10 أيار/مايو، بعد وقت قصير من سيطرة إسرائيل على معبر رفح مع مصر، الذي تتدفق من خلاله غالبية المساعدات إلى غزة، تم تسليم حوالي ثلاثين شاحنة فقط عبر معبر كرم أبو سالم القريب، ولم يتم تسليم سوى حوالي ربع الكمية المسموح بها فقط.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عبير عطيفة، إن عمليات توزيع محدودة للطرود الغذائية المخفضة مستمرة في وسط غزة، لكن من المتوقع أن تنفد إمدادات الطرود الغذائية التابعة للوكالة في غضون أيام.

وأضافت أن "العمليات الإنسانية في غزة على وشك الانهيار"، وإذا لم يُسْتَأْنَف الغذاء والإمدادات الأخرى "بكميات هائلة، فسوف تنتشر الظروف الشبيهة بالمجاعة".

وتقول الأمم المتحدة إن 1.1 مليون شخص في القطاع، أي ما يقرب من نصف السكان، يواجهون مستويات كارثية من الجوع، وأن المنطقة على شفا المجاعة.

في هذه الأثناء، أقر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بوجود تحديات في نقل وتوزيع المساعدات من الرصيف الذي شُيِّد حديثًا، والذي أمر به جو بايدن قبل شهرين وسط انتقادات بأن الولايات المتحدة إما غير قادرة أو غير راغبة في إقناع إسرائيل بالسماح في دخول ما يكفي من المساعدات.

وانتقدت العديد من المنظمات الإنسانية المشروع الأميركي، قائلة إنه على الرغم من أن المساعدات جميعها مرحب بها، إلا أن زيادة الغذاء عبر المعابر البرية هو السبيل الوحيد للحد من المجاعة المتزايدة. وكان من المتوقع في البداية أن تتم معالجة حوالي 500 طن من المساعدات، أو 90 حمولة شاحنة يوميًا، على أن ترتفع إلى 150 شاحنة يوميًا بكامل طاقتها.

من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن "الاحتلال يتعمد إخراج المؤسسات الصحية من الخدمة نهائيًا"، وأضاف "المؤسسات الصحية في محافظتي غزة وشمال غزة خرجتا من الخدمة كليًا".

وتابع الإعلامي الحكومي في غزة "حياة 700 ألف إنسان في محافظتي غزة وشمال غزة مهددة ما لم تدخل المستلزمات الطبية".

البيت الأبيض إلى صف إسرائيل دائمًا

وقال البيت الأبيض، يوم الأربعاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية يجب أن يتم من خلال المفاوضات، وليس الاعتراف بها من جانب واحد، وذلك بعد أن قالت أيرلندا وإسبانيا والنرويج إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية هذا الشهر.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "الرئيس مؤيد قوي لحل الدولتين، وكان كذلك طوال حياته المهنية". وأضاف أنه يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لجو بايدن، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء العزلة الدبلوماسية المتزايدة لإسرائيل بين الدول التي دعمتها تقليديًا.

وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء العزلة الدبلوماسية لإسرائيل، أجاب سوليفان بالإيجاب. وقال: "أعتقد أنه سؤال عادل. باعتبارنا دولة تقف بقوة في الدفاع عن إسرائيل في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، فقد شهدنا بالتأكيد مجموعة متزايدة من الأصوات، بما في ذلك الأصوات التي كانت في السابق تدعم إسرائيل، تنجرف في اتجاه آخر. وهذا يثير قلقنا لأننا لا نعتقد أن ذلك يسهم في أمن إسرائيل أو حيويتها على المدى الطويل... لذا فهذا أمر ناقشناه مع الحكومة الإسرائيلية".

اشتباكات مستمرة

وأعلن جيش الاحتلال، عن مقتل 3 من جنوده خلال المعارك في شمال غزة.

من جانبها، قالت كتائب القسام إنها استهدفت "جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105" في حي البرازيل على الحدود الفلسطينية المصرية جنوب شرق مدينة رفح". وأشارت إلى استهداف دبابة في حي البرازيل في رفح.

وفي حي البرازيل أيضًا، قالت كتائب القسام: "تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على جنديين صهيونيين من مسافة صفر في حي البرازيل جنوب شرق مدينة رفح".

وأكدت قنص 3 من جنود جيش الاحتلال في بيت حانون شمال قطاع غزة. بالإضافة إلى قصف تحشدات جيش الاحتلال في موقع الإدارة المدنية شرق مدينة جباليا شمال القطاع بقذائف الهاون.

بدورها، قالت سرايا القدس: "قصفنا بالاشتراك مع قوات الشهيد عمر القاسم مدينة عسقلان وقاعدة "زيكيم" العسكرية برشقة صاروخية ردًا على جرائم العدو بحق أبناء شعبنا".

وأضافت في بلاغ آخر: "أسقطنا طائرة صهيونية من نوع "درون" وسيطرنا عليها خلال تنفيذها مهام استخبارية شمال قطاع غزة". كما أكدت تنفيذ عملية قصف بالهاون على خط الإمداد لمحور "نتساريم" جنوب مدينة غزة.